التونسية (تونس) أكد محمد الحامدي الأمين العام لحزب «التحالف الديمقراطي» خلال ندوة صحفية انعقدت صباح امس بالمقرّ الرسمي ان القبول بنصف الحل أفضل من حل مجزوء أوغير موجود أصلا موضحا ان لعبة السياسة تفرض احيانا اختيار الحلّ الأقل سوءا مضيفا انه رغم تحفظ حزبه على عملية التصويت التي تمت يوم السبت الفارط لاختيار رئيس الحكومة الجديد فانه سيلتزم بنتائج هذه العملية وسيتعامل مع رئيس الحكومة المقبل إن مساندة اومعارضة وفق بنود خارطة الطريق التي تقضي بضرورة فرض الأمن والتصدي للإرهاب ومراجعة التعيينات الحزبية الموالية وغيرها ملاحظا ان المسألة هي مسألة التزام سياسي وأخلاقي لا تلاعب وانه على من قبل بآلية التصويت الالتزام بها حسب كلامه. وأضاف الحامدي خلال تعرضه لملابسات وكواليس اعلان نتائج الحوار الوطني نهاية الأسبوع الماضي ان حزبه رشح جلول عياد الذي اعترضت عليه بقية احزاب المعارضة وكذلك حركة «النهضة» إلى جانب رفض هذه الأخيرة للحبيب الصيد وتمكسها الى آخر لحظة بالمستيري الذي ترفضه بدوره المعارضة مبينا ان الشوط الأخير شهد استبعادا كليا للمستيري ولمحمد الناصر والحبيب الصيد واعتذار محمد صالح بن عيسى ليتبقّى في السباق جمعة وعياد مؤكدا ان نهاية عملية التصويت شهدت مقاطعة أحزاب جبهة الإنقاذ التي اختارت الورقة البيضاء لتبقى العملية غامضة لأن البعض كان يراهن على افشال التوافق وعلى اللقاء الذي جرى يوم السبت بين محمد الناصر واحمد المستيري تزامنا مع جلسات المفاوضات الجارية ببهو وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية مستطردا ان الحسم كان على يد الرباعي الراعي للحوار لأنه كان من الوجوب ومن اللزوم تعيين رئيس حكومة لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد موضحا انه لا بد من الاتصال بالأحزاب المنسحبة لرأب الصدع وايجاد تواقفات لانه لا يجب ان تكون الحكومة المقبلة محلّ معارضة لأنها مستقلة ومن الضروري ان تحصل على الإسناد الشعبي والسياسي مؤكدا في ذات الصدد انه ان لم تنسحب الأحزاب الثمانية لفاز جلول عياد لا مهدي جمعة بمنصب رئاسة الحكومة حسب تقديره. الجهة التي رشحت جمعة غير دقيقة وعن الجهة التي رشحت مهدي جمعة أوضح الأمين العام ل«حزب التحالف الديمقراطي» أن الطرف الذي يقف وراء ذلك غير دقيق لان اسم مهدي جمعة طرح في اليومين الأخيرين ودون تواتر وقد يكون مرشح «الترويكا» او غير ذلك حسب ما جاء على لسانه. أطراف سياسية أرادت قلب الطاولة وافشال الحوار مهدي بن غربية نائب حزب التحالف بالمجلس التأسيسي شدد من جهته على ان أطرافا سياسية سعت الى قلب طاولة الحوار بقصد افشال التوافق مستطردا انه لا حجة للأطراف التي غادرت الاجتماع وامتنعت عن التصويت امام الشعب مستغربا انسحاب «الحزب الجمهوري» الذي دعم المستيري الى آخر لحظة ملاحظا ان على من يرفض جمعة على أساس انه وزير من حكومة الفشل ان يدرك ايضا ان الصيد والزبيدي ايضا من حكومات سابقة قد تكون فاشلة بدورها موضحا ان الحكومة المقبلة ستكون حكومة مستقلة وليست حكومة «النهضة» ولذلك لا حجة أيضا لمعارضتها مؤكدا ان حزبه سيكشف كل التفاصيل ان اضطر الى ذلك مشيرا الى انه لا ولاء الا لتونس مضيفا ان كوكتال «المولوتوف» المتكون مما يسمى ب «رابطات حماية الثورة» و«حركة وفاء» و«المؤتمر من أجل الجمهورية» وغيرها كانت تعد العدة لاعتصام القصبة 4 بداية من يوم 17 من الشهر الجاري مقابل استعداد الشق المقابل للثأر للشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي تزامنا مع ذكرى الثورة مبينا أن المواجهة كانت ستحدث ولذلك كان لا بد من حل سواء بتنصيب جمعة أوغيره وانه لذلك جاء الحسم من الرباعي الذي تحمل مسؤوليته الوطنية مشيرا الى أن أية حكومة تحل محل حكومة علي العريض ستكون في كل الحالات أفضل حسب قوله. تغرق «النهضة» ولكن لا تغرق البلاد وأضاف بن غربية ان حزب كمال مرجان صوت لمهدي جمعة مضيفا بدوره ان الجهة التي اقترحت هذا الاخير غير دقيقة منهيا كلامه بمطالبة رئيس الحكومة المقبل بتفعيل بنود خارطة الطريق والالتزام بكل ما تنص عليه والتحاور والوقوف على نفس المسافة من جميع الاحزاب لأن الإشكال لا يكمن في غرق «النهضة» بل المهم ألّا تغرق البلاد وفق تعبيره. سنيا البرينصي