*محمد في مطار تونسقرطاج الدولي مساء يوم الأحد 29 ديسمبر وفي ركن من "القفص" المخصص للطيران الداخلي قالت لي سائحة فرنسية غاضبة" على شركة الخطوط التونسية السريعة" أن تغير اسمها(وهي متعودة على ذلك فقد كانت في ما مضى الخطوط الداخلية لتصبح لاحقا الخطوط الدولية ثم أصبحت طيران السابع زيادة في نفاق الحاكم قبل 14 جانفي وبعد هروب بن علي أصبحت الخطوط السريعة) لأنني كلما سافرت على متنها إلا وكانت سفراتها متأخرة، ففي مرة سابقة كانت طائرتي إلى جربة في حدود الثالثة وبقيت انتظر إلى الثامنة ليلا حيث تم تجميع ركاب ثلاث سفرات في أوقات مختلفة على متن طائرة واحدة وهذا غير معقول" والقصة أن السفرة المتجهة لمطار جربة -جرجيس مساء الأحد 29ديسمبر في الساعة السادسة والربع تأخر موعد إنطلاقها إلى السابعة وعشر دقائق ، الغريب أن اللوحة الإلكترونية لم تغير موعد الرحلة ولم تشر إلى وجود تأخير والعون اليتيم الذي كان جالسا أمام البوابة حمل ورقاته واختفى، وبقي المسافرون بين جدران أربعة في الانتظار لا يمكنهم الخروج باعتبار الإجراءات الأمنية ولا يمكن سؤال أحد لأنه لا أحد من الخطوط التونسية السريعة" جدا" كان موجودا بيننا ... حين حلّ ركب العون إياه في السابعة مساء توجهت إليه قائلا" ليس عيبا أن تعتذروا لنا" فرد علي دون أن ينظر إلي "سيعتذرون لكم على متن الطائرة " الغريب أن هذا السلوك يصدر عن شركة منعتها السلطات الإيطالية من التحليق في سمائها بسبب حادثة سقوط إحدى طائرات الشركة في أوت 2005 بسبب تقصير طاقمها في إجراءات السلامة وأصدرت محكمة الاستئناف ببالارمو سنة 2012 أحكاما بالسجن على قائد الطائرة ومساعده والمدير العام للشركة والمدير الفني للشركة (ست سنوات سجنا) والمسؤول عن الصيانة وعدد من التقنيين لمدد تتراوح بين الخمس سنوات وثمانية أشهر ، أكثر من ذلك فإن الشركة الأمّ أي الخطوط التونسية تكاد تعلن إفلاسها ذلك أن الرئيس المدير العام للشركة صرح مؤخرا أن حجم الخسائر المالية بلغ 261 مليون دينار خلال سنتي 2011 و2012 وهذا الرقم قد يصل إلى قيمة 400 مليون دينار في موفى 2013... وأشار المسؤول الأول على الشركة بضرورة التقليص من عدد العاملين في الشركة بداية من السنة الجديدة ليتم الاستغناء عن 1700 عونا لا أحد يعلم كيف تم انتدابهم وبناء على أي مقاييس؟ وماذا يفعلون أصلا نظير تقاضيهم لأجور لا يكاد يوجد لها نظير في المؤسسات العمومية... حين بلغنا مطار جربة جرجيس الدولي في حدود الثامنة وعشر دقائق ليلا –كان يفترض ان نصل في السابعة والربع- ولا جدوى من الحديث عن حالة الطائرة التي سافرنا على متنها- ولما همما بدخول قاعة الوصول وجدنا الباب مغلقا وفجأة جاء السيد العون مهرولا يحمل المفتاح بين يديه أمام ذهول المسافرين وكأن الأمر يتعلق بمحطة لواجات لا بمطار دولي تم تجديده حديثا ، ولا نبالغ إن قلنا إنه لا يكاد يوجد أحد ند وصول المسافرين وعند استلامهم لحقائبهم( لا مدنيين ولا رسميين باستثناء عون الأمن الذي فتح لنا الباب متأخرا)... كان المطار خاليا وساكنا لا حركة فيه ... كانت هذه الصورة مؤشرا على ما تعيشه جربة التي كانت في ما مضى جزيرة الأحلام ...