الدكتور محمد جويرو المدير الفني السابق للملعب التونسي جمع من العلم والمعرفة الكروية الشيء الكثير ونهل من معين ربيع كرة القدم في روسيا وقبل ذلك هو لاعب وقائد سابق للاتحاد المنستيري ولعب في المنتخب الجامعي ودرس لسنوات بالمعهد الأعلى للتربية البدنية بقصر السعيد . وقد تولى جويرو مهام الادارة الفنية صلب فريقه الأم الاتحاد المنستيري وفي مستقبل قابس قبل أن يدرب الفريق في الرابطة المحترفة الأولى ويحقق معه نتائج طيبة... وما قد لايعرفه الكثيرون أن جويرو ورغم كفاءته العلمية العالية وامضائه على ديبلومات عديد المدربين الذين أصبحوا اليوم من النجوم لم ينل حظه اعلاميا مقارنة بغيره وغير مستهلك في البلاتوات مثل تلك الوجوه التي ألفناها وحفظنا عن ظهر قلب كليشياتها وقوالبها الجاهزة والبعض منهم لايتعدى السطحية في تحاليله... محمد جويرو لمن لايعرف وقف وراء بروز أكثر من اسم في بطولة الرابطة المحترفة الأولى من خلال وجوده على رأس الادارة الفنية... حيث ساهم في اطلاق ثلة من المواهب الواعدة أمثال الياس الجلاصي ومحمد بن علي وفراس بن جفالة في الملعب التونسي عندما كان مديرا فنيا لفريق باردو ناهيك أن جويرو هو من ألحق الياس الجلاصي بتشكيلة الأكابر عندما تولى تدريب الملعب التونسي. وفي الملعب القابسي أسهم جويرو في صقل موهبة أحد نجوم بطولة هذا الموسم ونعني سعد بقير الذي أسال مستواه الجيد لعاب كبار الأندية وهو مصنف في عرف الفنيين في خانة أبرز لاعبي بطولة الموسم الحالي... إسهامات الدكتور جويرو لم تقف عند ذلك الحد بل شملت أيضا فريقه الأم الاتحاد المنستيري من خلال متوسط الميدان الحركي نضال سعيّد والظهير الأيسر للمنتخب الأولمبي وجدي السعيداني... جميع من تقدم ذكرهم استفادوا من توجيهات ونصائح الدكتور جويرو وحسن تأطيره لهم وأصبحوا اليوم من الركائز في أنديتهم... ولكن السؤال الذي يبقى في حالة ترقب الى متى وأمثال الدكتور محمد جويرو على هامش الأحداث وليسوا في صميمها؟ الى متى وأشباه الفنيين يرتعون في الفضاء السمعي البصري والمكتوب ومن هم من طراز جويرو يقفون على الربوة ويوم تتم دعوتهم للاستشارة لا يكون ذلك سوى ذر رماد على العيون وسياسة صميمة للتسويق في حين ينال طويلي اللسان الحظوة والمكانة وتراهم يشترون صمتهم بالمناصب ليتحولوا بقدرة قادر من منتقدين لأداء الهياكل المشرفة على كرة القدم التونسية الى مدافعين شرسين عن سياسات أولياء نعمتهم... فقط إن المشهد الرياضي في تونس غني ومتنوع ولا يجب أن نختصره في عدد من الأسماء التي أصبحت من ثوابت كل المقامات المتحدثة عن الرياضة... وعليه فإن انفتاح أولي الأمر في رياضتنا وخصيصا في كرتنا على الدكتور محمد جويرو وأمثاله سيكون حتما مرادفا لتصحيح المسار الذي نريد لحال كرتنا.