فجأة تسارعت الحركة لدى الأمهات خاصة بين المدارس والكتبيات والمنزل ...كلهن يتهافتن على اقتناء شتى أنواع الكتب الموازية استعدادا لامتحانات الثلاثية الأولى بعدما فاحت رائحتها والأم البارعة منهنّ هي التي تستفرد بعنوان كتاب لا يتوفر عند الاخريات رغم أن المحتوى واحد ولا يتغير غير الشكل ...و ما في هذه الكتب من أخطاء وفجوات وسذاجة وخرق للفنيات والتقنيات البيداغوجية يجعلنا نصرّ على منحاها التجاري ولا غير دون النظر في عمق المستجدات التربوية والبيداغوجية بما فيها مصلحة التلميذ ...اذ يكفي ان يلحق المعلم اسمه بآسم متفقد أو مندوب جهوي حتى ترتقي أسهم هذا الكتاب الى أعلى ويتهافت عليه الجميع بغثه وسمينه. و هذا التهافت هو الذي خلق طغيان الكم على الكيف في مستوى تلميذ اليوم وحشره في دوامة من المصادر التعليمية التي هجمت عليه وجعلته عبدا للاستهلاك على حساب الخلق والابتكار والانتاج..فلا يكفي دروس الفصل والساعات الخصوصية ومراجعات البيت حتى تضاف اليها الكتب المدرسية الموازية بكل ثقلها لتزيد في التزامات التلميذ وتعكر صفوة حياته اليومية التي ينبغي ان تكون متوازنة لأن هذه الكتب صارت في اركان المنزل قبل القوت اليومي بمثابة العقاب للتلميذ والام ترى فيها الحل السهل الذي توفره النقود ولا يوفره العقل طالما عقلية الاستهلاك والتقاعس والاستجداء صارت تغزو واقعنا التعليمي خاصة بعد ان انفلتت عصا القيادة من يد «سيدي المعلم». دعوة بكل لطف حتى ننقذ ما يمكن انقاذه من البقايا الصالحة في تعليمنا ونطلب من الأمهات التركيز على الكيف ودعوة الأبناء الى الاشتغال على الكراس وكتاب التلميذ لأنهما الأساس ومصدرا المعلومة الأساسية للدرس.