«مستشفى صالح عزيّز هو اللي مرّضني ، صدري طرشق مالدواء متاعهم، ما لقيت حد ياقف معايا ، نحبّ نعيش» هي عبارات ردّدتها سميرة حشاني على مسامع «التونسيّة» وهي سيّدة في العقد الرابع من العمر أنهك المرض جسدها وأكل السرطان ثديها إلى حدّ انفجاره ذات ليلة بعد سنتين من الألم والمعاناة. تروي سميرة حشاني قصّتها فتقول إنّ مأساتها انطلقت سنة 2010 عندما تفطّنت إلى إصابتها بمرض سرطان الثدي في مرحلة مبكّرة جدّا اي مع بداية تكوّن كتلة في نسيج ثديها الأيسر ممّا يعني أنّ فرص علاجها مازالت قائمة ،على حدّ تعبيرها، مضيفة انها اتجهت إلى طبيب مختصّ وبعد قيامها بالفحوصات اللازمة نصحها بالتوجّه إلى مستشفى صالح عزيّز للمداواة . و أكدت حشاني أنه بتوجّهها إلى المستشفى والقيام بالمعاينات الأولية والتيقن من إصابتها نصحها الأطباء بالعلاج الكيميائي مؤكدين لها أنهم سيتوقفون عن ذلك إذا ذابت كتلة الألياف لانّ ذلك يعني شفاءها من المرض وأنهم سيغيّرون العلاج إذا تواصل مرضها بعد المدة المحدّدة موضّحة أنّه بعد الحقنة الثالثة أحسّت أنّها تماثلت للشفاء ولم يعد لمرضها أيّ عوارض وأن ذلك ما اكّده لها الأطباء الذين واصلوا ،على حدّ قولها، حقنها بالكيمياوي رغم تماثلها للشفاء مما ساهم في تعكّر حالتها وانتفاخ ثديها إلى جانب إحساسها بآلام قويّة مؤكدة أنه رغم ذلك لم يحرّك الأطباء ساكنا إزاء حالتها بل اكتفوا بإفراغ ثديها بواسطة الحقن من بعض السوائل ،على حدّ قولها، وإعطائها مسكّنات. و أشارت حشاني إلى أنّه بعد مضي بضعة أشهر على تلك الحالة استفاقت ذات ليلة جرّاء ألم أحست به لكنّه سرعان ما اشتدّ بها ليتسبّب لها في تشقّق ثديها وانفجاره وتدلي أليافه مؤكّدة أنها تحوّلت على جناح السرعة إلى المستشفى لإيجاد حلّ لها ظنّا منها انها شارفت على النهاية وأنها امام موت محقّق مضيفة أنهم مع ذلك لم يقدّموا إليها سوى بعض المسكنات موضّحين لها انهم لا يمتلكون لحالتها الحرجة غير الحبوب والمسكنات. و أضافت حشاني انها باتت تستجدي أطباء مستشفى صالح عزيّز لاستئصال ثديها وإراحتها من العذاب الذي تعيشه يوميا منذ أكثر من سنتين لكنّ نداءاتها راحت سدى ولم تجد لها بين أهل القطاع من مجيب لتتهم القائمين على المستشفى بالوقوف وراء تأزّم حالتها الجسديّة والنفسيّة. و وجّهت حشاني استغاثتها إلى ذوي الإختصاص من أطباء وسياسيين مطالبة إياهم بالتدخّل لإيجاد حلّ لها ومساعدتها بالعلاج أو بتوفير مصاريفه بعد أن تآكل ثديها كليا وتعفن وأصبح مجرّد أشلاء يتساقط البعض منه من حين إلى آخر قائلة «ما عادش إنجّم لحمي يطيح نهزّو ونرميه في البوبال ...شكون يريّحني من العذاب» موضّحة في الآن نفسه انّها باتت عاجزة ماديّا ومنهكة جسديا. وأكّدت حشاني انّها باتت لا تتحمّل تكاليف مصاريف علاجها خاصّة انّها العائل الوحيد لإبنتها الجامعية وابنها الصغير مطالبة ذوي القلوب الرحيمة من أطباء وسياسيين بمدّ يد العون إليها ومساعدتها حتّى تتمكن من النجاة والبقاء لإعالة أبنائها.