تتواصل الاعتداءات اللفظية والبدنية على الحكام سواء كانوا دوليين أو مبتدئين بجميع الأقسام والأصناف دون ردع حقيقي من طرف كل من يهمه الأمر وفي حقيقة الأمر نحن لا نستغرب سكوت الجامعة أو الوزارة بما أن الجامعة وبعد الجلسة العامة الأخيرة ( 28 سبتمبر ) عفت عن اللاعبين الذين اعتدوا على الحكام وتم شطبهم مدى الحياة مخالفة بذلك ما جاء بالقوانين العامة ( الفصل السادس). وبعد أن فاض الكأس وتأكد الحكام من تمادي اللاعبين والمدربين والمسؤولين في التطاول عليهم قرروا التحرك بما أنه لا أحد من إدارة التحكيم أو الجامعة كلٌف نفسه عناء السؤال عنهم وقد صدر بيان من الحكم الدولي سليم الجديدي يدعو فيه جميع الحكام والحكام المساعدين إلى الاجتماع يوم الجمعة القادم بالمنستير وقد وضع الجديدي الحكام أمام مسؤولياتهم فمن كان حقا يغار على القطاع ويهمه أن تكون للحكم هيبته ويحترمه الجميع فإنه سيحضر بالمنستير ومن كان لا يهمه سوى التعيين حتى وإن تعرض للشتم واللٌكم وقيل عنه أنه «يضحك» فإن رسالته قد وصلت. إن ما لا يدركه الجميع هو أن المباراة لا يمكنها أن تدور لو غاب عنها الحكم رغم حضور الجمهور والفرق والأمن والحماية المدنية والتلفزات والإذاعات والجرائد وكل من يهمه الأمر وهذا السلاح قد يستخدمه الحكام مثلما فعلوا في 1974 و2011 حيث علمنا أن رائحة الإضراب بدأت تفوح ولكنها غير متأكدة ولكنها تبقى واردة. إن اجتماع المنستير – إن تم لأن الانتهازيين عددهم كبير وربما يقع إغراؤهم لعدم الحضور- سيحدد طبيعة العلاقة في المستقبل بين الحكام ومختلف الأطراف المتداخلة وهو اجتماع كان مبرمجا له منذ حادثة الاعتداء على يوسف السرايري في سيدي بوزيد. وقد بدأ بعض الحكام والمراقبين أيضا يتفاعلون بصفة إيجابية مع بادرة الجديدي ومن المنتظر أن يتزايد عدد الحكام الذين سيحضرون الاجتماع للدفاع عن « شرفهم ». من جهة أخرى علمت « التونسية» من بعض المصادر أن الحكام ربما يلجؤون في مرحلة أولى للتنديد والتهديد تمهيدا لإضراب شامل في أول عملية اعتداء. والهدف من التحرك هو تحسيس الرأي العام والسلط المعنية بما آلت إليه الأمور.