هو من خرّيجي كليّة العلوم القانونيّة ومتحصّل على ماجستير في قوانين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان في العالم العربي، عمل مكوّنا في Tp « academie» لفترة وتكوّن على يديه العديد من الشبّان من بينهم «بنديرمان»، ورغم أنّ تكوينه قانوني بالأساس فقد كان له عشق خاصّ لميدان الإعلام الذي دخله مؤخّرا وتمكّن في فترة لم تتجاوز الثلاث سنوات من إثبات الذات في هذه الساحة، إنّه حمزة البلّومي الذي التقيناه فكان لنا معه الحوار التالي: لو توضّح لنا سبب استقالتك من قناة «تلفزة. تي. في»؟ في الحقيقة استقالتي من قناة تلفزة تي في كانت لأسباب تقنيّة بحتة حيث اتّفقت منذ البداية مع زهيّر لطيف باعث المشروع على أن تكون هذه القناة مختلفة عن القنوات التلفزيّة التونسيّة الأخرى وأكّد لي أنّه سيكون لها إمكانيات تقنيّة جيّدة واستوديوهات مناسبة للعمل..وعلى هذا الأساس التحقت ب«تلفزة. تي. في.» لتقديم برنامج «في الواجهة» ..لكن لاحظت في ما بعد أنّ هناك نقصا في ما يتعلّق بالنّواحي التقنيّة، فانتظرت لفترة معيّنة لعلّ الأمور تتحسّن لكن عندما تأكّدت أنّه لن يحدث التطور الذيّ أنشده - حتى أكون راضيا على عملي وعلى المادّة التي أقدّمها للجمهور- قرّرت المغادرة. قيل إنّك «غدرت» بزهيّر لطيف ولم «تصبر» بما أنّ القناة مازالت في بدايتها؟ هناك العديد من الأقاويل وأنا لم أغدر بأحد فالمسألة ليست مسألة صبر، كان هناك اتّفاق يتضمّن العديد من النقاط ولم تتحقّق، وأؤكّد أنّ كلّ شيء كان محدّدا منذ البداية. تنقّلت في فترة تعدّ قصيرة بين ثلاث قنوات هي «قناة نسمة» و قناة «تلفزة. تي .في» وقناة «التونسيّة»، فعمّا يبحث حمزة البلّومي؟ أبحث عن منتوج إعلامي أكون راضيا عنه ، وأؤكّد أنّ الأمور الماديّة ليست هدفي حيث تلقيت مقترحات للعمل بالخارج بعد استقالتي من قناة «نسمة» بمقابل مادّي كبير ولم أقبل ..فطموحي اليوم وخاصّة بعد الثورة أن نصل إلى مرحلة نكون فيها قادرين على تقديم منتوج إعلامي يليق بالتونسيّين. وهل وجدت ذلك في قناة «التونسيّة»؟ إلى حدّ الآن ليس لديّ أيّ إشكال في قناة «التونسيّة»، لا من الناحية التقنيّة ولا التحريريّة، فكلّ ما تمّ الاتّفاق عليه حول البرنامج الذي أقدّمه متوفّر. قيل إنّك التحقت بقناة «التونسيّة» لتعويض معز بن غربيّة حسب رأيك هل تمكّنت من سدّ الفراغ الذي تركه؟ لم يكن تعويضا لمعزّ بن غربيّة ، لأنّي عندما اجتمعت بسامي الفهري وتحدّثنا عن مشروع البرنامج الذي سأقدّمه، مازال بن غربية بالقناة وموضوع مغادرته لم يكن مطروحا ..وقتها تحدّثت مع سامي حول فكرة برنامج آخر ما يزال مطروحا لكن عندما توقّف « التاسعة مساء « البرنامج السياسي الأهمّ في القناة وفي البلاد عموما عندها اقترح عليّ سامي الفهري تقديم برنامج جديد وهو ما حدث فعلا. أمّا في ما يتعلّق بسدّ الفراغ الذي تركه معز بن غربيّة فأنا لا أستطيع تقييم ذلك فهذا يعود إلى الجمهور لكن ما أطلبه هو أن يمنحنا بعض الوقت حتى نبرز ما نستطيع تقديمه بعدها يمكنه الحكم والتقييم. ما هي نقاط التشابه والاختلاف بين « ناس نسمة» و «في الواجهة» و«اليوم الثامن» ؟ نقطة الشبه هو أنّ مقدّم هذه البرامج جزء من فريق العمل وأينما تنقّلت كان عدد من أعضاء الفريق يصاحبني فهم أشخاص محترفون وكفاءات في ميدان الإعلام وبالمناسبة أوجّه لهم تحيّة عبر جريدتكم ..