حقق النادي الرياضي الصفاقسي في مباراة ذهاب الدور النهائي لكأس الكنفيدرالية الافريقية لكرة القدم انتصارا مريحا بعض الشيء امام ضيفه نادي مازمبي الكنغولي حيث انتهت النتيجة كما هو معلوم على هدفين نظيفين سجلهما كل من الغابوني ابراهيما ديديي ندونغ والعائد بقوة طه ياسين الخنيسي وبالعودة الى اطوار اللقاء فقد قدم نادي عاصمة الجنوب اداء متوسطا اجمالا حيث سيطر في اغلب فترات الشوط الاول ثم ترك المجال لضيفه في الشوط الثاني ليكتسح الفريق الكونغولي ارجاء الملعب وكاد يعدل النتيجة في اكثر من مناسبة لولا تالق الحارس رامي الجريدي اكثر من مرة كما أن الحظ عاند خط هجوم مازمبي في الكرة التي جاءت منتصف الشوط الثاني والتي اهدرها المهاجم بغرابة وسط دهشة خط الدفاع برمته ويمكن القول ان النادي الرياضي الصفاقسي عرف كيف يسرق انتصاره من منافسه بالاعتماد على صاروخ الفريق فخر الدين بن يوسف الذي تحمل بمفرده عبء الثقل الهجومي يثير القلق حيث كان صاحب الفضل الاول في الهدفين الا ان مردود عناصر خط وسط الميدان الهجومي يثير القلق حيث غاب التنسيق بينهم سواء في افتكاك الكرة او في البناء الهجومي وكان ماهر الحناشي الذي لعب بكل رجولة قدم اداء دون ما عودنا به في حين ان ديديي ليبيري كان بعيدا تماما عن المنشود والمطلوب مما فتح المساحات لعناصر وسط ميدان الفريق الضيف للصعود والتقدم نحو الخطوط الخلفية لنادي عاصمة الجنوب ولعل ابرز دليل على ذلك ،قيام مدرب الفريق الضيف باتريس كارتيرون باستبدال وسط ميدان دفاعي بآخر هجومي لمزيد الضغط على النادي الرياضي الصفاقسي في مناطقه وكاد يفلح في مبتغاه لولا يقظة عناصر خط الدفاع والفاعلية الكبيرة التي رافقت مردود بن يوسف الذي برهن انه رجل المباراة عن جدارة. الافراط في الفرحة غير مسموح به مازال احباء النادي الرياضي الصفاقسي يتذكرون بلوعة ضياع لقب الكنفيدرالية الافريقية لسنة 2010 امام فتح الرباط المغربي الذي لا يمتلك اي تاريخ افريقي اذا ما قارناه بما حققه الفريق الابيض والاسود ويتذكر هؤلاء ايضا خروج انصار الفريق الى الشوارع اثر نهاية لقاء الذهاب الذي دار بالمغرب يوم 28 نوفمبر 2010 بالتعادل السلبي بين الفريقين وقد ظن هؤلاء الانصار ان النادي الرياضي الصفاقسي فاز باللقب لان مباراة العودة سوف يكون مسرحها ملعب الطيب المهيري بصفاقس ويستحيل ان يفرط الفريق في هذه الفرصة وقد شكل ذلك مركز ضغط ثقيل على اذهان اللاعبين الذين نزلوا الى الميدان بثقة مفرطة ومبالغ فيها فكانت صفعة الهدف الاول لفتح الرباط المغربي قد زعزعت اركان الفريق وجعلته يهدي اللقب الى ضيفه اثر هزيمة بثلاثة اهداف لهدفين ومن هنا فقد نبه الانصار الى ضرورة الاعتبار والاتعاظ من هذا السيناريو وعدم المبالغة في الفرحة لان اللقب مازالت طريقه شائكة وبالتالي فان الاعداد النفسي والذهني للاعبين يجب ان يكون مسترسلا لتوعيتهم بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولتحضيرهم لمختلف السيناريوهات التي يمكن ان يجدوا انفسهم امامها مثل ضغط الجماهير او انحياز الحكم او حتى لا قدر الله قبول هدف من الخصم ونعتقد ان الاطار الفني بقيادة الهولندي رود كرول لن يغفل عن مثل هذه الجزئيات التي غالبا ما تحدد وجهة الالقاب في مثل هذه المواعيد. ضرورة أخذ العبرة في