التونسية إلاّ الغثاثة أعيت من يداويها...هذا ما ينطبق حقّا على الجامعة التونسية لكرة القدم وعلى العمل الذي تقوم به جماعة الجريء فرغم تعدّد الخيبات والنكسات والسقطات كان آخرها فضيحة ياوندي ومهزلة الرباعية التاريخية المذلّة ضدّ الكاميرون يصرّ أهل القرار في جامعة الكرة على السير في نفس التيّار وانتهاج الطريق ذاتها وكأنّه لا يوجد أيّ بدّ لتغيير عناوين الفشل ومحو صفحة الخائبين الذين كانوا سببا مباشرا في ما وصلت إليه كرتنا اليوم... وديع الجريء رئيس جامعتنا الموقّر لم يتعظ بعد على ما يبدو من أخطائه السابقة ورفض الاستجابة لنداءات مناشديه بالاستقالة و حفظ ماء الوجه واختار الوقوف ضدّ التيار ولم يكفه ذلك لتقود «صحّة رأسه» الجامعة ومن والاها إلى الهاوية حيث تقرّر في اجتماع المكتب الجامعي ليلة الأربعاء تكليف المدير الفنيّ يوسف الزواوي مرّة أخرى باختيار المدرّب الوطني الجديد في وقت كنّا ننتظر فيه جميعا اسما بديلا يحطّ بالإدارة الفنية لجامعة الكرة وينهي مهزلة سنين من العشوائية والاعتباطية و القعباجي... يوسف الزواوي سكت دهرا ونطق كفرا وبرّر سقوط المنتخب في مباراة الكاميرون بسبب الأخطاء التي ارتكبها الهولندي رود كرول مضيفا أنّ الهولندي لم يستمع الى نصائحه ورفض التعامل معه لذلك كانت النتيجة ذلك الانسحاب المذلّ... عذر أقبح من ذنب فالزواوي نسي أو تناسى على ما يبدو أنّه من اختار كرول في وقت سابق وأنّه من نصح بالتعويل على خدماته وهو ما أكّده رئيس الجامعة في تصريحات تلفزية عندما سئل عن دور الادارة الفنية في تلك المرحلة الحرجة... الزواوي نفسه هو من اختار نبيل معلول ودعم ملفّه على حساب مرشّح الوزارة خالد بن يحيى وبعد فضيحة الرأس الأخضر واستقالة معلول أطلّ علينا المدير الفنيّ بنفس التبريرات التي يلوكها الآن وذكر أنّ معلول رفض التعامل معه هو الّآخر ولم يصغ لنصائحه ومشورته... اليوم يمنح يوسف الزواوي نفس الشرف ونفس الصلاحيات لاختيار المدرّب الجديد للمنتخب الوطني ورغم انه أخفق في الورقات السابقة التي استعملها وفي كثير من القرارات التي شرّعها كونه المدير الفني لجامعة الجريء سيحظى بفرصة جديدة لتمرير فلسفته الكروية ولا ندري حقيقة بأية عين وبصيرة يتحسّس الجريء الأمور والى متى يتواصل مسلسل الفشل في المنتخب الوطني فالزواوي لم يع بعد أنّه أحد أهمّ مسببات الخيبة وأنّه أوّل المدعوين للمغادرة وترك منصبه لمن يستحقه فعلا... مع احترامنا الكبير لشخص يوسف الزواوي ولمسيرته التدريبية فانّ تجاربه الأخيرة مع المنتخب سواء كمدرّب أو مدير فنيّ باءت جميعها بالفشل لذلك عليه انّ ينتصر لاسمه ولسمعته على الأقلّ وان يغادر من الباب الكبير ويسلّم المشعل لغيره بعد ان نال فرصته كاملة ولم يعانق معها سوى الفشل... على البعض أن يدرك أنّ الانسحاب أو الاستقالة فنّ لا يتقنه سوى الكبار وأنّ الاعتراف بالفشل فضيلة... وعلى الزواوي ان يعترف أنّه فشل في مهمته وأنّه أجتهد لكنه لم يصب ليفوز على الاقّل بأجر واحد قبل ان تنال من وقاره لعنة الإقالة...