مثلما سجل تاريخ كفاحنا الوطني من أجل الإنعتاق من الاستعمار الفرنسي، إبعاد العديد من قادة النضال الوطني إلى خارج الوطن، سيدوّن التاريخ السياسي الحديث للبلاد عنوان المنفى في قاموس نضالنا الوطني، كمفردة تحيل على تشريد آلاف التونسيين. وهي مظلمة لا تختزلها مشاعر الحنين إلى الوطن، بقدر ما يختصرها الشعور بأن مأساة الاستبداد السياسي مازالت متواصلة في بلادنا. إن حجم مأساة المساجين وثقلها الأخلاقي، جعل الجميع يلتف حولها كأولوية عبرت عن نفسها ضمن أداء ميداني مثابر، تداولت عليه مختلف الفعاليات الوطنية في الداخل والخارج، في حلقات مشرقة من النضال الوطني، واكبها بروز نسيج جمعياتي متعدد المواقع والأدوار في الداخل والخارج، نجح بتنوعه وحيويته و فاعليته، في استنصار رأي عام دولي مجمع على مساندة مطلب الإفراج عن مساجين الرأي بالبلاد. لقد ضغطت القوى الوطنية طيلة السنوات الماضية على جرح المنفى بوعي ومسؤولية وتقدير سليم، لصالح التركيز على مأساة المساجين. وكان للمهجر دور حاسم في التعريف بمعاناة المساجين حيث تجند المنفيون في معركة الدفاع عنهم بما تيسر لهم من إمكانيات وعلاقات في خط متكامل مع جهود الداخل. إن معركة إفراغ السجون التونسية من مساجين الرأي، ورد الاعتبار لهم بالتعويض المادي والأدبي، كانا وسيبقيان في سلم أولويات الأجندة الحقوقية والسياسية للحركة الوطنية. ونغتنم الفرصة لنجدّد التزامنا كمهجّرين بمواصلة الانخراط المباشر في تلك المعركة النبيلة. لقد اكتسبت القوى الوطنية المناضلة تقاليدها من تجربة النضال الحقوقي والسياسي بخصوص ملف المساجين، وراكمت خبرتها في إدارة التنوع في صفوفها، وتبادل الأدوار بين مختلف فاعليها. ونقدر اليوم أن تلك الخبرة، بإمكانها أن تحقق إنجازات جديدة في حساب مكاسبنا الوطنية بالعمل على ملف المهجرين لتحقيق عودتهم في كنف العزة والكرامة خاصة وأن التسويات القليلة لعدد من الحالات الفردية كانت في أغلبها مشروطة وانتقائية ولم تخرج إلا باستثناءات قليلة عن دائرة المقايضة. وبناء على ما تقدم يقدّر الموقّعون على هذا البيان، أن الوقت قد حان للعمل الجماعي الجاد والمسؤول على ملف المهجرين التونسيين، المشتتين منذ قرابة العقدين أو أكثر على عشرات البلدان وفي جميع القارات. وذلك ضمن الضوابط التالية: 1- حق العودة للجميع دون استثناء، فسياسة التجاهل والابتزاز والإذلال التي درجت السلطة على ممارستها في تعاطيها مع ملف المساجين، ثم وفي السنتين الأخيرتين في ملف المنفيين، هي سياسة مرفوضة من حيث المبدأ والمسار. 2- عودة آمنة، تضمن الحق في التنقل و الإقامة دون تتبعات أمنية أو قضائية، خاصة وأن أغلب القضايا التي حوكم فيها المهجّرون، قد سقطت بمفعول مبدأ التقادم. 3- عودة كريمة، تضمن للمواطن حقه في ممارسة اختياراته العقائدية والسياسية، وحريته في مواصلة نضاله السلمي من أجل ما يراه مصلحة عامة، بكل الوسائل المشروعة التي يضمنها الدستور والقانون. 4- العودة على أرضية تلك الضوابط، وفي أفقها لن تتحقق إلا من خلال مسار نضالي متدرج، يتوسّل الأسهل والأنسب من أشكال النضال المتاحة، لتحقيق الأهداف وانجاز المطلوب. وعلى أرضية تلك الضوابط تداعى ثلة من الفعاليات المهجرية، للالتقاء والتشاور والبحث في سبل وأدوات العمل المنهجي والمنظم، تحقيقا لمطلب عودتهم الآمنة والكريمة. فأجمعوا على الآتي: أولا : بعث تنسيقية مؤقتة تتكفل بتحسيس الرأي العام المهجري، بضرورة الانخراط في معركة استعادة حق العودة الآمنة والكريمة، وتعمل على تجميع كل المتضرّرين من محنة المنفى، الراغبين في ذلك، في عمل موحّد ومنهجي من أجل التعريف بقضيتهم، وتحقيق مطلبهم. ثانيا : تتكفل التنسيقية بالاتصال بالمساندين للمسعى، من أجل عقد مؤتمر تأسيسي لمنظمة وطنية لحق المهجّرين التونسيين في العودة وذلك في أقرب الآجال. ثالثا : العمل على حشد جميع الفعاليات الوطنية ،أفرادا ومؤسسات، وراء مطلب العودة كأولوية من أولويات نضالنا الوطني في مرحلته الراهنة. والاستفادة من شبكة علاقات