أفادت مصادر من الادارة الجهوية للحماية المدنية بالقصرين وشهود عيان من ابناء منطقة «قوبل» الواقعة بقرية «قارة النعام» جنوب غرب القصرين ان آليات ثقيلة تابعة لشركة فسفاط وصلت أمس الى المنطقة وشرعت في معاضدة جهود رجال الحماية المدنية بهدف مواصلة البحث عن جثة «صائد الكنوز» أصيل صفاقس الذي لقي حتفه على عمق حوالي 27 مترا تحت الارض داخل «الحفرة البئر» التي حفرها صحبة 9 من شركائه من أبناء القرية قبل 21 يوما (يوم 30 نوفمبر). وعلمنا ان المشرفين على عمليات الحفر بما في ذلك بعض مهندسي وفنّيي شركة فسفاط قفصة اعدوا مخططا جديدا لبلوغ مكان الجثة من خلال توسيع أشغال الحفر الى كامل محيط «الحفرة البئر» وانهم عثروا أمس على جماجم وبقايا هياكل عظمية بشرية بالقرب منها على عمق بلغ حوالي 14 مترا كما وجدوا بعض الاواني الخزفية الاثرية المهشمة.. وحسب آخر الاخبار التي استقيناها من هناك فانه رغم الاستنجاد بآليات تستخدم في استخراج الفسفاط فان البحث عن الجثة قد يستغرق اياما اخرى لان الامر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض لان الوصول من جديد وفي مكان مغاير للاول الى عمق 30 مترا يحتاج لمجهودات كبيرة ولازاحة الاف الأطنان الاخرى من الاتربة والحجارة في منطقة اثرية توجد بها قوالب من الصخور المنحوتة تزن الواحدة منها اكثر من 3 اطنان وابار قديمة تتفرع عنها انفاق ليس عملا يسيرا.. وفي انتظار انتشال جثة «صائد الكنوز» فان منطقة «قوبل» تحولت الى حضيرة اشغال عملاقة تحت انظار اهاليها ومتساكني القرى المجاورة لها الذين قالوا لنا ان اعمال الحفر التي تمت الى حد الان لو كانت اقيمت في اطار آخر يكون على علاقة بالتنمية كافية لحفر بئر عميقة واستخراج مياه الشرب والري هم في اشد الحاجة اليها او تمهيد طريق تربط بين المنطقة ومدينة أم علي الحدودية.. لكنهم مقابل ذلك ينتظرون بفارغ الصبر اخراج جثة الهالك لتسليمها الى اهله الذين بقوا يترددون بين مدينة جبنيانة في صفاقس وقرية «قارة النعام» ومدينة القصرين لمراقبة عمليات الحفر الجارية على امل العودة بفقيدهم لدفنه.