مباراة الاياب مثلت مباراة امس احسن بروفة للاطار الفني للفريق من اجل معاينة اداء منافسه الكونغولي والاطلاع عن قرب على خصال لاعبيه الكروية وبالتالي فإنه يجب على المدرب رود كرول ان يحسن التعامل مع مباراة الاياب التي سوف لن تكون سهلة بالمرة لان الفريق الخصم سوف يلعب الكل في الكل من اجل محاولة العودة في النتيجة ولعل ابرز شيء يجب قراءة الف حساب له هو مردود خط الوسط الهجومي الذي يجب ان يقترب من باقي العناصر سواء في الناحية الدفاعية او الهجومية وذلك من اجل خنق المنافس وغلق المساحات امامه ومباغتته بهدف يكون كافيا لضمان اللقب بنسبة مائوية عالية ومن هنا فان ثقة الجماهير كبيرة في الاطار الفني للنادي من اجل وضع الخطة الملائمة من اجل العودة باللقب من لوبومباشي بالذات. «بن يوسف» يبدع كنا قد ذكرنا في اعدادنا الاسبوع الفارط بان مدرب فريق مازمبي الفرنسي باتريس كارتيرون متخوف من النادي الرياضي الصفاقسي الذي اعتبره من عمالقة القارة كما ابدى تخوفه الكبير من اللاعب فخر الدين بن يوسف واصفا اياه بانه من احسن اللاعبين الافارقة في الفترة الحالية حيث قال انه يتمتع بقدرات بدنية وفنية كبيرة جدا وقادر على تحطيم دفاعات الفرق المنافسة وقد اصاب هذا المدرب في قوله حيث يعود الفضل في الفوز الذي حققه النادي الصفاقسي امس الى «الروج » الذي مهد لانتصار الفريق بكرتين ذهبيتين اهداهما لكل من ديديي ندونغ وطه ياسين الخنيسي على طبق من ذهب كما تميز هذا اللاعب بحركيته الكبيرة حيث اقض مضاجع المدافعين الكونغوليين بتسرباته الخطيرة يمنة ويسرة هذا اضافة الى مساندته التي تكاد تكون كلية لعناصر الخط الخلفي وكل ما يأمله احباء النادي الرياضي الصفاقسي هو ان يواصل بن يوسف على نفس الوتيرة في مباراة الاياب التي سيركز فيها الاطار الفني للفريق الخصم على صنع عزلة كروية لهذا اللاعب وذلك بمحاصرته عن قرب وقطع الامدادات التي تأتيه من زملائه وهو ما يجب ان يقرأ له كرول الف حساب. التمارين في المركب سوف تدور تمارين النادي الرياضي الصفاقسي بداية هذا الاسبوع في مركب الفريق وذلك للتعود على الارضية الاصطناعية مثل تلك الموجودة في ملعب نادي مازمبي في مقاطعة لوبومباشي وقد نطلقت التحضيرات منذ عشية امس الاحد حيث كانت الحصة خفيفة بالنسبة للاعبين الذين خاضوا اللقاء وذلك من اجل ازالة التعب ومن المنتظر ان يضع الاطار الفني الخطة المناسبة لمباراة الاياب قبل التحول الى الكونغو حيث سيخوض الفريق حصتين تدريبيتين امام اعين الفريق المنافس. «بوصرصار» يسبق اليوم الفريق من المنتظر ان يتنقل في الثالثة من بعد ظهر اليوم الاثنين مسؤول الفريق حسام بوصرصار ومعه المختار ناجي الى الكونغو الديمقراطية في رحلة طويلة تنطلق من تونس في اتجاه العاصمة القطرية الدوحة ومنها الى جوهانسبورغ فمدينة لوبومباشي التي يكون الوصول اليها صباح الغد وذلك من اجل ترتيب الاقامة والاطلاع على الظروف المتوفرة هناك من نزل وحافلة وارضية ميدان. مازمبي في مركب فاينورد باكرا عاد فريق مازمبي الكونغولي بعد نهاية المباراة الى غانا على متن الطائرة الخاصة التي جاءت به الى تونس ومعلوم ان مازمبي يجري بمناسبة هذا الدور النهائي لكاس الكنفدرالية تربصا مطولا بمركب فاينورد باكرا الذي يبعد مسافة 55 كلم عن العاصمة الغانية.