*محمّد بوغلاّب قررت سلطات ديوان الطيران المدني والمطارات بعد ال "بن علي هرب" في 14 جانفي 2011 أن تغير نظام الوقوف في مأوى السيارات بمطار تونسقرطاج الدولي للتخفيف من الازدحام والفوضى اللتين كانتا ومازالتا العلامة المميزة لمطارنا العتيد فأصبحت كلفة إيواء سيارة واحدة خلال 24 ساعة تناهز 23دينارا بالتمام والكمال وهو ما لا يقدر عليه سوى علية القوم ممن يوصلهم السواق الشخصيون ذهابا وإيابا و لا يحتاجون عموما لمأوى المطار إلا في ما ندر . واقترحت سلطات ديواننا أن يتم إيواء سيارات المسافرين بالمحطة الثانية (مطار الحجيج) الذي يبعد عن المحطة الرئيسية مسافة ربع ساعة مشيا على الأقدام ووضعت مشكورة حافلة لتأمين الترابط بين المحطتين، الغريب أن هذه الحافلة تكاد لا تغادر محطة الحجيج بل هي مرابطة هناك ورابضة كالأسد العجوز في عرينه وإن كنت محظوظا فسيتطوع سائق بسيارة تحمل الترقيم الإداري(15) بإيصالك إلى المحطة الرئيسية ، أما إن كنت عائدا إلى أرض الوطن متشوقا لرؤية الأهل بعيدا عن نرفزة سماسرة النقل غير الشرعي في بهو المطار دون خوف او وجل وبعيدا عن تعنت سواق التاكسيات المعتمدين بالمطار والذين يفرضون قانونهم الخاص أمام صمت الجميع أو تواطئهم ، وإذا سألت عن حافلة الترابط لتنتقل حيث آويت سيارتك مجانا في مأوى بلا رقيب سوى العناية الربانية فسيدلك اولاد الحلال إلى انه يتعين عليك ان تغادر من الطابق العلوي وحين تهم بفعل ذلك يعترضك رجل الأمن الطيب او الشرس ليخبرك بأن الخروج ممنوع من الطابق الأول ويشير بإصبعه إلى ورقة ملصقة على البلور "ممنوع الخروج " فتنبه حضرته إلى ما كتب اعلى بقليل على الحائط "محطة حافلة الترابط "، فيبدي ضيقه من عنادك ويتبرم منك ويخلي سبيلك او يتمسك برفضه أن ممنوع الخروج ... ولأنه يتعذر الوصول من تحت (الطابق الأرضي) إلى المحطة المفترضة في الطابق العلوي والتي لا تقف فيها الحافلة ابدا ولا يعرف لها مواقيت ذهاب او عودة فعليك يا من قررت العودة إلى الأرض الطيبة ان تعول على قدرتك على المشي ولو كنت مسنا او مريضا او معوقا لأن ابواب السماء قد تفتح رحمة بك ولكن لا تتوقع ان يوصلك تاكسي من المطار الرئيسي إلى المحطة الثانية ...