أخصائي في التغذية: لا بد من تدريب الطفل على المنتوج الاستهلاكي السليم في سن مبكرة تونس الصباح: 20 مليون حالة افراط في الوزن سجلت في العالم لدى الاطفال دون 5 سنوات ليرتفع العدد الى 6،1 مليار في صفوف الفئة العمرية من 15 سنة الى فوق حسب تقارير منظمة الصحة العالمية لسنة 2005. وفي تونس تتراوح النسبة العامة للسمنة بين 6 و9% فيما يعاني مراهق على اربع من افراط في الوزن.... الظاهرة زاحفة وتسير نحو مزيد التفاقم والانتشار ما لم تتم مكافحتها والتصدي لاسباب تطورها وخطر استهدافها فئات عمرية صغيرة ومن بينهم اطفال في سن ما قبل الدراسة تجنبا لتداعيات السمنة وما تخلفه من امراض ثقيلة على صحة صاحبها وعلى ميزانية الدولة. حول هذه الظاهرة وتحديدا السمنة في صفوف الاطفال المتمدرسين ولغاية مناقشة استراتيجية محددة المعالم لمكافحتها.. تنتظم بعد غد الاثنين ورشة عمل تنظمها ادارة الطب المدرسي والجامعي بالتعاون مع «اليونيسيف». خارطة الطريق الى.. السيد سليم القاسمي مختص في التغذية بوحدة ما قبل الدراسة بادارة الطب المدرسي والجامعي حدثنا عن الآليات المطروحة للنقاش والتشاور حولها لاثراء خطة مكافحة السمنة التي ستقترح على المشاركين في الورشة من اخصائيين في التغذية وممثلين عن وزارات التربية والتكوين والمرأة والطفولة والشؤون الدينية وبحضور مجموعة من الشباب التلمذي للمشاركة بالرأي والاقتراح في السبل الكفيلة بالحد من الظاهرة والسيطرة على مخلفاتها الصحية.. واعتبار الطفل الغاية والوسيلة في آن واحد وكذلك الشريك الفاعل في رسم خارطة الطريق المؤدية الى ترشيد سلوكه الاستهلاكي.. من الكتّاب الى المعهد محدثنا وبعد ان اسهب في استعراض الاسباب المؤدية الى السمنة ومنها قلة الحركة وتراجع القيام بالأنشطة الرياضية والبدنية علاوة على تغير نمط الاكل.. وابتعاده عن مقومات الطعام الصحي والمتوازن وهي عوامل جعلت مثل هذه الظاهرة تبرز اكثر بالمدن شدد على ان العناية بها ومتابعة تطوراتها ينبغي ان تنطلق في سن مبكرة من عمر الطفل باعتبار ان الشريحة التي يقل سنها عن الخمس سنوات.. لم تعد في منأى عن خطر الافراط في الوزن.. ولهذا السبب سيتدعم الاهتمام بالاطفال داخل مؤسسات الطفولة في مرحلة ما قبل الدراسة من رياض اطفال وكتاتيب ولتتواصل مع تلاميذ المدارس والمعاهد.. ويعتمد مشروع الخطة المقترحة في انتظار اثرائها وتبنيها رسميا على جملة من الخطوط العريضة ومنها التثقيف والتوعية وتقصي الحالات التي تشكل مشكلا صحيا مستقبلا وتعهدها بالاحاطة والمتابعة. حصص تذوق وفي خضم هذا التوجه سيكون الطفل في الروضة أو الكتّاب والمدرسة المحور الرئيسي لكل تحرك تثقيفي من خلال بعض الانشطة منها تنظيم حصص تذوق لبعض الخضر والغلال وابرام مشاريع تعاون مع بعض المؤسسات التربوية والاولياء للتشجيع على القيام بالانشطة البدنية ولِمَ لا التخلي عن السيارة ومرافقة الطفل الى المدرسة ترجلا لتكريس عادة المشي والحركة.. وتشريك الطفل في جهود التثقيف الصحي الغذائي وعلى تكوين مجموعات من الاطفال تتولى بث المعلومة الصحية وتساهم في التحسيس والاعلام الموجه لبقية الاطفال في الروضة او المدرسة ويتمثل الهدف الرئيسي من هذا التشريك والاستقطاب الفاعل للصغار وجعلهم اداة وصل مع عائلاتهم واوليائهم على مستوى ايصال المعلومة الرامية الى تغيير السلوك الاستهلاكي. ماذا تأكل؟ .. لان الاشهار صناعة والصناعة تتطلب الترويج والاشهار فان التحرك المستقبلي سيسير في اتجاه حماية الطفل من تأثيرات الدعاية وحمله على ان يكون راشدا في اختياره للمنتوج الغذائي. في هذا السياق اوضح سليم القاسمي ان التوجه يقضي بمساعدة الصغار على الاطلاع على مكونات الاغذية المعروضة بالاسواق واساسا تلك التي تستهدفه ويتدرب على التثبت والتعرف على مكوناتها حتى يعي ماذا يأكل.. وهذا التمشي سيساعد على حمل الطفل على القراءة الجيدة والايجابية للاشهار وبطريقة واعية وسيتم الاعتماد في ذلك على وسيلة بيداغوجية وتثقيفية مرنة اساسها تعليم الاطفال وهم يلعبون لتكون المعلومة نافذة وراسخة. تقييم ومتابعة .. نجاح استراتيجية مكافحة السمنة بالوسط المدرسي لن يتحقق حسب محدثنا الا بتكامل جهود مختلف المتدخلين والاطراف المساهمة في بلورتها وتقاسم الادوار فيما بينها وفق اولويات محددة مع الاستمرارية في العمل وتقييم كل مرحلة من مراحل الخطة بما يضمن جدواها بعيدا عن التحركات او الحملات المناسباتية. فهل تتوصل الخطة التي ستنبثق عن ورشة العمل الى تكوين تحالف ضد السمنة لدى الاطفال المتمدرسين؟