يواصل الترجي الرياضي تحضيراته لقادم مواعيده في إطار البطولة في ظروف طيبة للغاية تحت إشراف المدرب الفرنسي سيباستيان دو سابر وبقية الطاقم العامل معه والمتألف من اسكندر القصري وعادل الأطرش وخليل الجبابلي وجون جاك تيزي طبقا للبرنامج الذي وضعه الإطار الفني لإعداد مجموعته كأحسن ما يكون لأول التزام رسمي ينتظرها في بطولة الرابطة المحترفة الأولى... برنامج الأسبوع الجاري ومثلما أكدناه منذ أيام ينتهي اليوم على مستوى الحصص التدريبية بما أن الفريق يجري صباح غد بملعب الشاذلي زويتن مباراة دوية ضد قرنبالية الرياضية الغاية منها المحافظة على نسق اللقاءات بالنسبة لأغلب اللاعبين وتحسين الجاهزية البدنية بالنسبة للبعض الآخر سواء العائدين من الإصابات أو الذين لم يشاركوا في المقابلات الأخيرة ويحتاجون إلى مثل هذه المواجهات الودية للإستعداد الأفضل لقادم المشوار. الوقت يخدم «دو سابر» هذه الراحة التي تركن إليها البطولة الوطنية بعد تأجيل كلاسيكو الترجي الرياضي والصفاقسي وتحديد مواعيد اللقاءات المتأخرة لفريق عاصمة الجنوب تخدم في الحقيقة المدرب سيباستيان دو سابر الذي يحتاج إلى الوقت الكافي للتعرف على مجموعته واكتشاف حقيقة إمكانيات كل لاعبيه وخاصة الإنطلاق في وضع الخطة التي يراها سانحة للمؤهلات الموضوعة على ذمته طبقا للزاد البشري المتوفر... الحصص الأخيرة التي أشرف عليها هذا الفني أفادته من هذه الناحية بلا أدنى شك في انتظار أن يخرج غدا بأكثر استنتاجات في هذا الصدد بعد اللقاء الودي ضد قرنبالية الرياضية والذي سيقدم له معطيات أكبر وأهم من التمارين وكذلك المقابلات التطبيقية التي ركز عليها عمله خلال الحصص التدريبية لمعرفة مستوى اللاعبين. البصمة التي يسعى إلى وضعها دو سابر يبحث عن الخطة التي تتماشى وإمكانيات لاعبيه أي الطريقة التي يمكن أن يدعم بها نقاط قوة مجموعته بشكل كبير حتى يمهد إلى ارتقاء الآداء الفردي ومن ثمة المردود العام إلى الدرجة التي يريدها الترجيون من مسؤولين وأنصار وهذا هو العمل الذي ركز عليه في كل الحصص التدريبية التي أشرف عليها منذ التحاقه بفريق الأكابر... الفرنسي يتعرف بمرور الوقت على إمكانيات كل لاعب موجود معه في المجموعة وبالتالي على الإضافة التي يمكن أن يقدمها وأيضا عن طريقة اللعب التي تسمح له باستغلال مؤهلاته ونقاط قوته، كما أنه بصدد اكتشاف تفاهم كل عنصر مع الثاني سواء في كل خط على حدة حتى يختار التركيبة التي تعطي اللحمة المطلوبة وتساهم في تطوير الآداء أو بين الخطوط الثلاثة انطلاقا من وسط الميدان الذي يشكل همزة الوصل بين الدفاع والهجوم مما يفسر التركيز الكبير الذي يوليه الطاقم الفني بشكل خاص لعناصر ولاعبي هذا الخط الذي يعد مفتاح تحسين الآداء ووضع بصمة خاصة بالفريق يسعى الفرنسي إليها حتى يتزامن أول ظهور رسمي له على بنك احتياطيي الأحمر والأصفر مع مردود إيجابي ومستوى جديد وكذلك نتيجة إيجابية. نجاح اللقاء الأول شاغل الفرنسي بلا شك سيكون أول لقاء رسمي للفرنسي على رأس الترجي الرياضي هاما بل وحاسما في مشوار هذا المدرب مع أكابر فريق باب سويقة ، فالنجاح على كل المستويات نتيجة وآداء والذي يبحث عنه هذا الفني من خلال برمجة خاصة جدا في التمارين والسعي إلى معرفة واكتشاف طاقات اللاعبين الموجودين على ذمته قد يثبّت دو سابر على رأس الفريق الأول وقد يجلب له ثقة المسؤولين وعلى رأسهم حمدي المدب ويجعل التفكير ذاهبا إلى ترسيم هذا الممرن مع الأكابر... لذلك ومن أجل بلوغ هذا الهدف الذي ينشد إليه سيباستيان دو سابر لاحظنا عناية خاصة ببعض اللاعبين مما يرى فيهم الفرنسي القدرة على تقديم الإضافة وتطبيق ما يراه صالحا من خطط تكتيكية وطرق لعب ورسومات تعطي للفريق صبغة خاصة به على يدي هذا الفني وترتقي بمردوده إلى المستوى الذي يرضى عليه الترجيون من جهة ويعطي عنصر الإقناع على انتصاراته... دو سابر تمكن من أكثر وقت لتركيز العمل الذي يريده وسيتمكن من مزيد إرساء أفكاره بفضل المباراة الودية التي يجريها الترجي الرياضي غدا وستكون مباراة الجولة الثامنة ضد النادي الصفاقسي الإمتحان الأساسي الذي سيحدد مشوار هذا المدرب وقد يغيّر كل شيء في مصيره مع الأحمر والصفر وهذا ما يدركه دو سابر جيدا وهو ما يفسر التركيز والجدية والإنضباط في التمارين هذه الأيام. هل انتهى مشوار « بالعكرمي» مع الترجي الرياضي قبل أن يبدأ ؟ هذا السؤال يفرضه أولا غياب هذا اللاعب عن تدريبات الترجي الرياضي منذ فترة وثانيا أسباب هذا الغياب وهي تأديبية حيث قرر الرجل الأول في النادي حمدي المدب إبعاد هذا المدافع عن المجموعة بسبب قلة الإنضباط خارج الميدان والتجاوزات التي قام بها والتي لم ترق لرئيس النادي خصوصا أنها جاءت في فترة حرجة عند خروج الفريق من رابطة الأبطال الإفريقية مما جعل الأمر فيه الكثير من اللامبالاة من هذا اللاعب وعدم الإكتراث بظروف الفريق وعدم القيام بأشياء غير لائقة في تلك الفترة التي لم تكن خلالها معنويات كل الترجيين على أحسن ما يرام... هذا اللاعب الذي لم يعط شيئا لفريقه الجديد كان من المفروض أن يتميّز بالجدية والإنضباط اللازمين حتى يسعى إلى فرض نفسه داخل المجموعة وإظهار إمكانياته أملا في افتكاك مكان في التشكيلة الأساسية ولهذا السبب كان غضب حمدي المدب كبيرا على لاعب كان من المفروض أن يبتعد على كل التجاوزات وأن يعمل جاهدا على تقديم شيء ما لفريقه الجديد... الأمر مؤسف حقا وينمي عن العقلية الهاوية للاعبين ينتمون إلى فرق كبرى من المفروض أن يحترموها ولا يقدموا على أفعال تسيء لهم وإليها وأكيد أن سيف الدين بالعكرمي هو الخاسر الأكبر والوحيد إذا ما قرر رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب رفع العقوبة عنه وإعادته إلى المجموعة... فلننتظر.