كشف «محمّد القابسي» مدير مكلف بالصيد البحري باتحاد الفلاّحين ل«التونسية» انّ الصيد العشوائي والذي تفشّى في عديد السواحل التونسية وخصوصا في خليج قابس أدّى الى تقلّص الإنتاج، وشبّه خطر هذه الظاهرة بالتهريب وقال انها ستؤدّي إلى انقراض عديد الأصناف من الأسماك على غرار «المنّاني» الذي قال إنّ إنتاجه تراجع كثيرا في تونس. وقال القابسي ان إستنزاف الثروات السمكية أدّى إلى تقلّص الثروات البحرية وخصوصا المنتوجات «القاعية» وذلك حسب بحوث علمية سبق وأن نشرها المعهد الوطني لعلوم تكنولوجيا البحار . وأكّد انه يتم اللّجوء إلى وسائل محظورة في الصيد العشوائي على غرار الصيد بالكيس والشباك الدائرية و الجرّ في الأعماق الممنوعة والمحجّرة. وأكّد «القابسي» انّ الصيد العشوائي وراء تقلّص وتراجع الثروة السمكية وقال انّ اغلب الإنتاج أصبح يتميزّ بصغر حجمه . وأضاف انّ هناك العديد من الصعوبات تعيق تطوير الإنتاج في تونس لعلّ أهمّها تقادم البنية الأساسية وتراجع الخدمات المينائية وقال انّ أغلب التجهيزات مرّ عليها أكثر من 30 سنة، وأكّد انّ الرافعات واغلب الأماكن التي ترسو فوقها المراكب قديمة جدا ممّا أدّى إلى تضرّر العديد من المراكب مشيرا إلى انه لا يوجد أي تدخل من الدولة للإصلاح والصيانة . وكشف القابسي انّ قاطرة تابعة لشركة خاصة تعرّضت مؤخرا إلى حادث في منطقة «القراطن» التابعة لجزيرة قرقنة مما أدى إلى تسرب كميات من النفط وهو ما من شأنه أن يؤثّر على الثورة السمكية بالجهة. وأضاف انّ التلوث البيئي بخليج «قابس» وخصوصا ما يلفظه المجمّع الكيميائي في البحر من «فسفوجبس» مازال من المشاكل المزمنة التي لم تجد أي حلول تذكر وقال انه لا وجود لحلول ملموسة لهذه المسألة. وأكّد أنّ عديد التجاوزات تسجل من حين إلى آخر ومن ذلك دخول مركب صيد مصري إلى ميناء «صفاقس» وقال ان الربان تعلّل بحصول عطب فني وبسبب قلة التنسيق بين الأجهزة الإدارية ليدخل إلى الميناء ويبيع منتوجاته، وقال انّ اغلب البحّارة أكّدوا انّ الأسماك التي عرضها المركب المصري من المياه الإقليمية التونسية . وقال انه من بين الصعوبات والمشاكل الأخرى مسألة إرتفاع تكاليف المعدّات من حبال وقطع غيار للمحرّكات البحرية والشّباك وهو ما من شأنه ان يعيق نشاط الصيادين الى جانب غياب التغطية الإجتماعية للبحّارة والتي لم تتم معالجتها إلى اليوم. وحول أسباب إرتفاع أسعار المنتوجات البحرية في تونس ممّا يجعل «التونسي» محروما من ثروات بلاده قال انّ غياب الشفافية في مسالك الترويج والأداءات المثقّلة على المنتوجات البحرية منذ خروجها من الميناء وصولا الى المستهلك تجعل الأسعار في حالات كثيرة مضاعفة. ودعا «القابسي» سلطة الإشراف إلى الإستماع الى البحارة والنظر في مطالبهم، وقال انه لا يوجد للأسف إرادة واضحة لحلّ المشاكل والتفاوض معهم. وكشف انّه سيتم خلال الأسبوع القادم شنّ إضراب في ميناء «جرجيس» رغم انها تعدّ منطقة حسّاسة وذلك بسبب تجاهل سلطة الإشراف لمشاكل البحارة، وقال انّ مجموعة من «الغوّاصة» في جرجيس قاموا بتكوين في الغوص في إطار نشاطهم بإحدى الجمعيات وبتمويل من البنك الدولي وطلبوا الحصول على شهائد في الغوص لكن الإدارة رفضت ولم تستمع إليهم .