قدمت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند، أمس الخميس اعتذاراتها للإتحاد الأوروبي إثر الإنتقادات التي وجهت لها بعد تسريب مقطع مسجل تشتم فيه نولاند الإتحاد الأوروبي خلال محادثة هاتفية بشأن الأزمة في أوكرانيا. ورغم الاعتذار رفض الإتحاد الأوروبي اليوم الجمعة التعليق على الانتقادات والشتيمة. وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "لا نعلق على تسريبات لمكالمات هاتفية". وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم تقديم المساعدة للشعب الأوكراني خلال الأزمة السياسية الحالية"، رافضة الإدلاء بأي تعليق آخر. وفي شريط مسجل لمكالمة هاتفية وضع على موقع يوتيوب أمس الخميس، قالت نولاند، أرفع مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية مهتمة بشؤون القارة الأوروبية، لمحدثها "فليذهب الاتحاد الأوروبي الى الجحيم". وكانت نولاند التي يمكن التعرف بوضوح الى صوتها، تتحدث مع رجل يشبه صوته صوت سفير الولاياتالمتحدة في أوكرانيا جيفري بيات. وكان الدبلوماسيان يناقشان طريقة تسوية الاضطرابات السياسية في أوكرانيا. ولم يكن مككنا التعرف والتحقق من هوية مسجل المحادثة التي على ما يبدو سجلت دون معرفة نولادن وبيات في وقت غير معروف، وقد نشتر أمس على موقع يوتيوب قبل أن تحظى بانتشار واسع في مواقع التواصل الإجتماعي شتى. الخارجية الأمريكية تتهم روسيا بنشرها ولم تنف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينفير بساكي صحة المكالمة الهاتفية لكنها رفضت الإدلاء بالمزيد بشأن "محادثة دبلوماسية خاصة". وقالت بساكي إنها لا تملك "تفاصيل مستقلة عن مصدر الفيديو المنشور على يوتيوب" لكنها أشارت بإصبع الإتهام للسلطات الروسية لقيامها بالدعاية لهذا الأمر من خلال نشر التسجيل على تويتر. وتتواجه روسيا مع الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية. بل أن المتحدثة الأمريكية أشارت الى احتمال أن يكون تسجيل المكالمة وبثها من فعل روسيا وأجهزة مخابراتها. وحذرت من أنه "اذا كان تم تسجيل هذه المكالمة وبثها، فنحن إزاء انتهاك لمكالمة خاصة". بدوره قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن واقعة "قيام الحكومة الروسية بنشر المكالمة عبر تويتر له دلالات ما على دور روسيا" في هذه القضية. وأوضحت بساكي من جهتها أن نولاند قدمت اعتذاراتها. وقالت بساكي "نحن نعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي وممثليه وهذا ما تقوم به مساعدة وزير الخارجية في حالة أوكرانيا". وأضافت أن نولاند "كانت على اتصال وثيق بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وكانت على اتصال بنظرائها الاوروبيين وقدمت طبعا اعتذاراتها (..) للتصريحات التي وردت". وتقوم نولاند في الوقت الراهن بزيارة الى كييف، وتبذل منذ اسابيع جهودا شخصية للبحث عن حلول للأزمة بين النظام والمعارضة، بما في ذلك زيارتها أواخر ديسمبر للمتظاهرين المؤيدين لأوروبا. وفي المحادثة الهاتفية التي أثارت هذه القضية يظهر الدبلوماسيان وهما يناقشان أفضل استراتيجية في أوكرانيا لإيجاد حل للأزمة والدور الذي يمكن أن يضطلع به كل من الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. وبحسب المكالمة فإن النقاش دار حول السفير الهولندي السابق في كييف روبرت سيري الذي عين قبل أيام مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة الى أوكرانيا. وقالت نولاند "هذا الشخص من الأممالمتحدة، روبرت سيري، سيكون ممتازا للمساعدة في ترميم الامور، والحصول على هذا الصمغ الذي يحمل ماركة الأممالمتحدة، وأنت تعرف، فليذهب الاتحاد الأوروبي الى الجحيم". وأجابها السفير بيات "يجب ان نفعل شيئا للصق كل شيء معا لأنه يمكن أن تكوني على ثقة أنه عندما يبدأ الصمغ بالزوال، سيعمل الروس في الكواليس ليحاولوا نسفه".