بضوء أخضر ايراني سعودي، تتحرك بغداد لحل الازمة السورية من خلال ورقة تضم 5 نقاط وسط ضغط غربي جلي على موسكو لتأليبها على دمشق خاصة بعد ان اوردت معلومات استخباراتية إنشاء روسيا «هيئة أركان كاملة» للدفاع عن دمشق. كشفت مصادر عراقية موثوقة ان رئيس الحكومة نوري المالكي يستعد لارسال وفد من رئاسة الحكومة الى دمشق في زيارة بعيدة عن الاعلام بهدف التفاهم مع اركان النظام السوري على محاور المبادرة البغدادية. 5 نقاط وحسب ذات المصادر فإن المبادرة تقوم على خمس خطوات متسلسلة زمنيا تبدأ بقرار من جامعة الدول العربية بتجميد العقوبات التي فرضتها على سوريا يليها سحب النظام للوجود الأمني. بعد ذلك تعيد دمشق فتح باب الحوار الداخلي يليه حوار سوري عربي برعاية عراقية على ان تختتم هذه المراحل بحوار سوري داخلي شامل برعاية عربية.وتضيف الجهات المطلعة ان المبادرة تحظى بدعم من ايران مشيرة الى أن زيارة وزير الخارجية الايراني مصلحي الى السعودية تأتي في هذا الاطار.وأوردت ان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني التقى في طهران رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم الذي أكد له الدعم الايراني للمبادرة العراقية.وأكدت ان هذه الورقة البغدادية تحظى بتأييد ضمني من الولاياتالمتحدة التي تخلت نهائيا عن مطلب اسقاط الأسد وباتت تبحث عن احتواء النظام وادخاله في منظومة محاور «الاعتدال». وأردف ان رفض نوري المالكي دعوة الاسد الى التنحي تصب في خانة خروج بغداد عن «الجلباب» الأمريكي وانضمامه الى القوى المؤيدة بقوة لطهران. دعوة الى الانقلاب من جهتها، حثت الولاياتالمتحدة أمس موسكو على الانضمام الى التحرك الساعي لوضع حدّ ل «صمت» مجلس الأمن حيال ما وصفته بقمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن واشنطن تجدد الدعوة لجميع شركائها داخل مجلس الامن لإنهاء الصمت واتخاذ اجراءات مشيرة الى أن الدعوة تشمل روسيا. وأردفت انه اذا كانت موسكو قلقة بالفعل بسبب العنف من جانب المعارضة فإن الموافقة على ارسال مراقبين مستقلين وصحفيين أجانب الى سوريا ستكون أفضل وسيلة لمعرفة حقيقة ما يجري هناك بالفعل والحصول على الصورة المتوازنة التي يطالب بها الروس بإلحاح. بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «كاثرين اشتون» ان الاتحاد يحاول اقناع موسكو بالمشاركة في العقوبات المسلطة على النظام السوري.وأكدت اشتون على الحاجة الى تفاهم دولي ل «عزل نظام دمشق واضعافه» لإجباره على وضع حدّ للعنف ضد شعبه والسماح بحصول عملية انتقالية. فيتو روسي في المقابل قال غينادي غايتلوف نائب وزير الخارجية الروسي ان موسكو تشترك مع الدول الأخرى الأعضاء بمجلس الأمن في القلق حيال أعمال العنف المستمرة بسوريا لكنها لا تتفق مع التقييمات التي تلقي المسؤولية عن أعمال العنف على السلطات السورية فقط. وبشأن توجيه مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان دعوة لإحالة سوريا الى المحكمة الجنائية أكد غايتلوف ان مجلس الأمن هو وحده الذي يمكنه التفويض بإحالة الملف السوري الى المحكمة مضيفا ان روسيا لا ترى أسبابا بخطوة من هذا القبيل في هذا الوقت الراهن. وبعيدا عن اللغة الديبلوماسية للروس والصينين، أوردت مصادر مطلعة ان موسكو أنشأت هيئة اركان كاملة بكل تجهيزاتها وأذرعها العسكرية والأمنية لمقاومة اية ضربة عسكرية ضد سوريا. وأضافت ان بيكين ابرقت عبر رئيسها «هوجينتاو» رسالة الى أوباما قالت فيها : إن الصين لن تكتفي بالشجب والإدانة ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تورطتم في أية مغامرة عسكرية ضد دمشق او طهران. وكانت موسكو قد عبّرت الليلة قبل الماضية عن رفضها المطلق تمرير قرار جديد في مجلس الأمن اذا ما تضمّن بصورة مباشرة او غير مباشرة إمكانية التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا.