يعرض يوم الثلاثاء 18 فيفري فيلم آخر سراب لنضال شطا في قاعة الريو بإدارة الحبيب بلهادي الذي قام بإعادة تهيئة هذه القاعة الرابضة في قلب العاصمة(نهج راضية الحداد، يوغسلافيا سابقا) أمام جمع من المدعوين من صحافيين وسينمائيين وسياسيين ممن يحبون السينما وهي مناسبة أخرى لنكتشف طبقتنا السياسية في الحكم والمعارضة . وبداية من يوم الأربعاء 19 فيفري سيعرض آخر سراب في ثلاث قاعات بالعاصمة تونس في ضاحية قرطاج وفي قاعة الريو وفي قاعة عليسة بالمنار قرب المركب الجامعي ، وسيتقرر مستقبل الفيلم من خلال ما سيحققه من إقبال في عرضه بالعاصمة ، ذلك أن عرض أي فيلم تونسي خارج العاصمة بات عملية أقرب إلى الخيال العلمي فكل الولايات تقريبا دون قاعات عرض سينمائي باستثناء قاعة يتيمة في سوسة أما قاعات صفاقس وبنزرت فهي تفتح أبوابها بشكل مناسباتي والخوف كل الخوف أن تغلق بشكل نهائي والجمع منشغل بالإحتفال بالدستور الذي يريده البعض حصان طروادة خدمة لغايات إنتخابية... لعلنا لا نبالغ إن قلنا إن نضال شطا حالة إستثنائية في السينما التونسية فهو دارس بأنجلترا وثقافته أنجليزية ولعله الوحيد المتخصص في التصوير السينمائي تحت الماء ، ولنضال عالمه الخاص لذلك يندر أن تراه حيث يجتمع السينمائيون لنضال مزاجه المنفرد وأسلوبه السينمائي الخاص، ولكنه مخرج سيء الحظ ففيلمه الطويل الأول"حب محرم" الذي انجزه قبل عشر سنوات لم يعرض في القاعات إلا بشكل برقي دون أن يحظى بأي عناية ولا يملك المخرج إلى اليوم نسخة من فيلمه الروائي الطويل الأول والمأمول ان يصدق وعد وزير الثقافة المستقيل بتسديد الوزارة ما تخلد بذمة منتج الفيلم لدى المخبر الأجنبي للحصول على حب محرم وسوء الحظ اصر على ملازمة نضال شطا في تجربته السينمائية الثانية " آخر سراب" فقد توقف تصوير الفيلم لعدة أسباب لعل أهمها اندلاع أحداث الثورة نهاية 2010 مما جعل وزارة الثقافة تطالب المنتج عبد العزيز بن ملوكة بإرجاع المنحة وقدرها 550 ألف دينار ... وعلى الرغم من كل هذا فقد أصر بن ملوكة على تحقيق فيلم نضال شطا لسبب بسيط عبر عنه بن ملوكة بقوله" أنا أحب نضال مثل أبنائي ولم يكن من حقي أن أجهض حلمه " وقام المنتج بإستكمال التصوير في توزر وفي باريس وتمكن من تسوية وضعية الفيلم مع وزارة الثقافة وهاهو اليوم يعرض الفيلم للجمهور التونسي عن طريق الموزع الحبيب بلهادي ... يخرج الفيلم عن العوالم المألوفة في السينما التونسية، فيلم بوليسي بخلفية حضارية، فالقصة مطاردة للعثور على مخطوط نادر يعود إلى العصر العباسي ولكن المخطوط يسرق من متحف بغداد يوم سقوطها بيد الغزاة الأمريكان ... تستمر المطاردة لتبلغ جنوبتونس في صحراء توزر وفي منطقة سقدود بأداء إستثنائي للراحل لطفي الدزيري الذي سيتم تكريمه يوم 18فيفري و عبد المنعم شويات الذي نجح في إنتزاع مكانته في حضور هشام رستم و الممثل الفرنسي الأمريكي جان مارك بار و الممثلة مغربية الأصل إليزا توفاتي ... لا أحد يعلم على وجه الدقة ماذا حدث لأخر سراب بين عرضه اليتيم في أخر دورة لأيام قرطاج السينمائية ونسخته التي ستقدم للجمهور العريض بداية من يوم 19فيفري فقد أثار الفيلم لغطا بسبب جرأته في الصورة وفي الحوار بعيدا عن الأنماط الجاهزة وهي جرأة يبدو أنها أزعجت البعض من أصحاب القرار الثقافي الذين طالبوا ببعض التهذيب ... لننتظر ونر إذن ...