لكن ما أريد قوله هو أنّ كلّ برنامج له صبغته الخاصّة ، ف«ناس نسمة» برنامج إخباري يومي يتطرّق إلى أهمّ الأحداث اليوميّة مع حضور بارز لمعلّقين لهما مكانتهما في تونس وهما سفيان بن حميدة وسفيان بن فرحات. أمّا «في الواجهة» فهو برنامج كان في نسختين، الجانب الأوّل كان حواريا بحتا و الجانب الثاني كان يعتمد على محاورة الشخصيّة الحاضرة وجها لوجه، وبالنّسبة ل« اليوم الثامن» هو عبارة عن ملخّص معمّق لأهمّ الأحداث على مدار الأسبوع لهذا اخترنا تسمية البرنامج «اليوم الثامن» وهو أيضا يوفّر الفرصة للمشاهد الذي لا يستطيع متابعة الأحداث يوميا لمتابعتها بأكثر عمق وبشكل جديد لم يوجد حتّى الآن في أية وسيلة إعلامية أخرى حيث نجد الخبراء وهناك أيضا حضور بارز للسياسيّين. وفي ما يتعلّق بالتقارير المصوّرة نعتمد بالأساس على التحقيقات، وعلى سبيل المثال سنتطرّق هذا الأسبوع إلى مواقع الانترنت الجهاديّة التي تحدّث عنها وزير الداخليّة لطفي جدّو وسنبحث عمّن يقف وراءها وهي من بين المواضيع المطروحة لكنّنا سنغوص فيها بعمق. انسحبت نقيبة الصحفيّين نجيبة الحمروني من برنامج «اليوم الثامن «بتعلّة اهانتك للمرأة، فما هو تعليقك ؟ من حقّ نجيبة الحمروني الانسحاب لكن السّبب الذي كان وراء الانسحاب في الحقيقة صدمني وقرّرت عدم الردّ على ذلك ، لانّ اتهامها لي بأنّ لديّ موقفا سلبيّا من المرأة التونسيّة غير صحيح بل على العكس مواقفي تجاه المرأة التونسيّة كلّها ايجابيّة بدليل أنّ رئيسة تحرير برنامجي امراة ومعظم الصحفيّين العاملين معي نساء من خيرة الكفاءات التونسيّة..كان بامكانها أن تجد سببا آخر تبرّر به سبب مغادرتها للبرنامج وأنا أعلم جيدّا أن ّ السبب الرئيسي هو حضور زياد الهاني نظرا لعلاقتهما المتوتّرة نوعا ما في هذه الفترة . حسب تجربتك المهنيّة، أيّهما أفضل العمل الإذاعي أم التلفزي؟ بالنّسبة لي العمل الإذاعي أكثر راحة من التلفزي إذ هناك تركيز وراحة في التقديم وأنا أكنّ حبّا خاصّا للاذاعة وخاصّة «شمس أف أم». أمّا التقديم التلفزي فهناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تساهم في تشتيت الانتباه والأفكار لكن هذا لا ينفي أنّ التلفزة لها دور أساسي جدّا في نشر المعلومة إذ هناك أخبار وتصريحات تذاع في التلفزات ولا تجد نفس الصدى عندما تبث بالاذاعات. ما هو تقييمك للمشهد الإعلامي اليوم؟ ما أعيبه في القطاع هو غياب هياكل تجمع العاملين في الميدان الإعلامي لمناقشة مشاكلهم. فالمحامون لهم عمادة يلتقون فيها ويتناقشون في اطارها والأطبّاء كذلك لهم عمادة والقضاة أيضا، أمّا الصحفيّون فلهم نقابة معظمهم ليسوا منخرطين بها ولا يناقشون مشاكل القطاع، لا بدّ من قطاع يجمع أهل المهنة . أرى أنّ قطاع الإعلام اليوم يعيش مخاضا وسيأتي الوقت الذي ستستقرّ فيه الأوضاع وستظهر الايجابيات والسلبيات. وكيف ترى الوضع السياسي في البلاد؟ إلى حدّ الآن ورغم معارضة بعض السياسيّين، فهناك نوع من التفاؤل برئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة الذي كان لي لقاء معه، لكن يجب أن يعي أنّ ليس لديه الكثير من الوقت لذلك يجب التسريع في خطى حكومته. أرى أيضا أنّ نظرة التونسيّين تفاؤلية في ما يتعلق بمهدي جمعة وهم بصدد انتظار إجراءاته وقراراته لذا يجب عليه اتخاذ قرارات سريعة وقويّة ورمزيّة في وقت قصير حتى يتمكّن من تحقيق ما يطمح إليه الشعب والابقاء على ذلك الانطباع الايجابي. في ما يتعلّق ببقيّة الطبقات السياسيّة نرى أنّ الأحزاب السيّاسيّة انطلقت في حملاتها الانتخابيّة وصراعاتها الداخليّة وهي لا تهتمّ الآن بمهدي جمعة.