استشهد حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم بمنطقة اولاد مناع ببلاريجيا التابعة لمعتمدية جندوبة الشمالية، 3 أمنيين ومواطن وأصيب أمنيان آخران ومواطنان بجروح متفاوتة الخطورة على اثر هجوم إرهابي نفذته مجموعة إرهابية تتكون من 5 عناصر، 3 منهم تونسيين وآخرين يرجح أنهما جزائريان حسب محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، افتكوا بعد تنفيذ العملية سيارة مارة بالمكان من نوع رينو 5 وجرحوا صاحبها قبل أن يلوذوا بالفرار على متنها. و للوقوف على ادق تفاصيل العملية الارهابية ولمتابعة الحالة الصحية للامنيين المصابين، تحولت «التونسية» صباح اليوم الى مستشفى قوات الامن الداخلي «المنجي سليم» وتحدثت الى وزير الصحة والناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية واحد المصابين في هذه العملية وبعض اقارب الامنيين.. محمد علي العروي (الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية): جادون في الدفاع عن أمن تونس «إنها عملية جبانة قامت بها مجموعة كبيرة تضم أكثر من 5 عناصر تنكروا في ازياء شبه عسكرية وقاموا من تلقاء أنفسهم بإحداث ما يشبه نقطة تفتيش أوقفوا فيها في مناسبة اولى سيارة على متنها ضابط بالحماية المدنية صحبة مواطنين وعون سجون والذين تمّ إطلاق النار عليهم حال معرفة هويّاتهم ممّا نتج عنه استشهاد عون السجون العريف أوّل عصام المشرقي والمواطن محمد علي اللقطي وإصابة مرافقيهما بجروح متفاوتة الخطورة». «وإثر توفر معلومات حول قيام مجموعة من الأشخاص بقطع الطريق والسلب بالقوة، تمّ توجيه دورية من الحرس الوطني على عين المكان. ولكن حال وصول الدورية الأمنية المذكورة فتحت المجموعة الإرهابية النار بكثافة عليها ممّا تسبب في استشهاد الوكيل عبد الحميد الغزواني والوكيل فجري البوسعيدي على عين المكان في حين جُرح الأمنيان الآخران، احدهما حالته حرجة وخضع لعملية جراحية اما الآخر فحالته مستقرة في الوقت الحالي». «وبانطلاق التحريات تم التوصل الى تحديد هوية العناصر الارهابية التي نفذت هذه العملية وهم 5 عناصر، 3 منهم تونسيين أما الآخرين فهما أجنبيين ومن المرجح ان يكونا جزائريين... مثل هذه العلمليات شهدتها الجزائر في وقت من الاوقات.. ولذلك يجب ان نقف كلنا ضد هذه الآفة التي بلغ خطرها إلى استهداف المواطن الأعزل والبريء... يكفي من التشكيك ومحاولة ضرب المؤسسة الأمنية وتبييض الإرهاب وتنصيع صورة الارهابيين واخراجهم في صورة الشهداء.. وزارة الداخلية تؤكد انها على قدر كبير من الجاهزية ونحن جادون في الدفاع عن تونس وحدودها وسلمها واستقرارها ايا كان الثمن». صلاح حمزاوي ملازم أول بمنطقة الحرس الوطني بجندوبة (أحد المصابين): نحن وراءهم والزمن طويل «لقد نفذت هذه العملية الجبانة شرذمة من حاملي فكر غريب عنا وعن هذا الوطن ولكن ليعلموا ان ما قاموا به لن يزيدنا الا عزيمة واصرارا على قطع دابرهم والتصدي لهم اينما كانوا... لن تؤثر فينا مثل هذه التهديدات وسنواصل العمل بحماس اكبر ونحن وراءهم والزمن طويل ومن ناحيتي سأخضع للعلاج واعود الى عملي واؤدي واجبي في التصدي للارهاب والارهابيين..». «فقط اطلب من مكونات المجتمع المدني ان تساعدنا في هذه المهمة وان تتضامن معنا فلا انتصار على الارهاب والارهابيين الاّ بوحدة الصفّ والدعم المعنوي». الصحبي الجويني (ٍعضو الإتحاد الوطني لنقابات قوّات الأمن التونسي والمكلف بالشؤون القانونية): لن نترك بلادنا لهذه الشرذمة «بهذه العملية يمكن ان نقول اننا دخلنا في مرحلة جديدة من الارهاب اختلط فيها دم الامني بدم المواطن.. ان هذه العملية تتنزل في اطار مشروع كامل وليس ضربات انتقامية كما يدّعي البعض وليس من المعقول ان نواجه الارهاب والحال ان البعض يقوم بتيبيض وجهه ويرفع القضايا ضدنا...». «أما عن الازياء التي تنكروا فيها لتنفيذ عمليتهم الجبانة فهي ليست بالمشكل حيث يمكن ان يقوموا بحياكتها عند الخياط أو أن يقتنوها من احد الاسواق التي صار فيها بيع الازياء الامنية امرا عاديا...خلاصة قولي ان تونس ملكنا جميعا وهي بلادنا ولن نتركها لهذه الشرذمة لتفعل فيها ما تشاء... ويجب ان تقوم القيادات بإعداد استراتيجية جديدة في مكافحة الارهاب تحول دون تكرر مثل هذه العمليات». محمد صالح بن عمار (وزير الصحة): جاهزون «تتنزل زيارتي اليوم لمستشفى المنجي سليم في اطار متابعة الاوضاع بالمستشفى والاطلاع على صحة الامنيين المصابين... وما لاحظته ان كل الاطباء مجندون لمثل هذه الحالات.. يجب ان نتضامن معا لنخرج من هذه الأزمة بأخف الاضرار كما ينبغي ان نكون جاهزين على الدوام». «أما عن الحالة الصحية لعوني الأمن فباعتقادي انها مستقرة ونشكر كل الطاقم الطبي على التدخل السريع لنجدتهما». شقيقة الأمني المصاب فيصل الوسلاتي: «ربّي يستر أعوان الأمن ويرحم من استشهد» «ان أخي الذي تعرض ليلة البارحة لاصابة خطيرة اعزب اصيل ولاية الكاف ويزاول عمله بولاية جندوبة منذ 3 سنوات تقريبا... هو سندنا الوحيد وليس من المعقول ان ترثي كل يوم عائلة ابنها لانه امني يدافع عن وطنه... على وزارة الداخلية ان تنظر في كيفية تغيير الزي الامني الذي صار من السهل التنكر فيه.. وختام قولي ربي يستر اعوان الامن ويرحم من استشهد منهم».