اكد امس حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح للصحفيين عقب انتهاء اجتماع الرباعي الراعي للحوار الوطني بسفراء الاتحاد الأوروبي بتونس, ان صبر الرباعي بدأ ينفُدُ محذرا من مغبة فشل الحوار الوطني وتداعيات ذلك على الوضع العام بالبلاد . و اوضح العباسي ان تعدد حركات الاحتجاج والمظاهرات في اكثر من منطقة دليل على وجود حالة احتقان كبيرة في الاوساط الشعبية التي كانت تنتظر من الثورة تحقيق عدة مطالب,مضيفا : «الشعب غاضب ويتجلى ذلك في الاحتجاجات والمظاهرات في اكثر من منطقة... «مبرزا ان هذا الاحتقان الشعبي يمكن ان يدفع بتونس الى خطر كبير في المرحلة القادمة,معلقا: «نخشى ما نخشاه ان يفشل الحوار وان تضيع الفرصة التي أتيحت للجميع للخروج ببلادنا الى وضع افضل وأن ننساق في مخاطر لا يمكن السيطرة عليها في المرحلة القادمة...وقتها لا يمكن انقاذ بلادنا بسهولة...». و اشتكى العباسي من طول أمد تعليق اشغال الحوار الوطني, مضيفا: « الحوار طال وصبر الرباعي بدأ ينفد رغم تحليه به... صبر المجتمع لن يتواصل اكثر من هذا وما وقع في الايام الاخيرة من تحركات ما هي الا إنذارات وعلينا جميعا ان نعي بدقة المرحلة...نخاف ان تتجاوزنا الاحداث وندخل في دوامة لا يمكن الخروج منها...». قضايانا الداخلية تعنينا لوحدنا و اشار العباسي الى ان الاجتماع بسفراء الاتحاد الاوروبي يتنزل في اطار متابعة الاتحاد الاوروبي للوضع الذي تمر به بلادنا في الاسابيع الاخيرة, مضيفا ان الاجتماع عقد بطلب من سفيرة الاتحاد الاوروبي حتى يتسنى لها عرض فحوى البيان الاخير الذي صدر عن الاتحاد الاوروبي بتاريخ 18 نوفمبر 2013 بخصوص الوضع بتونس والذي تضمن 7 نقاط وابداء الرأي في الوضع الراهن الذي تمر به تونس سواء الاقتصادي أوالسياسي أوالاجتماعي أو الأمني, واستطرد : «تحدثنا معهم حول الدور الذي يمكن ان يلعبه الاتحاد الاوروبي في اطار الدعم الاقتصادي ومساعدة تونس للخروج من الوضعية الاقتصادية المتردية التي اصبحت عليها دون التدخل في شأننا الداخلي وهو امر موكول لنا ولوحدنا ...»مضيفا: «الوضع الاقتصادي يتطلب معالجة من الداخل ومساعدة من الاصدقاء والاشقاء,فتونس شريك متميز للاتحاد الاوروبي واغلب معاملاتنا التجارية مع الاتحاد الاوروبي ولذا وجب على شركائنا الاوروبيين مساعدة بلادنا للخروج من الوضع الراهن ودعم اقتصادنا. أما بالنسبة لقضايانا الداخلية فهي امر يهمنا لوحدنا وعلينا ان نسرع لايجاد مخرج للازمة السياسية لأن الاعتقاد السائد انه اذا تم حل الأزمة السياسية سينعكس ذلك ايجابيا على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي...» مضيفا : «لا ننسى ان الارهاب يتهدد بلادنا وعلينا ان نخرج من الازمة الخانقة التي تمر بها الى شاطئ السلام عبر الحوار الوطني الذي لا نمتلك بديلا سواه ...انتظارات شعبنا كبيرة وانتظارات محيطنا الاقليمي والدولي معلقة على هذا الحوار وعلينا انجاحه لأن تونس لن تنتظر اكثر ما انتظرت وبالتالي يجب ان تنفرج ازمتنا في اقرب وقت ممكن...»