أخبار تونس – لم يعد هناك اختلاف على خطورة سرطان الثدي، فهو من أكثر السرطانات شيوعا لدى النساء حيث تمثل نسبته 30 % من مجموع الأمراض السرطانية التي تصيب هذه الفئة. ويتوقع أن تتطور نسبة الإصابات بالسرطان بنحو 50 % عام 2025 مقابل 40% في ما بين سنوات 1995 و2000. ويشار إلى أن سرطان الثدي هو النوع الثاني من الأورام المسببة للوفاة بعد سرطان الرئة، لذلك فالتوعية الصحية بهذا المرض ضرورية، حتى يملك الجميع تصورا عن أعراضه المبكرة ويستعدوا لمواجهته. فالخبراء والأطباء يؤكدون أن إمكانية الشفاء من هذا النوع من السرطان مرتفعة لو تم اكتشافه في مرحلة مبكرة من الإصابة وهو ما أكده الدكتور دافيد خياط رئيس قسم السرطانات الطبية بمستشفى Pitié” Salpétrière” بفرنسا وأستاذ الطب بجامعة “بيار ومارى كورى” بباريس خلال لقاء إعلامي انتظم يوم الخميس بتونس. ويندرج هذا اللقاء ضمن الاحتفال على الصعيد العالمي بشهر التحسيس بسرطان الثدي وفي إطار إعلان الرئيس زين العابدين بن علي 2010 سنة مقاومة السرطان. واعتبر الدكتور دافيد خياط أن نسق تطور نسب حالات الإصابة بسرطان الثدي تشهد نسقا سريعا نسبيا فبعد أن كانت هذه النسبة لا تتجاوز 40% بين سنتي 1995 و2000، ينتظر أن تفوق 50% بحلول سنة 2025. وابرز الدكتور خياط الأخصائي المرموق في هذا الميدان (وهو من أصل تونسي) حق الأشخاص المصابين بالسرطان في النفاذ إلى علاج جيد وفي حياة كريمة بعيدة عن كل أشكال الإقصاء. ويعتبر الدكتور خياط صاحب المبادرة في وضع ميثاق باريس ضد السرطان وهو نص يتضمن سلسلة من المقالات حول حقوق المرضى وواجبات الطبيب المعالج. كما يدعو إلى إحداث جمعيات للتكفل بالمصابين وتشجيع البحوث في المجال. وكانت تونس من البلدان الأوائل التي وقعت هذا الميثاق المنبثق عن القمة العالمية حول السرطان بالنسبة للألفية الجديدة والملتئمة بباريس في فيفرى 2000 تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة. وبشأن العوامل المساعدة على الإصابة أشار الأخصائي إلى عامل الوراثة إضافة إلى تغير نمط العيش والعادات الغذائية وهي ظاهرة تتفاقم بالخصوص في الأوساط الحضرية حيث يرتفع مستوى العيش. كما يعتبر تأخر سن الزواج والإنجاب من عوامل الإصابة. كما تعرض الدكتور دافيد خياطي إلى إشكال آخر كثيرًا ما يطرح عند الحديث عن سرطان الثدي في تونس، وذلك المتصل باكتشاف الإصابات في مرحلة متأخرة. فأغلب الحالات يتم التفطن إليها بعد أن يصل حجم الورم في الثدي إلى 5 صم في حين تكتشف نصف الإصابات في فرنسا وحجم الورم لم يتجاوز 2 صم. وأكد الدكتور خياط على أهمية الكشف المبكر في حالات الإصابة بسرطان الثدي، لأن ذلك يضمن النجاح في استئصال الورم والتماثل للشفاء، وأن كل تأخير في اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي يزيد في احتمالات انتشار المرض في الجسم وإصابة بقية الأعضاء ويؤدي بذلك إلى الوفاة. من جهة أخرى تعرض الدكتور خياط إلى تزايد نسق الإصابات في العالم بأمراض السرطان، حيث بلغت حالات الإصابة الجديدة خلال سنة 2000 حوالي 10 ملايين حالة مما تسبب في وفاة 6 ملايين شخص. وينتظر أن تبلغ حالات الإصابة الجديدة بأمراض السرطان في العالم حوالي 20 مليون إصابة بينما تبلغ حالات الوفاة 10 ملايين شخص مع حلول سنة 2020. هذا إلى جانب الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها مرض السرطان، ويشير الدكتور خياط في هذا السياق إلى أن «الحديث عن 2000 إصابة بسرطان الثدي تحيل إلى 2000 طفل مهدد بفقدان أمه ». وأشار أيضًا إلى أن دراسة أجريت في فرنسا حول الانعكاسات المادية للإصابة بالسرطان لدى الرجال، حصرت معدل التكلفة بحوالي 18 مليارًا. وبيّن الدكتور خياط أن مكافحة أمراض السرطان هي مسؤولية أساسية واجتماعية وطبية، مشيرًا إلى أن تونس كانت أول بلد مغاربي يوقع على ميثاق باريس لمكافحة السرطان. يذكر أن الدكتور دافيد خياط كان المبادر والمشرف على القمة العالمية لمكافحة السرطان وميثاق باريس لمكافحة السرطان. وينص الميثاق على وضع كل بلد لبرنامج خاص بها لمكافحة السرطان، ولعل إعلان الرئيس بن علي سنة 2010 سنة وطنية لمكافحة أمراض السرطان، سيفرز مزيدًا من الإجراءات والبرامج للحد من انتشار أمراض السرطان في بلادنا. وللعلم أنه من السهل اكتشاف مرض سرطان الثدي من خلال التعود على ممارسة طرق بسيطة، وإتباع إرشادات الاستقصاء المطبقة في معظم دول العالم المتطورة، التي تعتمد على ثلاث ركائز، وهي: فحص الثدي الذاتي شهريا، فحص الثدي من قبل الطبيب المختص، الخضوع دوريا لتصوير الثدي بالأشعة (الماموغرام).