*محمد بوغلاب لا يحرجني أن أعترف بأنه تجمعني بالدكتور أحمد المناعي علاقة الإبن بأبيه، فمنذ كنت يافعا كنت أراه بين الحين والآخر في حينا يزور بيت عائلته قادما من مقار عمله تارة في الجزائر وطورا في المغرب وتارة أخرى في فرنسا... كان يمكن لأحمد المناعي أن يتسلق سلم المسؤوليات سريعا زمن بورقيبة فهو سليل عائلة قريبة من "الحكم" فعمه رئيس بلدية الوردانين طيلة أكثر من عقد وخاله عبد الله فرحات كان أحد رجال بورقيبة الأقوياء ووزيره للدفاع والداخلية ومدير الديوان الرئاسي وخاله الثاني محمد فرحات هو الوكيل العام للجمهورية ولكن سيد أحمد إختار أن يكون حرّا ، ودفع مقابل حريته ضريبة غالية . ترشح أحمد المناعي في الانتخابات التشريعية أفريل 1989 في قائمة مستقلة بولاية المنستير(القائمة البنفسجية) وكنت رفقة باديس المناعي(إبن الدكتور أحمد المناعي) من الشبان –آنذاك- الفاعلين الميدانيين في الحملة الانتخابية للقائمة المستقلة ...في تلك الأيام رفعنا شعار"التغيير إرادة الجماهير "، كنا نظن أن البلاد سينصلح حالها بعد انتخابات أفريل 1989 ولكن الأحداث جرت عكس ما تمنيناه، فقد إندلع نزاع صفري (يا قاتل يا مقتول) بين الحكم وحركة النهضة أدخل البلاد في نفق مظلم وبدأ حصار كل نفس ديمقراطي، ألقي القبض على الدكتور أحمد المناعي مطلع سنة 1991 وبعد أسابيع من الاعتقال أطلق سراحه على أن يغادر البلاد فيما بقيت عائلة الدكتور المناعي رهينة بيد النظام وأصبح أبناؤه وبناته مهددين بالسجن بعد افتعال قضايا ضدهم، فخطط أحمد المناعي لتهريب أفراد عائلته برا نحو الجزائر صيف 1991 وهو ما تم بنجاح في السنة ذاتها قدمت أوراقي لمركز الشرطة بالوردانين لاستخراج جواز سفر ، وبقيت أنتظر الرد إلى غاية يوم 19جويلية 2008 حين امتدت لي يد رجل لا أنسى فضله ما حييت هو السيد نبيل الفقيه (إطار سابق بوزارة الداخلية) الذي جازف بمستقبله المهني من أجل إنصافي...في السنة ذاتها عاد الدكتور أحمد المناعي إلى تونس ولكن لم يحدث أي اتصال بيننا حتى سقط نظام بن علي ... خلال سنوات إقامته بفرنسا سخر الدكتور أحمد المناعي جهده ووقته لفضح نظام الجنرال فألف كتاب" العذاب التونسي : الحديقة السرية لبن علي" سنة 1995 وقبلها بسنتين أعلن ترشحه لرئاسيات 1994 وتبنى فضية الشاب مروان بن زينب الذي مات في ظروف يلفها غموض مريب، وكان الدكتور أحمد المناعي نصيرا لكثير من قيادات النهضة مدافعا عنها في فرنسا والولايات المتحدة نظرا إلى ما له من علاقات واسعة. تعرض الدكتور أحمد المناعي لثلاث محاولات اغتيال واضطر لتغيير مقر سكنه 25 مرة خلال ثمانية عشر سنة من الإقامة بباريس... بعد 14 جانفي اختار أحمد المناعي أن يواصل نشاطه خارج الأحزاب في إطار معهد الدراسات الدولية الذي يرأسه ودعي لعضوية لجنة المراقبة العربية في سوريا ولم يتردد في التصريح بمواقفه بكل جرأة وموضوعية وأتشرف بأني كنت أول من دعاه لمنبر تلفزيوني تونسي في قناة TWT في ما استضافه عامر بوعزة في إذاعة المنستير... وكعادة رئيسنا الموقر وفريقه الإستشاري صدر كتاب أسود يزعم أنه يفضح منظومة الدعاية لنظام بن علي فإذا به يخلط الغث بالسمين ويخبط خبط عشوائي فيعمد إلى نشر تقارير كاذبة او تفتقر إلى الحجة والبرهان قيل إنه تم العثور عليها في قصر قرطاج كتبها بعض القوادين والوشاة –بعضهم من الوجوه الإعلامية مع الأسف الشديد فضلا عن السياسيين والمتطوعين من الهواة- فيها تعريض بالأشخاص ومس بسمعتهم ، وفي اتصال هاتفي من باريس أفادنا باديس ابن الدكتور أحمد المناعي بأن العائلة تدرس إمكانية تقديم قضية ضد المرزوقي في باريس لدى القضاء الفرنسي بسبب التشويه المقصود للدكتور أحمد المناعي وعائلته رغم" أفضالها"-والعبارة لمحدثنا- على المرزوقي الذي كان لاجئا بفرنسا دون أي شغل أو مورد قار...وفي صورة تعذر ذلك فإن الدكتور أحمد المناعي الذي يتأهب للعودة إلى تونس بعد رحلة علاج بباريس سيرفع قضية لدى القضاء التونسي فضلا عن كشفه لعدة ملفات تتعلق بماضي الرئيس المرزوقي أيام كان فرنسي الإقامة...