قلنا في اعداد سابقة ان النادي الرياضي الصفاقسي عادة ما يتألق في المسابقات الدولية التي يشارك فيها بل انه يكون دائما المؤهل الاقرب للاحراز على الالقاب وبالاضافة الى ذلك فان سيطرته على النوادي التونسية في هذه المسابقات تكاد تكون كلية حيث انه لا مجال للمحاباة والانحياز المفضوح وانما يكون البقاء للأجدر والأقوى بعيدا عن الحسابات الضيقة والممارسات المشبوهة التي تحاك ليلا ونهارا في الكواليس من اجل خدمة البعض على حساب البعض الآخر وقد اكد كلامنا رئيس الفريق لطفي عبد الناظر في احدى المنوعات التفزية التي وقع استدعاؤه فيها حيث صرح بأن الفريق يذهب بعيدا في كل المسابقات الدولية التي كان طرفا فيها وانه في السابق كان تقريبا ممنوعا من الاقتراب من مقدمة الترتيب المؤهلة لرابطة الابطال الافريقية وهو ما يفسر عدم احرازه عليها وبالتالي فانه يتوجب على القائمين على الكرة في تونس وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة معالجة هذه الظواهر السلبية في كرتنا وخاصة الانحياز وعدم التمتع بالحرفية الكاملة في اداء المهام الرياضية مهما كان لونها وهي من أهم الاشياء التي تعاني منها الكرة في تونس منذ القدم. ما جرنا الى هذه المقدمة الطويلة اشياء كثيرة تنخر كرتنا وتشدها الى الوراء ومنها ما أتاه المعلق عبد الخالق السعداوي خلال نقله للمباراة المؤجلة بين النادي الصفاقسي واتحاد المنستير عشية امس الاحد حيث كان تعليقه خارج الموضوع جملة وتفصيلا وانكشفت نواياه الدفينة وانحيازه لبعض الفرق الاخرى التي تشارك النادي الصفاقسي مقدمة الترتيب فقد بدا هذا المعلق وكأنه محب للاتحاد الرياضي المنستيري رغم كونه من احباء فريق آخر من العاصمة منبريا للحديث بحماسة حيث كان صوته يتعالى كلما كانت هناك فرصة لفريق عاصمة الرباط مقابل التعاطي ببرودة تامة مع فرص فريق عاصمة الجنوب بل اكثر من ذلك فقد قام بانتقاد إعلان حكم المباراة يوسف السرايري عن ضربة جزاء لفائدة فخر الدين بن يوسف لاكثر من مرة وسايره على استحياء زميله اسكندر الحجام في الاستوديو ولم يكلف السعداوي نفسه ولو مشقة الإشارة الى امكانية ان لم نقل التاكيد بلغة الجزم وجود تسلل في هدف التعديل ضد لاعب المنستير وهو تسلل كان أوضح من وضوح الشمس حيث نزل الهدف على قلبه بردا وسلاما ثم تواصلت شطحات هذا المعلق في الاشارة الى اللعب الخشن الذي استعمله رامي الجريدي امام حمزة المسعدي ولا ندري ان كان ذلك عن جهل ام لا لأن الحارس قد لعب الكرة قبل المهاجم في تلك الفرصة وهو ما يعطيه قانونيا الأولوية المطلقة عند حصول احتكاك مع اللاعب المنافس هذا اضافة الى العديد من الانتهاكات الاخرى في حق الحيادية المطلوبة والاحترافية اللازمة من قبل اي معلق والتي لا يتسع المجال الى ذكرها وبالتالي فانه على القائمين على شؤون التلفزة الوطنية ان يقوموا ببعض الاجراءات التعديلية من اجل تنظيف المشهد الكروي بعيدا عن الحسابات الضيقة والانتماءات لطرف ما دون آخر ويجب ان يكون ذلك عاجلا غير آجل خاصة في القنوات التلفزية العمومية التي سئمها المواطن التونسي والتي تتأتى مداخيلها من المال العام ومن جيوب التونسيين الذين سئموا أمثال السعداوي. صراحة لا ندري كيف يسمح بعض المعلقين لأنفسهم بأن يتخلوا عن جبة الحياد المطالبين بحملها ما دام الامر يتعلق بفريقين تونسيين من ابناء الوطن ولا ندري سر تحاملهم المفضوح على فريق النادي الصفاقسي الذي شرف الكرة التونسية ورفع عنها ما كان عالقا بها من ذل ومهانة كما لا ندري اين اختفت ضمائرهم التي من المفروض أن تردعهم عن مثل هذه السقطات في حق النادي الصفاقسي صاحب الريادة القارية والذي يستبسل في الأدغال الافريقية ويكابد الصعاب من اجل اعلاء الراية والنجمة والهلال كما لا ندري سبب عدم انتباههم الى ان الشعب التونسي ذكي وان الراي العام الرياضي ذكي ويمكنه بسهولة التمييز بين التعليق النزيه والتعليق المتوسط وايضا التعليق المفضوح والمنحاز والمتحامل والمشبوه. لسنا في واد الدفاع الاعمى عن النادي الصفاقسي فله مسؤولوه الذين يحسنون توفير الظروف المناسبة للعمل وله لاعبوه الذين يحسنون الرد فوق الميدان وبالاقدام وليس ب«التبهبير» والتعليق الاجوف وله انصاره الذين خبرت ملاعب الجمهورية وملاعب القارة حناجرهم الذهبية ووقوفهم وقفة الرجل الواحد خلف الابيض والاسود... ولكن لنؤكد لعبد الخالق السعداوي وامثاله ان الواقع تغير وان الحال غير الحال وان عقارب الساعة و«التعديل» ليس هو نفسه وان الراي العام الرياضي كان دائما وابدا فطنا وذكيا ويلتقفها وهي «طايرة» ولا يمكن للسعداوي وغيره ان يستبلههم وان يظن او يتوهم أنه «عداها عليهم» والدليل ان جمهور النادي الصفاقسي تعامل بسرعة مع تعليق السعداوي «الماسط» والمنحاز حيث استنكر هذا التحامل المفضوح وكثيرون اتصلوا بنا ليقولوا انهم ينتظرون من مصلحة الرياضة بالتلفزة الوطنية ان تتعامل بالجدية والصرامة المطلوبتين مع هؤلاء المعلقين لاعادتهم الى احجامهم الحقيقية. حماسة عبد الخالق السعداوي المبالغ فيها فضحته بالكامل وهو الذي لم يسبق له الانتماء الى المنستير ولم يكن يوما من عشاق هذا الفريق ولكن هي حسابات اخرى اخفت بعض ما في نفسه ومن سوء حظه ان النادي الصفاقسي حقق انتصارا جديدا وينتظر تأكيده بعد غد الاربعاء في المقابلة المؤجلة الاخيرة مع الترجي الرياضي كي يصبح على مسافة نقطة وحيدة من المتصدر النادي الافريقي.