فرحات هنانة ممثل كوميدي سطع نجمه بلعب دور «المنجي» في السلسلة الرمضانية «نسيبتي العزيزة» , حيث حصد استحسان الكثير من المشاهدين وحاز على استظراف عديد المعجبين.. هنانة طلع على جمهوره في نهاية شهر ديسمبر الفارط بمسرحية جديدة حملت عنوان «يح باني... يح». وهذا المولود المسرحي هو من نوع ال«وان مان شو», كتب نصّه فرحات هنانة وأخرجه منير العرقي بمساعدة فؤاد ليتيّم. وقد سجّلت العروض الأولى للمسرحية مواكبة جماهيرية كثيفة, كما خلّفّت استياء البعض ممّن عابوا عليها ما اعتبروه «استهزاء باللهجة الصفاقسية». ولمزيد الحديث عن مسرحيته الجديدة والردّ على الانتقادات الموّجهة لها... كان ل«التونسية» مع الفنان فرحات هنانة الحوار التالي: جماهير غفيرة توافدت لمتابعة العروض الأولى لمسرحيتك الجديدة «يح باني... يح»... هل كنت تتوّقع مثل هذا الإقبال ؟ في الحقيقة ,توّقعت أن يُحدث خبر عرض مسرحيتي الجديدة « يح باني ... يح» صدى لدى الجمهور... وبالتالي كان الإقبال الجماهيري الكبير منتظرا ! ولكنّي لم أتصوّر أن يكون الحضور بتلك الكثافة وبذلك الحجم إلى درجة أن امتلأت المقاعد كلّها ولم يبق مكان واحد شاغر في قاعات العرض. وهو ما أربكني بعض الشيء خصوصا في العرض الأول بالمسرح البلدي, ولكن «تعدّات مستورة» ونالت المسرحية استحسان الجمهور وحظيت بإعجابه. وكذلك كانت عروض قاعة «الزفير» وجاءت درجة التفاعل فوق الوصف... لماذا هذا اللجوء إلى مسرح ال«وان مان شو»... وهل توافق الرأي القائل بأن هذا النوع من العروض هو «تجاري» بالأساس؟ هذا الرأي يرتكز على وجهة نظر محترمة .فبعض عروض ال«وان مان شو» في السنوات الأخيرة كرّست مثل هذا الانطباع. ولكن كثيرا من عروض «الممثل الواحد» انبنت على قضية محدّدة وتبنّت رسالة معيّنة حاولت تمريرها تحت قاعدة الهزل الجادّ والنقد الساخر... قصد ملامسة الداء والتنبيه إليه وأيضا رسم البسمة على الشفاه المتعبة في الآن ذاته. وأعتقد أن إضحاك الجمهور ليس بالمهمة اليسيرة سيّما أن الشعب التونسي شعب «ضامر» بطبيعته ويجيد رواية «النكتة».. لذلك يصعب إفتكاك ضحكته! إذن أيّة رسالة أردت توجيهها ب«يح باني.. يح»؟ الرسالة هي بكل بساطة: «لازمنا نفيقو على أرواحنا وناقفو لبلادنا»... وهذا النداء موّجه أساسا إلى السياسيين ثم في مرتبة ثانية إلى المواطنين في دعوة لهم لانتشال تونس من الوضع المتردّي الذي آلت إليه على كافة الأصعدة. وإن كانت الطبقة السياسة تتحمّل مسؤولية هذا الوضع, فإن للمواطنين أيضا جانبا من المسؤولية باستعدادهم للتسليم وبسماحهم بمرور تجاوزات سياسية واقتصادية واجتماعية وحتّى أخلاقية !و تبقى الغاية من وراء كل هذا هي معانقة قيم المحبّة والتسامح والتعاطف... من جديد بين أبناء البلد الواحد. وهنا يتلخّص دور المسرح , دور الفن... في مباركة مبادئ الإنسانية والانطلاق وحبّ الحياة . ما دلالة اختيار عنوان المسرحية؟ هذا العنوان هو انعكاس طبيعي لحال البلاد اليوم , وهو ترجمة للغلاء وللتراجع الاقتصادي وحوادث الإرهاب ... فالتونسي أصبح مخنوق النفس ومتعب الذهن ومخروم الجيب ...لذلك فإن تقهقر تونس إلى الخلف يجعلنا نصرخ ليس فقط: «يح باني ..يح» بل حتى: «ووه علينا ووه» ! مرة أخرى يثير استخدامك اللهجة «الصفاقسية»استياء بعض أهالي الجهة,... ما تعليقك ؟ للأسف ,يعتقد البعض أنّني أوظّف اللهجة «الصفاقسية «كعامل إضحاك...وكأنها حكر عليهم وحدهم ! والحال أنه من حق الفنان النهل من مختلف المرجعيات والمصادر ,فالمهمّ في النهاية هو فهم العبرة واستخلاص المغزى من العمل الفني. وشخصيا أعتبر أنّ كل ما قيل في هذا الصدد هو من باب الادّعاء ليس إلا ّ من قبل أناس متواضعين في طريقة تفكيرهم ويمارسون خطابا جهويا مريضا . كما أؤكد أن استعمال لهجة «الصفاقسية» لن يضرّهم ولن ينفعهم لأن قيمتهم ثابتة ! هل ينتظر منك أحبّاؤك مشاركة في جزء خامس من «نسيبتي العزيزة»؟ من المبرمج أن أشارك في الجزء الخامس من سيتكوم «نسيبتي العزيزة» الذي هو حاليا في طور كتابة السيناريو .