(وكالات) حذر الكاتب المصري محمد حسنين هيكل من خطورة العام الجديد على مصائر كافة دول المنطقة وعلى رأسها مصر ما لم تنتبه تلك الدول لأفعالها وتقدر قيمة مشاكلها والأوضاع الدولية والإقليمية المحيطة بها. وقال هيكل في حوار مع قناة «سي بي سي المصرية»، إن «مصر تعيش منذ سنوات طوال حالة من التراكمات بدأت من الصلح المنفرد مع إسرائيل الذي تلته الحرب اللبنانية والثورة الإيرانية والحرب في أفغانستان، ثم الحرب العراقية وغيرها من الأحداث التي وصلت إلى ذروتها بحلول العام الحالي بعد ثورات الربيع العربي لنجد أنفسنا أمام منطقة منهكة بشكل كبير وأخشى أن تكون على وشك السقوط»، على حد قوله. وتابع هيكل، إن «المحيط الشرق أوسطي بات في منتهى الصعوبة»، قبل أن يضيف «مصر لا تزال واقفة على قدميها وفي العام المقبل عليها أن تتقدم، وإلا فإني أخشى أن يعم الطوفان المنطقة بأسرها، حيث أن النظر إلى خريطة المنطقة حاليا يصيب بالذعر، حيث الدمار في كل الاتجاهات». وحدد هيكل الأزمات التي تحيط بمصر قائلا «جنوب السودان يشهد حاليا حالة من التفكك، وفي الغرب تجاه ليبيا جبهة أخرى مشتعلة، وفي المشرق جبهة مشتعلة حتى حدود إيران، ومشاكل في البحر المتوسط. مصر تقف الآن في دائرة نار، وإذا لم تتقدم وتزيح ما أمامها أخشى عليها، فهناك موقف اقتصادي على الحافة، وموقف سياسي أيضا على الحافة، وموقف فكري واجتماعي على الحافة، والتصورات تحتاج كلها إلى بعث جديد». وأضاف هيكل أنّ الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والرجل القوي في مصر الآن «لن يرشح نفسه للرئاسة، وأعرف أن الرجل يواجه مأزقا شديدا، وفي آخر لقاء لي معه رأيت أمامي رجلا حائرا ولديه أسباب حقيقية للحيرة، فهو يواجه مأزقا حقيقيا، حيث يرى أن ترشحه للرئاسة قد يؤثر على القوات المسلحة إذا لم تنجح التجربة في مقابل الطموحات الشعبية المعلقة عليه». وأوضح هيكل أن على السيسي أن يتخذ قراره بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقرر لها الشهر المقبل مضيفا: «أرى أنه من الأفضل أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، لأن الساحة بها مخاطر كبيرة، والمنطقة من حولنا تجعلنا في حصار من أعمدة نار في كل مكان، وأعتقد أن أمام الرئيس القادم أيا كان، تحديات لم يسبق لرئيس أن واجهها». وأشار الكاتب المصري إلى أنه زار لبنان أخيرا وقابل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني مرتين «ولازلت أرى أن حزب الله مازال فاعلا ولاعبا رئيسيا في المنطقة، وينبغي أن يؤخذ حسابه، لكني قابلت كل أطراف الدولة اللبنانية بداية من رئيس الجهورية ومرورا برئيس البرلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي». واستطرد «لا أحد يستطيع أن يقول إن «حزب الله» حزب إرهابي حتى الأممالمتحدة لم تستطع أن تفعل هذا، فهو حزب لبناني موجود في الساحة اللبنانية وفي مواجهة إسرائيل، وبطبيعة الأمور على اتصال بإيران، وقد نقل لي رسالة على لسان مرشد الثورة مضمونها دعوة إلى زيارة إيران ومحاولة فهم الموقف الإيراني بشكل أكبر والموقف الشيعي أيضا بشكل أكبر». وحول الموقف في سوريا، قال هيكل «أعتقد أن كل الأطراف تعجلت بشكل كبير، وما حدث أن هناك حالة تأهب وخطر، فالنظام بالتأكيد أمامه معارضة شديدة تطلب التغيير ولها كامل الحق، لكن الناس في سوريا تنبهوا، والنظام بات أكثر عنفا عندما حدثت بعض الحوادث في العاصمة دمشق وفي درعا بشكل أكثر عنفا، وفي ذات الوقت بدأ السلاح يتدفق وأصبحنا في حالة خطيرة وأنا شخصيا أرى أن سوريا ظلمت». وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في 2014. وتابع «سيرشح نفسه وسينجح، وهذه مشكلة أيضا، لأنه بهذا الوضع لن تنتهي الحرب»، على حد قوله. وفي ما يخص دول الخليج التي زارها أخيرا، قال الكاتب المصري الكبير «من الأشياء الملفتة التي رأيتها أنني شاهدت جيلا من الشباب، وأتمنى أن يستطيع هذا الجيل من الحكام الشباب تحقيق ما لم يستطع الآباء والأجداد تحقيقه، لأنهم شباب فاهم وواع، وهذا أمر مهم، لأنهم موجودون في مواجهة إيران، ولديهم مخاوف، وأعتقد أن بعض المخاوف غير مبررة». وردا على سؤال مفاده: هل من الممكن أن تضرب إسرائيل إيران منفردة؟ قال هيكل «أمريكا لن تضرب إيران، وأشك أن إسرائيل تستطيع أن تضرب إيران بمفردها، فمن ناحية الجغرافيا أو المسافات هذا صعب جدا».