تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة الذكريات بحلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها او اختارته. ... «كم هي رائعة الحياة الجامعية..صدقني منذ مدة وانا افكر في العودة الى مقاعد الدراسة لأواصل نيل أعلى الشهائد في اختصاصي»... هكذا أصرت ضيفتنا الكريمة «إيمان رحيّم ولدت المنصوري» موظفة بوزارة الشباب والرياضة في رتبة «مسيّر رياضي» بعد نيلها للاجازة في الادارة والتسيير الرياضي من «المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد» اثر مواسم دراسية مرت كالحلم الجميل لم تشعر بها على حد تعبيرها... وخلال حوارنا شدتنا ضيفتنا الى ذكرياتها الى حد تفاعلنا معها وهي تتحسر على ايام الحياة الطلابية بكل ما فيها من عطاء وعلاقات حميمة وصداقات بريئة شعارها التوق الى نيل اعلى المراتب وتحقيق النجاح قائلة وهي تتنهد: « كنّا في معهدنا الأعلى ندرس ب«نظام مدرسة» مما يجبرني رفقة زملائي على البقاء يوما كاملا بين الدروس والمحاضرات والمراجعة والبحث.. وكانت العلاقة جد رائعة مع كل الزملاء نعمل ونتعاون معا ولا فرق بيننا وبين المقيمين اذ نلتقي حتى في المطعم الجامعي لأن الوقت لا يسمح لنا بالعودة الى المنزل الا بعد ان نستكمل دروسنا.. ولكن في سنتي الثالثة تزوجت وصرت اعود الى البيت خاصة اني اسكن قريبا من الكلية». كانت أيام الدراسة رائعة وتزداد توهجا واثارة خلال فترات المراجعة والاستعداد للامتحانات حيث تشتد الأعصاب وتفرض المراجعة الجماعية في فرق نفسها في كل مكان من المعهد... وأضافت «إيمان رحيّم» قائلة: «كنت أحترم وزملائي جل الأساتذة ما عدا بعض الحالات الشاذة من المربين وكانت علاقتي جد متميزة مع أستاذي «أمير بن صالح» الذي أشرف على تأطيري خلال سنتي الرّابعة وللأمانة كانت علاقتي متذبذة مع من كانوا يرفضون آرائي ونقاشي الحاد ووجهات نظري التي كنت أطرحها بكل حرية»... كما لمّحت ضيفتنا إلى أنّ السياسة داخل المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية كانت ممنوعة وخطا أحمر كما قالت لا يُسمح للطالب بتجاوزه خاصة أيام حكم المخلوع الذي زرع عيونا وآذانا في كلّ مكان بالمعهد ممّا جعل الطلبة لا يفكّرون إلاّ في العمل والنجاح للوصول إلى الوظيفة. وتصر «إيمان» على تذكيرنا بدور أسرتها في ايجاد الجو الملائم لها خلال المراجعة وخاصة قبل امتحانات آخر السنة وفي المقدمة الوالدة الغالية من سهرت وتعبت لأجلها حتى توفر لها الجو الملائم للمراجعة الى حد ساعة متأخرة من الليل... وختمت ضيفتنا الكريمة كلامها قائلة: «لقد كانت ذكريات لا تنسى وخاصة السهر مع الكتب والملفات والوثائق ثم يأتي النجاح ...كم هو رائع نجاحك لما يأتي نتيجة هذا التعب وهذه التضحية من قبل الجميع ..تحس وقتها بحلاوة الحياة ومتعة تحقيق الأفضل لك ولأقرب الناس اليك... والداك واخوتك وزوجك حيث بفضلهم وبفضل تعبي حققت البعض من أحلامي في الشأن الدراسي في انتظار تحقيق مزيد الأمنيات لأن طموحي بلا حدّ... ربما أعود الى مقاعد الدراسة لاني اطمح الى الكثير والكثير..و اذا عدت سأهدي طبعا نجاحي الى زوجي «محمود رحيّم» وابنيّ الغاليين «ياسين» و«أنس» ووالديّ وإخوتي.