أحيل شاب في موفى هذا الأسبوع على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس من اجل محاولة قتل نفس بشرية عمدا. وبالتحرير عليه من طرف القاضي تراجع في أقواله وأنكر ما نسب إليه وأفاد أن المتضررة غررت به وانه توجه لمنزلها من اجل مواجهتها بالحقيقة التي علمها دون أن تكون لديه أي نية مسبقة في الاعتداء عليها مضيفا أنه انه حال دخوله للمنزل تعرض للتعنيف من قبلها هي وزوجها وعائلتها وأنه حينها حاول الدفاع عن نفسه وعندما شعر أن خطرا يتهدده التقط سكينا وطعنها بطريقة عشوائية دون تقدير منه لخطورة الأمر . أما الدفاع فقد أيد تصريحات موكله وطلب من هيئة المحكمة مراعاة ملابسات وأسباب الواقعة من أولها مشيرا الى أن المتهم كان بصدد الدفاع عن نفسه عندما تآزر الجميع ضده وأن حالته النفسية لم تكن عادية بسبب الإحراج الذي وضعته فيه المتضررة أمام أهله بعد أن كان من المزمع أن يقترن بها والتمس الدفاع من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان. وبعد المفاوضة قضت المحكمة بإدانة المتهم وسجنه مدة عشرين سنة من اجل ما نسب إليه . وللتذكير بوقائع هذه القضية فقد انطلقت التحريات فيها إثر إعلام ورد على احد مراكز الأمن بالعاصمة من إحدى المستشفيات مفاده قبول امرأة متعرضة إلى اعتداء بالعنف الشديد على مستوى رأسها وجنبها وحالتها الصحية حرجة. وعلى ضوء هذا الإعلام تحولت دورية أمنية على عين المكان لكن تعذر في الإبان سماع أقوال المتضررة نظرا لحالتها الصحية الحرجة وبالتحري في الواقعة تبين ان المتضررة تعرفت على المظنون فيه صدفة بالعاصمة وتوطدت علاقتهما سريعا لكنها لم تعلمه أنها متزوجة وغادرت محل الزوجية وتوجهت معه إلى منزل أهله وعرّفها على أسرته بعد أن أعلمها أنها الفتاة التي يرغب في الاقتران بها فأكرمت وفادتها وبقيت هناك أشهرا ثم عادت مجددا إلى منزلها ورغم غيابها الطويل فإنها قدمت لزوجها أعذارا مقنعة مما جعله يعفو عنها واستأنفت حياتها الزوجية بصفة طبيعية دون أن يخطر ببالها أن الشاب الذي تعرفت عليه لن يتركها في حال سبيلها ونجح في الوصول إلى منزلها وطرق الباب وكان في حالة غضب شديد واقتحم المنزل بغاز مشل للحركة ودخل في خصومة مع زوج المتضررة وأفراد عائلتها عندما حاول إخراجها عنوة وأثناء النزاع تولى طعنها على مستوى رأسها وجنبها ثم فر من المكان لكن عددا من الأجوار التحقوا به وأمكن إلقاء القبض عليه.