أكد مصدر مطلع أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وافق على طلب وزير الدفاع، المشير عبد الفتاح السيسي، بالاستقالة من منصبه، والترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ونقلت "بوابة الأهرام" عن المصدر قوله إنه قد تم ترشيح الفريق صدقي صبحي لمنصب وزير الدفاع، وعرض الترشيح على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وفقاً لنص المادة 243 من الدستور. وقال المصدر: "إنه لن يتم الإعلان عن تلك الخطوات إلا بعد العرض على الرئيس المؤقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي. من جانبه، قال العقيد أركان حرب، أحمد علي، المتحدث العسكري، إنه في إطار ما يتم تداوله من أخبار في بعض وسائل الإعلام تتناول المستقبل الوظيفي لكبار قادة المؤسسة العسكرية، وفى هذا السياق تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة عدم دقة هذه المعلومات، حيث إنه حال حدوث أية تعيينات أو ترقيات أو تغييرات وظيفية لأى من قادة القوات المسلحة سوف يتم إعلام جموع الشعب المصري بها. وأضاف علي في بيان له: "تهيب القوات المسلحة بكافة وسائل الإعلام تحري الدقة والمصداقية والرجوع إلى المصادر الرسمية، فيما يتعلق بمثل هذه المعلومات، لما لها من تأثير سلبي على المؤسسة العسكرية". وكان الرئيس المؤقت، عدلي منصور، قد أصدر قراراً جمهورياً بترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري، حسب ما أعلنت الرئاسة المصرية. "تحية وداع من الجيش لقائده" وكانت وسائل إعلام مصرية قد ذكرت أن السيسي سيتقدم باستقالته خلال أيام، تمهيداً للترشح للانتخابات الرئاسية، ومن المعروف أن ترشح شخصية عسكرية يفرض عليها التقاعد أو الاستقالة من الجيش، كون الدستور ينص على أن يكون الرئيس مدنياً بالضرورة. وقال مسؤول كبير لوكالة "فرانس براس"، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن ترقية السيسي إلى رتبة مشير تعني في الواقع "تحية وداع من الجيش لقائده". ويلزم الدستور الجديد مرشحي الرئاسة بالحصول على تزكية 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب أو تأييد 25 ألف ناخب في 15 محافظة، بحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة. وسيتعين على راغبي الترشح السعي إلى الحصول على توكيلات من ناخبين، إثر حل مجلس النواب بقرار قضائي. وبحسب ما ورد في صحيفة "اليوم السابع" فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتمع اليوم الاثنين بكامل هيئته من قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وقادة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية ورؤساء الهيئات والإدارات الهامة بالمؤسسة العسكرية، بمقر المجلس بالأمانة العامة لوزارة الدفاع. اليزل: لا يوجد تفويض من الجيش ومن جهته، نفى الخبير الاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، في مداخلة على قناة "العربية الحدث" أن يكون المجلس العسكري قد فوض السيسي في الترشح للرئاسة، مشيراً إلى أنه لا أحد يمكنه التكهن بما قد ينتج عن اجتماعات المجلس العسكري. إلا أن اليزل لم ينفِ وجود نية الترشح للرئاسة لدى السيسي، مشدداً على أن "التفويض لم يحدث على الإطلاق". وأشار اليزل إلى أن باب الترشح للرئاسة لن يفتح قبل نهاية فبراير، وأن الانتخابات ستكون في الأسبوع الأول من أبريل. أحقية السيسي في الترقية ونقلت "بوابة الأهرام" عن مصدر مسؤول قوله إن أي ضابط في القوات المسلحة حصل على زمالة "أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية"، وهي درجة ما بين الماجستير والدكتوراه، أو وصل إلى رتبة لواء وخدم كقائد لأحد الجيوش الميدانية أو مدير لإحدى الإدارات بالقوات المسلحة يحق له الترقية إلى أي رتبة حتى أعلى رتبة وهي المشير. جاء ذلك تعليقاً على ما تردد عن وجود مخالفة في قرار الرئيس عدلي منصور بترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى رتبة المشير، بدعوى أن الترقية لم تسلك طريقها الطبيعي. وقال المصدر إن السيسي توافرت فيه تلك الشروط وأهمها أنه كان مديراً لأهم إدارات الجيش وهي إدارة المخابرات الحربية، كما أنه حالياً القائد العام للقوات المسلحة، أي أنه يقود كل جيوشها الميدانية. يذكر أن السيسي تخرج من الكلية الحربية المصرية في العام 1977 ودرس بعد ذلك في كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وفي كلية الحرب العليا الأميركية في العام 2006. وللفريق السيسي أربعة أبناء هم ثلاثة شبان درسوا جميعهم في كليات عسكرية مصرية وانضموا إلى صفوف القوات المسلحة وأكبرهم متزوج من ابنة مدير المخابرات العسكرية الحالي اللواء محمود حجازي وبنت واحدة تزوجت بعيداً عن الأضواء قبل نحو أسبوعين. كل هذه الاجراءات تؤكد ان المسافة التي مازالت تفصل السيسي عن الرئاسة باتت قصيرة جدا