بعد أن تأجل عرضه في القاعات مرتين بسبب الأوضاع الإستثنائية التي مرّت بها البلاد، قرّر صنّاع فيلم"ما نموتش" للنوري بوزيد ترويجه تجاريا –في ما تبقى من قاعات سينمائية- بداية من يوم الإثنين 25 مارس في قاعات الريو بوسط العاصمة-نهج راضية الحداد، يوغسلافيا سابقا- والزفير بالمرسى وبقاعة حنبعل بالمنار، وتعرض قاعة البرناص-شارع بورقيبة- الفيلم بداية من 1 أفريل القادم . ويعتزم المنتج عبد العزيز بن ملوكة تنظيم عرض خاص ل"ما نموتش" يوم الثلاثاء 26 مارس بالمرسى دعيت له عدة شخصيات ثقافية وسياسية من أبرزها الباجي قائد السبسي وفؤاد المبزع وسمير ديلو ... ويعدّ"ما نموتش" أول فيلم روائي طويل يصوّر بعد 14 جانفي 2013 يقدم للجمهور التونسي ، ويواصل النوري بوزيد في فيلمه الجديد الذي تعود قصته الأصلية إلى جومان ليمام الدفاع عن رؤيته الفكرية المعارضة للتشدد الديني والدفاع عن حق المرأة في التعبير عن نفسها بدءا بجسدها. وعلى الرغم من أن الانتظارات من "ما نموتش" كانت كبيرة فقد تعرض الفيلم إلى هزة كادت تعصف به بعد تراجع المنتج الفرنسي الشريك عن إلتزاماته المادية بسبب رفض النوري بوزيد والمنتج بن ملوكة مشاركة الفيلم في مهرجان حيفا المحتلة وهو موقف لم يعجب الشركة الفرنسية التي اعتبرت هذا الموقف سياسيا بحتا . ويحسب لوزارة الثقافة في عهد الوزير مهدي مبروك ولفتحي الخراط مدير عام إدارة السينما أنها لم تترك الفيلم فريسة لتلاعب المنتج الفرنسي الشريك كما حدث قبل سنوات ل"باب العرش" لمختار العجيمي و"حب محرم" لنضال شطا، إذ وافقت الوزارة على منح"ما نموتش" منحة تكميلية تساعد منتجه على تغطية أعباء الفيلم الذي بلغت ميزانيته المليار والنصف ... ويأمل صنّاع الفيلم في أن تعود الحياة إلى قاعات السينما بعرض"ما نموتش" في العاصمة ثم النظر في إمكانات توزيعه داخل البلاد بعد أن أغلقت كل القاعات أو كادت، فولاية سوسة باتت فيها قاعة يتيمة، أما آخر القاعات في صفاقس وبنزرت فهي تعمل بشكل مناسباتي في حين تفتقر باقي الولايات إلى قاعات سينمائية وهو وضع ينذر بالخطر فكلما تراجعت الثقافة والفنون اكتسح التطرف والجهل المكان والقلوب والعقول ...