مسيرة «طالب العلم» هي بكل المقاييس رحلة المكابدة والصبر والتفاني من أجل الوصول الى الأفق البعيد والختم على المسيرة الجامعية بشهادة التخرج بعد سنوات مضت كالحلم وتركت أثرها العميق ايجابا وسلبا في حياة كل طالب يفتح لنا ألبوم صوره... ذكرى الماضي الجميل تبدأه شهادة الباكالوريا وتنهيه الاجازة وشهادة الدكتوراه لنبصم وقتها على أن النجاح هو من شيم المتألقين من كتبوا حياتهم الطلابية ملحمة انسانية تامة الشروط طالما العلم يسمو بصاحبه الى أعلى الدرجات. بعد أن التحقت بزوجها الذي يعمل إطارا بنكيا في مدينة «مونريال» الكندية عنّ لها أن تواصل من جديد دراستها الجامعية مرحلة ثالثة بجامعة «كيباك» اختصاص «التنمية المستديمة» لقاء ما نالته من شهائد النجاح والتميز خلال مسيرتها الجامعية قبل أن تشد الرحلة الى شمال القارة الأمريكية لم تتردد ضيفتنا «أميرة منصوري» في الرد عن أسئلتنا بكل ودّ وتتحدث لنا بلسان من له مع الحياة الجامعية ذكريات لن تمحوها الأيام قائلة: «بعد أن تحصلت على شهادة الباكالوريا شعبة «الرياضيات» التحقت بالمركب الجامعي بمنوبة لأدرس المرحلة الأولى في المعهد الأعلى للمحاسبة وادارة المؤسسات والمرحلة الثانية بالمدرسة العليا للتجارة وأتخرج منهما حاملة لشهادة «الأستاذية في الدراسات العليا التجارية» مما أهلني للتسجيل بالمرحلة الثالثة في «معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج». ومازالت ضيفتنا تذكر كيف كانت تمتطي الحافلات الخاصة بالطلبة من أمام المبيتات الجامعية مما سهل عليها عملية التنقل اليومي الى كليتها دون عناء مع ربح الكثير من الوقت... وهناك يبدأ العمل بين القاعات والمدارج طوال يوم كامل لا وقت فيه للراحة الا مع وقت الغداء حيث كانت ترافق زملاءها في أجواء حميمية رائعة لا تنسى الىالمطعم الجامعي لكليتهم حيث كانت الوجبة كما تقول محترمة تجعلهم يستعيدون نشاطهم بعد عطاء الحصة الصباحية. وتضيف أميرة منصوري بأنه خلال هذه السنوات الدراسية لم يتمتع الطلبة بمكتبة خاصة لأن الكلية وقتها كانت في طور التشييد والبناء مما كان يدفعهم الى التجمع تحت الجدران وفي مداخل القاعات وبين الأروقة للمراجعة الجماعية في نسق عال وحماسي أهلتهم للفهم وتبادل الآراء وتفسير ما صعب من قواعد ومفاهيم. وأكدت ضيفتنا في خاتمة حوارنا: «لم أكن أتفاعل اطلاقا مع الحراك السياسي داخل فضاء الكلية نظرا للتضييق الذي كان نشعر به مما جعلنا نولّي اهتمامنا الكلي الى دراستنا حتى نحقق النجاح... وكنت للأمانة أتفاعل مع أنشطة «المجتمع المدني» داخل المنظمات الاجتماعية لأنها تكمل دراستي... مازلت أذكر أيام المراجعة قبل الامتحانات النهائية حيث أشمر على ساعد الجد ويقف والديّ الى جانبي يهباني شحنة من الشجاعة والايمان بقدراتي مما جعلني أهديهما نجاحي كلما تميزت في امتحانات آخر السنة». «أميرة» ودعتنا قائلة: «شكرا لجريدتكم الغراء التي أججت فيّ حنينا وشوقا الى وطني وعادت بي الى أحلى أيام العمر... سلامي الى الأهل والأقارب مني ومن زوجي وابني «الهادي» وتمنياتي بالنجاح والتألق لكل الطلبة والطالبات».