المجموعة الوطنية بفعاليات المجتمع المدني العالمي، لتحسيسها بمأساة المنفى، والعمل معها ضمن ما يسمح به سقف التضامن الإنساني والدولي، من أجل قضيتنا العادلة. إن محنة التهجير والمنفى قد طالت، ولا بدّ لنا من عمل موحّد ومنظّم وفاعل، دفاعا عن حقنا الدستوري المشروع في العودة إلى وطننا. عودة شريفة، في مستوى شرف قضيتنا، ومسؤولة في حجم تضحياتنا من أجل حرية وكرامة وعزة شعبنا. المهجر في 25 جويلية 2008 قائمة الموقعين : قائمة الموقعين الأسماء بحسب الترتيب الأبجدي سنة الخروج من تونس بلد الإقامة الاسم واللقب أستراليا 1991 العيادي لعماري البوسنة والهرسك 1991 عبدالباقي خليفة الدنمارك 1991 عبد الحميد العداسي السويد 1991 خيرالدين خشلوف 1988 محمود خلفي الصين 2002 الحبيب عويلي المانيا 1991 الصحبي شمسي 1993 الطاهر بوصفة 1990 رضا عثمان 1991 سالم الواكل 1992 صالح المحضاوي 1991 طه البعزاوي 1991 فوزي بن الهاني 2005 كريم مسعودي كوثر الزروي نصر الدين السويلمي 1991 الاسعد الزرائقة 1991 الحبيب العماري 1990 القادري زروقي 1990 المنذر عمار المولدي البلطي 1991 الهادي بريك 1991 رشيدة النفزي 1991 رياض بوخشانة 1991 عبداللطيف التليلي 1991 محسن الجندوبي 1992 محمد بوزيد 1991 محمد حرب محمد صالح محفوظ 1990 محمد طنيش محمد طه الصابري 1992 مرسل الكسيبي 1991 نوفل عيادي النرويج 1991 ابراهيم بلكيلاني 1991 الماطري عبرود 1991 خالد الجماعي علي سعيد النمسا 1992 الصادق بن عمر 1993 محمد الصادق الشطي نورالدين بوفلغة ايطاليا 1989 عباس عباس 1990 رضا المشرقي بريطانيا 1991 جلال الورغي 1993 جنات بن مفتلح 1990 رفيق عبد السلام 1987 سيد الفرجاني 1991 صالح الكاروس 1990 علي عرفة 1991 لطفي زيتون محسن براهمي 1994 منجية العبيدي 1990 أحمد قعلول سويسرا 1987 احمد الزناد 1991 اسماعيل الكوت 1992 المنصف العماري 1993 الهادي اللجمي الشريف 1991 أنور الغربي 2002 بوكثير بن عمر 1992 رضا العجمي 1997 صالح الحمراوي عبد الرحمن الحامدي 1991 عزالدين محمود 1991 عمر القايدي 1995 لمياء داري العجمي محمد علي البدوي 1993 ناصر الغمراسي فرنسا 1991 إبراهيم السويسي 1991 احمد العمري 1991 آلاء بن سالم الأخضر الوسلاتي 1991 الصادق عروبة 1992 الطاهر العبيدي 1991 الطاهر بوبحري القناوي العماري 1991 بلال بن سالم 1991 حسين الجزيري 1991 حياة الكعباوي 1991 رجاء الحمزاوي 1990 رضا إدريس 2003 رضا الرجيبي 1992 رفيق الشابي 1991 رياض الحجلاوي 1991 رياض بالطيب 1991 ساسي الحميدي 1998 سامي بلحاج دحمان سامية بهلول 1991 سليم بن حميدان 1991 سمير الدريدي سيف بن سالم 1997 عائشة الذوادي 1991 عادل الحمزاوي 1991 عبد الرؤوف الماجري 1978 عبد السلام بوشداخ 1991 عبد العزيز شمام 1991 عبد القادر الونيسي 1991 عبد الوهاب الرياحي 1991 عثمان الكعباوي 1991 عزالدين شمام علي النجار 1991 عماد الدائمي 1991 غفران بن سالم 1991 فؤاد شعبان 1991 فؤاد عزيز 1992 فتحي الحبيبي 1989 فتحي الفرخ 1990 كمال العيفي 1991 لزهر التومي 1990 محسن الذيبي 1990 محسن غربال 1991 محمد الطرابلسي 1991 محمد الكافي 1991 محمد بن سالم 1991 مراد مراد 1991 معاذ بن سالم 1991 منجي المديوني 1991 منجية بن عمر 1991 ناجي الجمل 1991 نور الدين ختروشي 1991 هشام بشير قطر 1992 فتحي الناعس كندا 1991 الحبيب المرزوقي 1990 بشير بدري حسين الشريف 1990 صالح اليحياوي صالح بالرجب 1990 عبد العزيز الجلاصي عبدو المعلاوي 1991 محمد زريق هولاندا 1992 خميس قشة 1991 علي حميدي إعلام كلف المبادرون بباريس السيد نورالدين ختروشى بمهمة التنسيق بين المعنيين بالمبادرة وتشكيل تنسيقية موسعة وممثلة لخريطة تواجد المهجرين بالعالم مهمتها إدارة المرحلة الانتقالية وإعداد المؤتمر التأسيسي للمنظمة. وسنعلن عن قائمة أعضاء التنسيقية الموسعة في وقت لاحق. الرجاء إرسال توقيعاتكم وملاحظاتكم على العنوان التالي : [email protected] http://www.manfiyoun.net?XML:NAMESPACE PREFIX = O /