ما زال اللاعب الشاب للنادي الصفاقسي أسامة الحسيني مقيما بالغرفة عدد 324 بمصحة «العالية» بصفاقس والتي نقل اليها على عجل من قابس حيث خضع لعملية جراحية دقيقة على الرأس بعد اصابته بكسر في الجمجمة وتخثر بعض الدم بالدماغ. ومن الطاف الله انه نجا باعجوبة من موت محقق وقدر الله له ان يمد في أنفاسه الذي لم يرتكب جريرة سوى انه تحول مع ناديه كلاعب محترف الى قابس في مباراة تنتمي في الاصل الى عالم كرة القدم فاذا ب«الهوليغانز» المحليين يحولونها الى ساحة رماية بشتى المقذوفات الصلبة والحجارة ... «التونسية»عادت اللاعب اسامة الحسيني في غرفته للاطمئنان عليه ولاحظنا وجود اعداد كبيرة من باقات الورود التي وصلته كما زاره في الغرفة عديد المسؤولين من الفريق والاطار الفني ومنهم حمادي الدو وزملاؤه من اللاعبين الى جانب انصار النادي الصفاقسي وانصار من فرق اخرى وكان من بين الذين زاروه في المصحة واهدى له باقة ورد مدرب الملعب القابسي شهاب الليلي الذي جاء من قابس وعاد اليها في نفس اليوم بعد انتهاء الزيارة . وبطبيعة الحال كانت الحالة الصحية للاعب تستوجب منه الراحة وعدم اجهاد النفس وهو الذي اكتسى رأسه بضمادة كبيرة تغطي الدماغ ويصلها انبوب لصرف الدم ولم نشأ اجهاد اللاعب كثيرا فكان حديثنا معه خاطفا . في البداية أسامة حمدا على السلامة؟ شكرا لكم وبارك الله فيكم. كيف حصلت الاصابة ؟ كنت في فترة الاستراحة بين الشوطين على ارضية الميدان وفجأة تعرضت لإصابة قوية جراء حجارة كبيرة مّما جعلني وعيي ثم تم نقلي الى المستشفى الجهوي بقابس وهناك تلقيت بعض الاسعافات واجريت فحوصا بالاشعة قرر على اثرها الاطار الطبي للنادي الصفاقسي ان اتحول مباشرة الى المصحة بصفاقس حيث خضعت الى فحوص جديدة ثم خضعت لعملية جراحية دقيقة لا سيما مع الكسر بالجمجمة ووجود بعض الدم المتخثر وبذل الاطباء مجهودات كبيرة يشكرون عليها لانقاذي وبعد العملية بقيت طويلا بغرفة الانعاش الطبي ثم تم نقلي مجددا الى غرفتي. والآن بماذا تشعر ؟ الحمد لله على كل حال تجاوزت مرحلة الخطر رغم الاوجاع والحمد لله ووفق تأكيدات الاطار الطبي فان العملية كانت ناجحة تماما وباذن الله وبعد ان تتحسن حالتي سأعود الى المنزل مع تواصل المتابعة الطبية الدقيقة . في محنتك هذه تلقيت العديد من الزيارات والاتصالات ؟ الحمد لله وشكرا لكل من زارني وواساني ولكل من اتصل بي ... جمهور السي اس اس مشكور زارني بانتظام ونفس الشيء بالنسبة للمسؤولين وللاطار الفني والزملاء وتلقيت عديد الاتصالات من الشمال والجنوب ومن كامل الجمهورية وهذا جميل وبارك الله فيهم. ماذا تقول لهوليغانز الملاعب التونسية ؟ ما يجري في كرتنا وبطولتنا يعيدنا عديد السنوات والعقود الى الوراء ويقف حائلا دون تقدم الكرة ... الوعي ناقص من الانصار وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم من لاعبين ومسؤولين ... كيف نطالب بان يرتفع نسق كرتنا ... ما جرى لنا وما عشناه في قابس كان يفوق الوصف من حيث البشاعة والهول ومن حيث التنكيل بمادئ الروح الرياضية .... لم افهم كيف ان حوالي 1500 متفرج من قابس ارادوا ان يدوسوا على القيم النبيلة للرياضة وان يعملوا على اخراج المباراة من سياقاتها وان يتعمدوا الاضرار بلاعبين مهنتهم كرة القدم لم يرتكبوا ذنبا يذكر ولم افهم كيف استسهلوا تعريض حياة اللاعبين والناس الى الخطر ... «برشة اشياء غالطة في كرتنا» ... الوعي ناقص .... علينا تغيير العقلية ... كرتنا هي في الاصل للتقارب والتعارف والتواصل وتمتين اللحمة بيننا كتونسيين لا ان تكون اداة للتفرقة والاحقاد والضغينة ... ما يحدث في كرتنا كارثي وعلى الجميع مراجعة انفسهم وتصرفاتهم وتحمل مسؤولياتهم ... الوعي ناقص حقيقة وعلينا ان نراجع الكثير الكثير وفي ظل هذه الاجواء كيف نطالب بالترشح الى نهائيات كأس العالم وكيف نطالب برفع الالقاب والكؤوس القارية ... كيف نرفع الالقاب وكيف نترشح بمثل هذه النوعية من الانصار التي لا تشجع في كنف الروح الرياضية ولا تحترم المنافس واخلاقيات اللعبة ؟ وكيف نترشح ونحصد الالقاب بمثل البنية التحتية السيئة لكرتنا والحالة الكارثية لعديد الملاعب ... واقع كرتنا في الاصل جميل ولا افهم كيف يسعى البعض الى خرابه ... علينا ان نتعظ مما فات من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه وعلينا ان نتحابب. ولمن ضربك ماذا تقول ؟ انا لا اعرف من اصابني ولكن اقول له «ربي يهديك» وما هو شعورك الان وانت تحرم لاعبا من فرص لعب المقابلات مع ناديه كمحترف كل شغله الكرة وماذا تقول وانت ترى لاعبا لا ذنب له يقضي الايام والليالي بالمصحة بين الحياة والموت بلا ذنب ارتكبه ولا جريرة ... وماذا سيقول الانسان لخالقه لما يسأله عن هذا الفعل الاجرامي ... حسبي الله ونعم الوكيل. كلمة الختام ؟ شكرا لكم ... اتمنى ان نطوي صفحات غول العنف في ملاعبنا وان نودع الى الابد هذه الجرائم التي تعبث بشرف كرتنا وسمعتنا وتغذي الخلافات بيننا ونحن ابناء البلد الواحد واشكر الجميع على وقوفهم الى جانبي واتمنى العودة السريعة الى الميادين.