شدد صباح اليوم جلول عياد وزير المالية السابق على ضرورة خلق سوق مالية جديدة تتجاوب مع متطلبات الشركات وإعطاء دور جديد للحكومة وللبنك المركزي مؤكدا أن عملية بعث مؤسسات استثمار كبرى شبيهة بصندوقي " الأجيال" و" الأمانات والودائع" كفيلة بدفع الاستثمار الخاص والعمومي و معتبرا أن الاستثمار الخاص هو الحل لمشاكل البلاد عامة . و نوه جلول عياد خلال الندوة الصحفية التي نظمتها مؤسسة المجد للدراسات الإستراتيجية حول كيفية إصلاح القطاع البنكي والمالي و النهوض بالتنمية بدور المؤسسات الصغرى و المتوسطة في دفع التنمية و الاقتصاد مشيرا إلى أنها تمثل نسبة 95 % من النسيج الاقتصادي و أنها تقوم بتشغيل ما يقارب ال 70 % من اليد العاملة في تونس حسب تعبيره و قال " رغم الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات الصغرى و المتوسطة نلاحظ غيابا كليا لإستراتيجية واضحة لدفع المؤسسات الصغرى و المتوسطة و هو ما دفع عددا كبيرا منها إلى العمل في السوق الموازية ". و أكد عياد أن عدد المؤسسات الصغرى في تونس يتراوح بين ال 800 ألف و المليون مؤسسة و أنها في حاجة إلى الدعم و التمويل مشددا على ضرورة خلق رؤوس أموال و على دور الدولة في دعم القطاع الخاص و قال " إن الهدف من أي برنامج اقتصادي هو خلق القيمة المضافة و ان لم يوفر قطاعنا المالي الحلول للمؤسسات فهو بالتالي لا يعد ناجحا ." وجب مراجعة المنظومة المعلوماتية أما ياسين قريسة خبير محلل في المخاطر المالية فقد أكد أن موطن الداء بالنسبة للبنوك التونسية يكمن في غياب المنظومة المعلوماتية و في غياب إستراتيجية عمل واضحة مقرا بان قسم المخاطر البنكية قد غابت عنه مقاييس لتقييم مخاطر السوق و مخاطر القروض و خاصة مخاطر السيولة وفق تعبيره . و دعا ياسين قريسة إلى ضرورة تحصن البنوك ضد أي مخاطر اقتصادية وذلك بمراجعة منظومتها المعلوماتية والى المحافظة على سقف رأس المال و التركيز في مسالة كيفية إسناده حسب قوله . تكوين بنوك جهوية مضيقة من جهته اقر حاتم لوقاني الخبير المالي لدى البنك الإفريقي و خبير في التنمية لدى الاتحاد الأوروبي بوجود العديد من الحلول الكفيلة بإصلاح القطاع البنكي و المالي مشددا على دور الباعثين الشبان و المؤسسات الصغرى في دفع المنوال التنموي و أضاف " من الأفضل أن تقوم الحكومة اليوم بتكوين بنوك جهوية تتمركز في مختلف جهات الجمهورية تعنى بمشاغل المستثمرين و تعمل على تمويل المشاريع الخاصة بتلك المنطقة فقط لان الباعثين الشبان في حاجة إلى هذا النوع من المصارف و في حاجة إلى المرافقة و الدعم و مجموع هذه العوامل ستساهم في نجاح المشروع و في نجاح المؤسسة المالية بصفة عامة ". كما دعا حاتم لوقاني الباعثين الشبان إلى تكوين جمعية تعنى بهم و بمشاغلهم و تعمل على مرافقتهم وفق تعبيره متابعا " يقتصر دور الجمعية التي تعنى بالباعثين الشبان على مد يد المساعدة لهذه الفئة من الشباب و على تاطيرهم و تبليغ أصواتهم و مشاغلهم إلى السلط و البنوك و إلى البنك المركزي خاصة ".