أنغام العود العذبة بإمضاء الأنامل المبدعة لأحمد القلعي كانت تنبعث من أرجاء المكان... ولا غرابة في أن يوافق المقام المقال طالما أن المكان هو«دار الموسيقي» . هذا الفضاء الثقافي الجديد بعثه الفنان مقداد السهيلي بشارع الحرية بالعاصمة ليكون ملتقى ومدرسة ودارا...لأهل الموسيقى . في «دار الموسيقي» التقت «التونسية» بمقداد السهيلي وهو يصارع الوقت في محاولة للتوفيق بين متطلبات عمال تركيز شبكة الهاتف والكهرباء تحضيرا لموعد التدشين الرسمي لهذا الفضاء . وبشأن دواعي بعث «دار الموسيقي» وأهدافها وتمويلها كان لنا معه الحوار التالي. كيف ولدت فكرة إنشاء «دار الموسيقي»؟ دار الموسيقي ... هي حلمي الذي راودني ولازمني منذ زمان بعيد وظل يلح علي لتحقيقه ...فطالما حلمت ببعث فضاء ثقافي يلم شتات أهل الموسيقى من مطربين وفنانين وموسيقيين وملحنين وشعراء غنائيين ... فنحن بحاجة إلى مكان للتلاقي الفني وللتباحث في شؤون الموسيقى ... وأعتقد أنه من حق الموسيقيين أن تكون لهم دار خاصة بهم وتحمل اسمهم على غرار دار المحامي ودار الناشر ودار الصحفي. أي مصادر تمويل اعتمدت في بعث هذا المشروع الثقافي؟ دار الموسيقي هي فضاء ثقافي خاص ,قمت ببعثه من حرّ مالي ,كما اقترضت سلفة من أختي ,الميسورة الحال, لإتمام اشغاله وكلّي أمل في وزير الثقافة مراد الصقلي , لأنه رجل ميدان وموسيقي التكوين , لمساعدتنا والوقوف إلى جانبها لأن دار الموسيقي هي مشروع ثقافي محض وليست مشروعا تجاريا ولا ربحيا وأوجّه دعوة للوزير لتدشين دار الموسيقي على إثر اللقاء به في إطار جلسة عمل مع النقابات الموسيقية يوم غد. ومن المنتظر أن يتم الافتتاح الرسمي لدار الموسيقي في النصف الثاني من شهر مارس الحالي بعد الانتهاء من تجهيزها وتزويدها بالمرافق اللازمة . هل من أثر لوقع خبر بعث هذه الدار على الفنانين ,هل تلقيت منهم مساهمة في المشروع؟ أثنى كثيرون على هذه الفكرة والبادرة ...ولكن وحدها الفنانة صوفية صادق ساهمت بمبلغ رمزي لفائدة دار الموسيقي . ماذا عن مكونات هذه الدار وأقسامها وأهدافها؟ سنبذل قصارى جهدنا حتى يجد رواد دار الموسيقي ما يحتاجه قطاعهم وما يتطلبه عملهم الموسيقي ...وقد تمخض بعث هذه الدار عن الرغبة في خدمة الموسيقى التونسية . وسنسعي إلى القيام بتكريم قامات الموسيقى في بلادنا وتنظيم الندوات والجلسات العلمية المتعلقة بالموسيقى بالإضافة إلى الانفتاح على دور الموسيقيين في مختلف أرجاء العالم . وتتوّزع ردهات دار الموسيقيّ بين مقهى ثقافي للقاء والحوار وقاعة للتمارين الموسيقية ولتدريس الموسيقي وتلقين العزف على مختلف الآلات من بيانو وعود وقانون ... وكذلك من بين أقسام هذا الفضاء ,قاعة للمطالعة مزودة بكتب وآثار وبحوث موسيقية سيتم تأثيثها من مكتبتي الخاصة ومن تبرعات أهل البر. كما يوجد في البهو الخلفي مكان مفتوح سنتخذ منه مسرحا للهواء الطلق لاحتضان عدد من التظاهرات الثقافية والموسيقية التي تليق بالفضاء .وعموما نطمح أن تكون دار الموسيقي قبلة لأهل الفن والإبداع ولذلك فأبوابها مفتوحة لكلّ الفنانين على اختلاف مشاربهم واختصاصاتهم واهتماماتهم ... بما في ذلك فنانو الراب ؟ مرحبا بالجميع ...ولكن في حدود اللياقة .فهذا الفضاء لن يدخله إلا من يحترم نفسه وغيره . ولا مجال في دار الموسيقي للقذف والشتم والسب والخروج عن الآداب العامة والحياد عن الأخلاق ... وهل سيكون الدخول إلى «دار الموسيقي» مجانيا؟ لا .. سيكون ذلك عن طريق بطاقة انخراط سنوية سنحدد قيمتها المالية لاحقا . أتظن أنك قادر على التوفيق بين الإشراف على «دار الموسيقي» والاضطلاع بخطة كاتب عام «نقابة المطربين المحترفين»؟ (ضاحك) أرجو من الله التوفيق ...ولأعضاء النقابة سديد النظر ! وفنيا, هل من جديد للمطرب مقداد السهيلي ؟ الجديد هو ألبوم «مجموعة أصحاب الكلمة» الذي يحتوي على 8 أغان وهي «المال قليل»(إعادة) و«متقلق» و«قناة الجزيرة» و»الراب عليكم» و«سيدي الرئيس» و«انتخبوني أنا» و«أنا موش ثوري» و«ما تحكمونيش» . وتضم هذه المجموعة خيرة الموسقيين في تونس من أمثال توفيق زغندة وشكري بهلول ولطفي الرايس ووسام المزوني .أما الأداء فهو مشترك بيني وبين أحلام عزيز . وتمتد أغاني هذا الألبوم على ساعة ونصف من الزمن وفقا لما هو معمول به في العالم وسنسعى عبر تقديم ملف هذا العمل الموسيقي للترشح إلى المهرجانات الصيفية المقبلة .