مع مرور الذكرى الثالثة لاندلاع الشرارة الأولى للحراك الاحتجاجي في 17 ديسمبر2010 والذي أطاح بنظام بن علي يوم 14 جانفي 2011 تواجه بلادنا مخاطر جدّية تهدد الامن الوطني تعمّقت بازمة سياسية خانقة وهنا تطفو مسالة المعالجة الامنية والعسكرية لسرطان الإرهاب هذا الداء الجديد الغريب على الشعب التونسي وحتى على الجهاز الامني والعسكري. "التونسية" تحدثت مع العميد توفيق الرحموني الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع وكان معه الحوار التالي: ما الجديد في ملف الشعاني؟ * يشهد الشعانبي عمليات عسكرية متواصلة ترتكز خاصة على تطويق منطقة العمليات العسكرية ومن حين الى اخر يتمّ القيام بعمليات تمشيط في مناطق محددة او بعد ما يتم تحديد أهداف مشبوهة من طرف منظمة الرصد والمراقبة يتم الرمي على الأهداف بالمدفعية او بالمروحيات. ويتم في نفس الوقت التنسيق مع قوات الأمن الداخلي لمراقبة محاولات الدخول والخروج من هذه المنطقة من قبل أطراف مشبوهة. ألا تعتبر أن فترة ترصّد الإرهابيين وملاحقتهم طالت نوعا ما؟ * الحرب ضد الإرهاب ستطول أكثر مما مضى سواء في منطقة جبل الشعانبي أو في المجال الصحراوي او في أي منطقة أخرى من البلاد. وهل جيشنا مدجج لوجستيا لمواجهة الإرهاب على المدى الطويل؟ * الإمكانيات متوفرة وفي المدة القادمة سنحصل على معدات وتجهيزات حربية لتعزيز الإمكانيات الحالية. وزير الداخلية تحدث عن تهديدات إرهابية في ديسمبر وبداية السنة الميلادية كيف تأهبت المؤسسة العسكرية لمواجهة هذا الخطر؟ * تواترت في المدة الأخيرة معلومات بشأن عزم مجموعات إرهابية القيام بعمليات نوعية في شهر جانفي وخلال الاحتفال بالسنة الميلادية وقد تم التعامل بصفة جدية مع هذه المعلومات وتم اتخاذ كل الإجراءات لإفشال خططهم. ومنذ أن انطلقنا في الحرب ضد الإرهاب والتي تخوضها القوات العسكرية والأمنية ويشارك فيها المواطنون بمدّ المعلومة للجهازين واليقظة على أشدّها ونحن على تأهّب غير منقطع لمواجهة هذا الخطر. استشهاد النقيب يوسف الدريدي طرح سؤالا عن مدى توفّر أجهزة تفكيك الألغام وفاعليتها؟ * أولا ما تمّ تداوله من طرف وسائل الإعلام بشان انفجار اللغم أثناء محاولة تفكيكه أمر خاطئ .. والشهيد ينتمي إلى فرقة خاصة كان في مهمة عملياتية قتالية داخل منطقة العمليات العسكرية.. وأحيانا تقوم الوحدات العسكرية المختصة بعمليات في عمق المنطقة العسكرية للوصول إلى أهداف معينة وللأسف هذه العملية أدت إلى استشهاد النقيب الدريدي. بعد الرفع في ميزانية وزارة الدفاع والهبة التي منحتها الصين مؤخرا، ماهي إستراتجية التصرف في هذه الموارد لدعم الجهاز العسكري؟ * هناك برنامج لتجهيز القوات المسلحة بالمعدات سواء لأعمالها العادية أو في إطار مقاومة الإرهاب.. كما توجد مراقبة من الناحية الإدارية والمالية من قبل وزارة المالية لهذه الموارد.
بعض الأطراف تراهن على المؤسسة العسكرية في الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا..أين سيقف الجيش؟ * المؤسسة العسكرية لن تتأخر في حماية مؤسسات الدولة ومكاسبها ولن تدّخر جهدا في حماية الوطن والمواطنين وحماية الحدود..ومن الأفضل الناي بها عن كل التجاذبات السياسية. وستبقى المؤسسة العسكرية على نفس المسافة مع كل التيارات والإيديولوجيات.