يدفع عدد كبير من المهاجرين التونسيين ثمن ارتباطهم بأجنبيات وإنجابهم منهن اطفالا حيث يدخلون في نزاعات قضائية لا نهاية لها حول الحضانة. ففي الوقت الذي تعتبر الاجنبيات أن حضانة أبنائهن من حقهن كأمهات ويُجنّدن المنظمات والجمعيات لشن حملات لمساندتهن فإن الآباء التونسيين الذي يخوضون معركة حياتهم بمجهودهم الخاص ودون مساندة من أيّة جهة يحرصون على الاحتفاظ بأبنائهم لضمان تربيتهم وتنشئتهم تنشئة اسلامية تحافظ على مقومات هويتهم الوطنية... بإحدى هذه القصص الواقعية تلك التي تصدرت صفحات الصحف الفرنسية وشغلت عددا من الجمعيات هناك هي قصة الطفلين «اسكندر وآدم» التي جعلت منها امهما الفرنسية «سابينا بريتو « قضية رأي عام في محاولة لاسترجاعهما من والدهما المدعو «رؤوف».. هذا الأب التونسي صدم مرات ومرات للروايات التي تختلقها زوجته لتجعل منه عن سابق اصرار مجرما في بلادها متهما بالاختطاف في حين أنه لم يرتكب جرما سوى أنه تمسّك بحق الاحتفاظ بابنيه اللذين عاشا في تونس وترعرعا فيها ورفض السماح لها بنقلهما الى فرنسا.. الأب رؤوف الحنيني أصيل جربة تحدث ل«التونسية» عن معاناته قائلا: «تعرفت على زوجتي الفرنسية في إحدى وكالات الأسفار بجربة حيث ظللنا على علاقة كللناها بالزواج في 2005 وذلك بعد الاتفاق على الاستقرار بتونس التي انتقلت للعيش فيها والعمل بها منذ 2003 كمديرة بمؤسسة..». وأضاف: «بدأت حياتنا هادئة طبيعية أنجبنا خلالها طفلينا آدم واسكندر تباعا لكن في سنة 2009 انقلب الوضع رأسا على عقب حيث غيرت زوجتي رأيها بخصوص اتفاقنا على العيش في تونس وذلك بعد انجابها طفلنا الثاني في فرنسا, وقررت اصطحاب الطفلين لبلادها للعيش هناك متهمة المجتمع التونسي بالجهل والتخلف ومعتبرة تنشئة الطفلين به قرارا خاطئا يجب تداركه.. وهو أمر رفضته رفضا قاطعا حيث منعتها من اصطحابهما لتعود بمفردها الى هناك وتقوم برفع قضية كالت لي فيها شتى التهم... كما قمت في الاثناء في تونس برفع قضية في الطلاق مازالت مطروحة..». ويضيف رؤوف قائلا: في جانفي 2010 بلغني استدعاء من القضاء الفرنسي حول الشكوى المقدمة من زوجتي وفعلا سافرت الى هناك للدفاع عن نفسي لاجد نفسي موقوفا بالمطار معذبا مهانا محروما من الاكل والشرب مدة اربعة ايام وذلك بصفة غير قانونية بناء على بلاغ من زوجتي في مركز أمني تتهمني فيه باختطاف طفلي حيث تم حرماني من ولوج المحكمة التي تباشر التحقيق في مزاعم زوجتي التي اكدت مرارا وتكرارا «انها الاحق بحضانة الطفلين لأنها فرنسية... ولأن فرنسا في نظرها يحق لها التصرف كما تشاء في تونس».. ويواصل سرد القصة التي ارادها توضيحا لما تدعيه أم طفليه في وسائل الاعلام ببلادها وعلى صفحات الفايسبوك: «ظللت بمطار فرنسا مدة اربعة ايام بحالة احتفاظ غير قانونية حيث تم الاعتداء علي فيها وتجويعي ثم اطلق سراحي لأعود الى تونس وفي الاثناء قاموا بإصدار برقية تفتيش دولية في حقي وذلك كحيلة من زوجتي للإيقاع بي وحرماني من الدفاع عن نفسي حيث وجدت نفسي فعلا محكوما بسنة سجنا في فرنسا مع الطلاق ومنعي من رؤيتي طفلي منعا باتا وهو ما يتنافى مع القوانين الدولية...». ونفيا للادعاءات الباطلة لزوجته الفرنسية يقول رؤوف: «استغربت رواياتها ومزاعمها بعدم رؤيتها ابنيها منذ اربع سنوات في حين لم تنقطع يوما عن زيارة تونس وعن رؤيتهما حيث ظلت تزورهما مرة كل شهر منذ خمس سنوات (وهنا يستظهر بفواتير ووثائق تثبت اقامتها بنزل بجربة ) كما انني من تكفلت بمصاريف اقامتها حيث لم اعاقبها على ادعاءاتها ومزاعمها ومحاولتها في مناسبتين اختطاف ادم واسكندر وظللت اعاملها معاملة حسنة». وأكد الاب الذي عانى من الظلم كثيرا بسبب تمسكه بطفليه وبتنشئتهما انه وفر لابنيه (11 و8 سنوات) كافة ظروف العيش حيث يدرسان الان بمدرسة خاصة وهما متفوقان في دراستهما مستشهدا بتقرير صادر عن مندوب الطفولة يؤكد حسن رعايته لهما في الوقت الذي تسوق فيه الام صورة حالة الاهمال والتهميش حول حياة الطفلين وذلك لكسب تأييد ومساندة المنظمات والجمعيات ببلادها . وتساءل الاب عن غياب المجتمع المدني والجهات المعنية في مثل هذه القضايا في الوقت الذي تهب فيه الجمعيات والمنظمات والحكومات لمؤازرة مواطنيها ومساندتهم في نزاعهم القضائي ضد تونسيين ..