التونسية (تونس) نظم صباح أمس حزب «آفاق تونس» ندوة صحفية بالعاصمة سلط فيها الضوء على مشروع ميزانية 2014 والتوازنات المالية وذلك بحضور عدد هام من قياداته. و اعتبر فوزي عبد الرحمان الناطق الرسمي باسم «آفاق تونس» ان مشروع الميزانية لسنة 2014 كارثي ويمس بصفة مباشرة حياة المواطن التونسي لأنه مرتبط بمستوى عيشه مضيفا «هي مسألة تهم كافة المواطنين لأنها ستحدد طريقة عيشهم وستكشف لهم أولويات برامج الحكومة للسنة المقبلة كما ان لها تأثيرا كبيرا على «قفة التونسي» وقد لاحظنا من خلال هذه الميزانية ارتفاعا في الأرقام وزيادة في حجم الدعم». وذكر فوزي عبد الرحمان بقانون ميزانية 2013 قائلا إن العجز فات 8 % وأن التداين ناهز نسبة 49 % وأن ما قدمته الحكومة من تقديرات في ميزانية 2013 لم ينجز منه إلا القليل وهو ما يمس حسب تقديره من مصداقيتها أمام دول العالم وأمام مؤسسات الترقيم ودعا الحكومة في هذا الإطار إلى توخي الواقعية والشفافية والمصداقية في حال سنها للقوانين . تورّم في حجم الميزانية من جهته قال الياس درويش منسق البرامج الاقتصادية والاجتماعية في حزب «آفاق تونس» إن الوضع لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي عاشه الشعب التونسي في 2013 مشككا في إمكانية قدرة الحكومة على تعبئة الموارد الذاتية غير الجبائية مضيفا «تتوقع هذه الحكومة أنها ستحقق مداخيل بألف مليار من خلال التفويت في أملاك المصادرة وهو أمر مستحيل زد على ذلك فإن المعطيات العامة التي يعتمد عليها المشروع قد قدروها ب 4 % كنسبة نمو أن حجم التداين لن يتجاوز 49 % وأذكر في هذا الإطار أن وزارة المالية قد تحدثت في ميزانية 2013 عن نسبة نمو ب 4 ,5 % ثم تداركت في الثلاثية الأخيرة وتحدثت عن 3 % زد على ذلك هناك العديد من التساؤلات حول مسألة الاقتراض الخارجي ونقص المدخرات». وتحدث الياس درويش عمّا احتواه مشروع الميزانية من تخفيض في نسبة الضريبة على الشركات المحددة ب 30 % الى 25 % مع إخضاع الأرباح الموزعة لضريبة ب 10 % وعن تقليص في نسبة تطور حجم الميزانية إلى 2.3 % وإيقاف تطور حجم الدعم ب 2 ,2 - % قائلا «لقد تم إعفاء المؤسسات التي تتجاوز رقم معاملاتها 600 ألف دينار والمحدثة سنة 2014 من الضريبة على الأرباح لمدة ثلاث سنوات كما تم إعفاء الأشخاص الذين يحققون مداخيل سنوية دون 5000 دينار من الضريبة على الدخل في حين انه لم تقع مراجعة جدول الضريبة». وأقر إلياس درويش بوجود شكوك حول إمكانية تمويل موارد الميزانية من خلال الصكوك الإسلامية وأملاك المصادرة أو من خلال الاقتراض من الأسواق العالمية وكذلك وجود شكوك في إمكانية تحقيق نسبة النمو المعلنة لسنة 2014. التنفيذ والتحسين في نجاعة الدولة أما ياسين إبراهيم رئيس حزب «آفاق تونس» فقد دعا الحكومة إلى الخروج من الخطاب الشعبوي وإدراج الشفافية والمصداقية قيمتين أساسيتين للتواصل مع المواطن قائلا انه لا يمكن لسياسة الدولة الثقيلة أن تتواصل وتابع في هذا الإطار «ان الحكومة مطالبة اليوم بالكشف عن كل الأرقام المتعلقة بالعجز المالي للدولة وبالتسريع في منظومة الإدارة الجبائية حتى تتمكن من تنفيذ برنامج الإصلاح الجبائي الشامل لا فائدة من الإصلاحات الجزئية على غرار الإصلاحات المقترحة في ميزانية 2014 وأنه وجب العمل بين كل الأطراف المعنية خلال الأشهر الثلاثة القادمة وتقديم ميزانية تكميلية متناغمة على غرار الإصلاح الجبائي والتركيز خاصة على التنفيذ والتحسين السريع في نجاعة الدولة». وتابع حديثه قائلا «يجب إعادة النظر في الإجراءات المتعلقة بالدعم كما يجب التسريع في تبني خطة وطنية لمقاومة الاقتصاد الموازي بشقيه الهيكلي والأمني وبناء خطة تنفيذ واقعية وعملية. المعارضة والرباعي أفشلا الحوار وتعقيبا على تعليق الحوار الوطني وإمهال الفرقاء السياسيين مهلة أخيرة قدرت بعشرة أيام قال ياسين إبراهيم «منهجية الرباعي لا تعجبنا... فالطرف الذي أفشل الحوار يوم 4 نوفمبر الماضي كان واضحا وجليا وهو حركة «النهضة» وحزب «المؤتمر» أما اليوم فكل الأمور بقيت مبهمة ولم يتعرف أي منّا على من أفشل الحوار سوى الرباعي وكأننا بحسين العباسي هو الوحيد الذي يعرف الحقيقة وكأن قرار الرباعي أصبح متفردا وفي الحقيقة ليست هناك شفافية كاملة بل هناك سياسة سياسوية ولا اعتراض لنا على جلول عياد». أما ريم محجوب القيادية بحزب «آفاق تونس» فقد أقرت ان البعض من أحزاب المعارضة هي التي تسببت في إفشال الحوار الوطني. «الكتاب الأسود» خرق للقانون وفي تعليق على «الكتاب الأسود» الذي أصدرته رئاسة الجمهورية استنكر محمد علي منقعي عضو المكتب السياسي للحزب صدور كتاب مماثل من الحقوقي محمد منصف المرزوقي قائلا انه قد انتظر كتابا أبيض ذا أبعاد مستقبلية تفاؤلية وان هذا الكتاب يعد خرقا للقانون حسب العديد من رجال القانون وحسب قانوني التصرف في الأرشيف وحماية المعطيات الشخصية حسب قوله. غادة مالكي