حين كتبت الصحافة الفرنسية في الايام القليلة الماضية عن قصة أم فرنسية متزوجة بتونسي, اعتُبرت عودتها من تونس لبلادها مع طفيليها بعد نزاع قضائي تجندت فيه السفارة الفرنسية وكافة مصالحها بتونس لمساعدتها نصرا للأمّ وفرحة للأمهات الاجنبيات اللواتي ينجحن في الحصول على حضانة ابنائهن من ازواج تونسيين .. فرحة هذه الام التي استقبلتها جهات رسمية وجمعيات بفرنسا بمطار رواسي شارل ديغول الدولي بالورود مهنئة إيّاها بفوزها يوم الثلاثاء 14 ماي الجاري ,حولت حياة تونسي وعائلته بمنطقة سيدي الهاني بسوسة الى مأساة ملؤها الحزن والدموع بعد ان بات مؤكدا انه فقد ابنيه للأبد.. وان سلطات بلاده التي انصفت الزوجة في عقر داره لن تنصفه . قصة «نجيب» وفرجينيا التي احتلت صدارة عناوين بعض الصحف الفرنسية بدأت تحديدا في 2006 بعلاقة جادة كللت بالزواج وإنجاب طفلين «أيوب وآدم» كرسا لهما الاب حياته وماله وكانت فرحته بهما كبيرة . وككل زوجين دبت المشاكل بينهما حيث حاولا التغلب عليها عبر السنوات مغلبين مصلحة طفليهما. وعلى غرار عطل الصيف الماضية رافقت الزوجة الفرنسية زوجها الى تونس أين رأت نفسها حسب التفاصيل التي تحدثت عنها الصحافة الفرنسية «رهينة» وابنيها ممنوعة من السفر منذ تاريخ 7 جويلية 2012 بعدما قام الزوج بإتلاف جوازات السفر وتذاكر السفر وكافة الوثائق التي كانت بحوزتها على حدّ قولها. دعم كبير .. تسعة أشهر مرت على تواجد الام وابنيها بتونس وتحديدا بمسقط رأس زوجها حيث خاضت معه نزاعا قضائيا مطولا استنجدت فيه بالسفارة الفرنسية. كما جعلت عائلتها من قضيتها في فرنسا قضية رأي عام وعملت ما بوسعها لتأليب مواقف الجمعيات والمنظمات على الزوج التونسي واتهامه بشتى الاتهامات في الوقت الذي قام فيه بالدفاع عن حق حضانة ابنيه البالغين من العمر ثلاث وخمس سنوات .. في البداية حاولت الأم استعطاف الجهات الأمنية والمصالح المعنية بتأكيد ان حياتها في خطر صحبة ابنيها وان الاب قادر على فعل اي شيء من اجل الحصول على حضانة ابنيه والاحتفاظ بهما حيث تمت حمايتها كما تجندت مصالح وزارة الخارجية الفرنسية وعدد من الناشطين حيث احتفظت بحق الحضانة أيضا أمام القضاء التونسي ثم حصلت على الدعم من أجل العودة الى بلادها وفي حضنها طفليها الذين حرمتهما من والدهما .. الأب والمعركة الفاشلة من جديد ؟ وفيما عادت فرجينيا الى بلادها وتحديدا الى مدينة مارتيغ أين التحق طفلها الاكبر بالمدرسة من جديد يظل السؤال مطروحا حول مصير الاب الذي سيبدأ من جديد معركة فاشلة من أجل استرجاع طفليه اللذين قد يحرم من رؤيتهما للأبد بعد المشاكل التي حصلت في تونس.