نظم أمس المعهد الوطني للاستهلاك بأحد نزل العاصمة ورشة وطنية للتربية على الاستهلاك وذلك في إطار توأمته مع الاتحاد الأوروبي بحضور المدير العام للمعهد وممثل عن الاتحاد الأوروبي بتونس الى جانب نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الاستهلاك لتقديم جملة من النصائح لترشيد الاستهلاك من ناحية وأهمية نشر ثقافة الاستهلاك لدى الأطفال والمراهقين داخل الوسط المدرسي من ناحية أخرى . وقد استهل الدكتور عبد الفتاح التريكي أستاذ جامعي بالمعهد الوطني للتصرف حديثه بأهمية هذه الورشات في تنمية الوعي لدى المستهلك بالمواضيع المتعلقة بصحته وسلامته وضرورة تكثيف البرامج التحسيسية لتحفيز المستهلك على متابعة القضايا والمسائل المتعلقة بمجالات الاستهلاك . و في نفس السياق تحدث كريستوف برناس خبير أوروبي في التربية على الاستهلاك عن أهمية نشر ثقافة الاستهلاك داخل المدارس ووسائل الإعلام ودعم الهياكل والمنظمات والجمعيات المهتمة بهذا الاختصاص والقيام بدراسات وبحوث تتناول الجوانب العلمية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية للمستهلك وبينّ مدى أهمية مراقبة الفرد لنظامه الغذائي ليكون متوازنا وصحيا ومعرفة حقوقه وواجباته وذلك في إطار دعم دوره في الحركة الاقتصادية . و تم خلال هذه الندوة التثقيفية التركيز خاصة على أهمية تربية الأطفال على تطوير نمط استهلاكهم داخل الوسط المدرسي وتنمية وعيهم بالمواضيع المتعلقة بصحتهم وبجودة الخدمات المعروضة في السوق والاشهار المعروض في وسائل الإعلام نظرا لآثاره الصحية الوخيمة على الأطفال والاقتصادية على الآباء باعتباره يستنزف ميزانيتهم ولا يعود بالفائدة على صحة أبنائهم. وأشار المتدخلون الى أن ترشيد استهلاك الطفل يجب أن يدرج ضمن ندوات تحسيسية وتثقيفية داخل المدارس وخارجها ووجّه المعهد الوطني للاستهلاك نداء إلى وسائل الإعلام لعرض أشرطة وثائقية تتناول هذه المسألة لمعاضدة عمل المعهد الذي قام بتوزيع منشورات على الأولياء داخل المدارس وخارجها وهو الآن بصدد التنسيق مع وزارة التربية على أن يقع إدراج إرشاد الاستهلاك ضمن البرامج التدريسية لأن التغذية السليمة والمتوازنة تهم صحة الأطفال والآباء على حد السواء . و نظرا لما يكتسيه هذا الأمر من أهمية فقد تم خلال هذه الندوة التحسيسية تخصيص ثلاث ورشات تثقيفية اهتمت الأولى بالفاعلين والشبكات من اجل إستراتيجية للتربية على الاستهلاك وتناولت الثانية أهم المحاور الإستراتيجية الوطنية للتربية على الاستهلاك فيما خصصت الثالثة للنظر في آليات وأساليب تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتربية على الاستهلاك والأهداف المنشودة .