قال القيادي في حركة «النهضة» نور الدين البحيري في حوار له على قناة «نسمة» ليلة الأحد إنّ التنازل عن الحكم من قبل حركة «النهضة» تضحية كبيرة ووطنيّة عالية سيذكرها التاريخ موضّحا أنّ ذلك كان من أجل مستقبل تونس لأنّ الحكم بالنسبة للحركة هو وسيلة لتحقيق أهداف الثورة وليس هدفا في حد ذاته مضيفا أنه لو كان لحركة «النهضة» نوايا خبيثة لما تخلت عن الحكم بعد وصولها اليه بطريقة ديمقراطية مشيرا إلى أنّها المرّة الأولى في تاريخ الإنسانية التي يتخلى فيها حزب عن الحكم بعد انتخابات ديمقراطية ونزيهة داعيا إلى ضرورة الإبتعاد عن التأويلات والتشكيك. و اعتبر البحيري أنّ النخب السياسيّة تمكّنت اليوم بعد اختيارها رئيس حكومة جديد من «استرجاع جزء كبير من ثقة الناس خاصّة انّ المسألة انطلقت بلجوء بعض الأطراف إلى منطق التهديد وانتهت باتفاق وتوافق حول المرحلة المقبلة» مشيرا إلى أنّ ما شهدته الساحة السياسيّة يؤكّد أنّ النخب السياسيّة التي كانت مقموعة تعمل على ردّ الجميل إلى شعبها الذي حرّرها موضّحا انه لم يكن هناك أي مرشح ل «النهضة» لكنّها كانت تسعى إلى إيجاد توافق على رئيس الحكومة للوصول إلى إنتخابات حرّة وشفافة ونزيهة. ودعا البحيري الشعب إلى الإحتفال بذكرى 17 ديسمبر لأنّ ثورة تونس ،على حدّ تعبيره، تعمل على إيصال البلاد إلى شاطئ الأمان مؤكّدا أنّ كلّ العالم يساند هذه الثورة. أمّا عن كواليس الحوار الوطني فقد قال البحيري إنّه لم يشارك فيه لانشغاله بالعمل صلب الحكومة لكنّه أكّد أنّ الخيار كان منذ البداية ورغم الصعوبات هو مواصلة العمل لحماية أمن البلاد والتصدي للإرهاب ومواصلة المشاريع التنموية وتوفير حاجيات الافراد مؤكدا أن المنظّمات الراعية للحوار تحمّلت المسؤوليّة إزاء ذلك مشيرا إلى أنّ حركته تحترم الرأي المخالف وذلك في معرض ردّه على انسحاب «الحزب الجمهوري» من الحوار الوطني . وعن إغتيال كلّ من محمّد البراهمي والشهيد شكري بلعيد وهو ما يعتبر سابقة في تاريخ تونس قال البحيري إنّها ليست المرّة الأولى التي تعرف فيها بلادنا إغتيالات سياسيّة من هذا النوع مستشهدا بمقتل صالح بن يوسف وشهداء «صبّاط الظلام» لكّنه أوضح أنّ الإغتيالات مرفوضة وأنّه لا بدّ من توظيف دماء «صديقيه» الشهيدين البراهمي وبلعيد لمصلحة تونس وخدمة الثورة وترسيخ قواعدها لا توظيف ذلك في المسار الإنتقامي لأنّ التاريخ ،على حدّ تعبيره، لن يتوقف عند ذلك. من جهة أخرى اعتبر البحيري أنّ الإتحاد العام التونسي للشغل مدرسة للديمقراطيّة وأنّه لا يمكن تلقيب العباسي ب «سيسي» تونس لأنّ من تربّى في حركة ديمقراطية كالإتحاد لا يمكن أن يكون إنقلابيّا مؤكّدا أنّ الإتحاد مدرسة حشاد والحبيب عاشور والفاضل بن عاشور ليس مدرسة إنقلابية. أمّا بخصوص حكومة علي العريض فقد أشار البحيري إلى أنّ هذه الحكومة التي كان واحدا من أفرادها وليس مسيّرا لها كما يردّد البعض تمكّنت من إنجاز 5000 مشروع من جملة 12410 مشاريع بقيمة 11 ألف مليون دينار مضيفا أنّ العريّض الذي ربطته به علاقة نضاليّة لأكثر من 30 سنة « ڤڤڤقٍٍڤڤدّها وقدود» وانه قام بواجبه على أحسن وجه سواء في السابق في منظومة الإستبداد أو حاليا مع حكومة «الترويكا» . أمّا عمّا يعرف بقضية «باب سويقة» فقد دعا البحيري في حواره كل من تورط من قضاة وأمنيين ومسؤولين في هذه القضية الاعتراف بالحقيقة الكاملة مشيرا إلى انه يعرفهم كلهم بالاسم وانهم مايزالون على قيد الحياة مؤكّدا أن حركة «النهضة» ليس لديها أي دخل في قضية باب سويقة وان المراد بها تشويهها وتشويه قيادتها لتنفيذ أجندات سياسية لاستئصالها وتجفيف ينابيع التديّن ،على حدّ قوله، مؤكّدا أنّه عاين القضيّة منذ البداية وأنّه لاحظ بعينه وجود من كان يحاول توريط الحركة فيها.