مثلت يوم الخميس الفارط أمام أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقر مبالية فتاة من اجل تهمة محاولة القتل العمد بعد أن طعنت صديقها على مستوى بطنه لأنها اكتشفت انه تلاعب بعواطفها. وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية استجابة لطلب الدفاع عن المتهمة. وقد انطلقت التحريات في هذه القضية في شهر جانفي 2013 إثر إعلام ورد على أحد مراكز الأمن مفادها قبول كهل تعرّض لاعتداء بالعنف الشديد على مستوى بطنه وحالته الصحية حرجة. وعلى ضوء هذا الإعلام تحولت دورية أمنية على عين المكان لكن تعذر في الإبان سماع أقوال المتضرر نظرا إلى حالته الصحية الحرجة وبالتحرّي في الواقعة تبين ان المتضرر تعرف إلى المظنون فيها صدفة بالعاصمة وتوطدت علاقتهما سريعا لكنه لم يعلمها أنه متزوج وغادرت منزل أهلها وتوجهت معه إلى منزل اكتراه خصيصا لها لكي تقيم فيه وكان يوفر جميع طلباتها ولا يدخر جهدا في إرضائها وعرفها على أفراد أسرته فأكرموا وفادتها وبقيت معه أشهرا وكان في كل مرة يعدها بالاقتران بها في اقرب الاجال إلى أن سئمت وعوده وأعلمته أنها ستعود إلى منزل أسرتها فترجاها أن تواصل العيش معه وانه سيسوي الأمر في فترة وجيزة وبحكم أنها متعلقة به وهو يحسن معاملتها فإنها لم تشك في الأمر إطلاقا إلى أن كانت النقطة التي أفاضت الكأس وكشفت المستور. ذلك انه في يوم الواقعة غادر المتضرر المنزل لقضاء بعض الحاجيات وترك هاتفه الجوال فوصله اتصال هاتفي فردت المظنون فيها على المكالمة وكان صوت مخاطبها امرأة استفسرت عن المتضرر وانتابها الغضب عندما كان صوت المجيب امرأة وسألتها عن هويتها فأعلمتها أنها زوجته فأجابتها المتصلة بنبرة فيها استهزاء أنها زوجته ولها منه أبناء ودعتها إلى الكفّ عن الهراء ثم قطعت المكالمة. بقيت المظنون فيها في انتظار عودة صديقها وما ان دخل حتى استفسرته عن هوية المتصلة فلم يجد أمامه من خيار سوى الافصاح عن الحقيقة وأكد لها انه أخفى الأمر لتعلقه الشديد بها وانه كان يستعد لتقديم قضية في الطلاق ضد زوجته لأنه سئم العيش معها لكثرة خلافاتهما الزوجية فنشبت مناوشة كلامية بينهما توجهت أثناءها المظنون فيها إلى المطبخ وتظاهرت أنها اقتنعت بروايته وبقيت فترة زمنية فذهب في خلده أنها بصدد إعداد وجبة الطعام غير أنها باغته عندما كان مستلقيا على الأريكة بصدد مشاهدة التلفاز بطعنة على مستوى بطنه ثم تركته على حالته تلك ولاذت بالفرار فتحامل هذا الأخير على نفسه واتصل بصديقه طالبا منه النجدة والذي حلّ سريعا على عين المكان وبادر بنقله الى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة وأمكن إنقاذ حياته. واستنادا إلى هذه المعطيات القي القبض على المظنون فيها التي اعترفت بما نسب إليها وأفادت أن المتضرر هو السبب الرئيسي في وقوع الجريمة لأنه غرر بها بعد ان تركت منزل ذويها لاعتقادها انه سيتزوجها غير انه تلاعب بها وجعل منها عشيقة ولم يعلمها انه متزوج مؤكدة أنه كان سيواصل تلاعبه لولا اتصال زوجته هاتفيا على سبيل الصدفة. وأضافت أنها لم تتحمل الصدمة خاصة انه حاول مجددا إيجاد حل للإشكال الذي وضع فيه صدفة بادعاء انه في خلافات مع زوجته وانه على وشك الطلاق فلم تستطع تمالك غضبها وعمدت إلى طعنه في بطنه بغية الانتقام منه ولكنها لم تكن تهدف إلى إزهاق روحه. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها من اجل ما نسب إليها وبإحالتها على قاضي التحقيق أعادت أقوالها السابقة وأكدت أنها ضحية وليست جانية وبعد ختم التحقيق وجهت إليها تهمة محاولة القتل ثم أحيلت على أنظار المحكمة التي قررت تأخير النظر في القضية إلى جلسة لاحقة.