بعد مخاض عسير ومسلسل مكسيكي ممل،كشفت الهيئة المديرة عشية أمس عن المدرب الجديد الذي سيقود الفريق في ما تبقى من عمر البطولة والتي ستوكل له مهمة إنقاذ النادي من النزول.اذن عاد لسعد الدريدي لتدريب الفريق بعد أن اقالته في مناسبة أولى هيئة الحداد عقب لقاء النادي الصفاقسي في اطار الجولة الثالثة عشرة من البطولة ليفرضه مجددا رجال النادي الذين رفضوا تعيين روبارتينهو واعتمدوا كل وسائل الضغط لاجبار الحداد على اعادة الدريدي رغم علمهم بالخلاف المعلن بينه وبين الرئيس ورئيس فرع كرة القدم مالك الحداد. أصل الحكاية الحكاية انطلقت مباشرة بعد نهاية مباراة مستقبل المرسى والتي اعلن على اثرها سفيان الحيدوسي استقالته من تدريب الفريق لسوء النتائج، لتنطلق رحلة بحث الهيئة المديرة عن مدرب جديد تتوفر فيه شروط انقاذ الفريق وضمان بقائه.أسماء بالجملة وضعت على طاولة الحداد ولكنها لم تضم في البداية اسم لسعد الدريدي بسبب علاقته الفاترة مع جل أعضاء الهيئة المديرة.الكوكي واليعقوبي وبوشاراسماء وقع الاتصال بها قبل أن تقرر الهيئة المديرة منح ثقتها للبرازيلي روبارتينهو رغم محاولة أحمد الصالحي و بعض الوجوه الفاعلة في الفريق فرض مختار التليلي على الهيئة الحداد. الاجتماع الحدث بعد أن حسمت هيئة الحداد أمر المدرب ووجهت الدعوة لروبارتينهو لمباشرة مهامه على رأس الفريق،انقلبت الأمور رأسا على عقب ليلة الخميس بعد الإجتماع التاريخي لرجالات النادي والذي أفرز جبهة معارضة كبرى لتعيين روبارتينهووعاد اسم مختار التليلي ليطرح من جديد، بعد تشكيل لجنة فنية لاعادة اختيار المدرب. «المغيربي» يزيح «روبارتينهو» الاجتماع الأول لم يغير كثيرا من رأي الحداد والذي تمسك بموقفه بعد أن أعطى «الكلمة» لروبارتينهو ومكنه من متابعة التمارين تمهيدا لتوليه الاشراف على الفريق.ولكنه نزل عند رغبة رجالات النادي واجتمع بأحمد المغيربي الذي رفض فكرة تنصيب البرازيلي ونصح الحداد باعادة الدريدي حتى لا يخسر دعم رجالات النادي و حتى لا تعزل هيئته ان رامت التمسك باختيارها. شرط «العازب» أنور الحداد وافق على اعادة الدريدي في منزل المغيربي ولكنه واجه معارضة شديدة من بعض أعضاء هيئته المديرة خاصة من ابنه مالك الحداد رئيس فرع كرة القدم الذي أكد لنا أنّ رجال النادي تعاملوا مع الهيئة الحالية بمنطق «شرط العازب».حيث رفضوا مساندتها وتدعيمها ماديا ومعنويا في هذه الفترة اذا تمسكت بتعيين روبارتينهو ورفضت اعادة الدريدي.مضيفا أن الهيئة اقترحت على رجال النادي أسماء مدربين آخرين على غرار مراد محجوب و رضا عكاشة ولكنهم رفضوا المقترح وتمسكوا بالدريدي الذي لا يرى فيه رجل المرحلة. «مجبر أخاك لا بطل» هكذا علق مالك الحداد عن قرار منح الثقة للدريدي و ترك روبارتينهو في التسلل.حيث أشار الى ان رجالات النادي لم يتركوا لهم أي خيار خاصة مع الوضعية الحالية التي يعيشها الفريق والتي تتطلب التفاف الجميع ووضع اليد في اليد من أجل انقاذ النادي.الحداد الصغير أكد أن الهيئة ما كانت لتقبل باعادة الدريدي لو كان ترتيب الفريق مريحا.ولكن في الوضع الحالي لا يمكن السباحة عكس التيار الأمر الذي دفع والده للتراجع عن كلمته والإستجابة لمطلب «الكبايرية» حتى لا يخسر دعمهم ويحافظ على تلك الصورة الجميلة التي جمعت شمل عائلة «البقلاوة». هل ينجح «الدريدي»؟ اذن حسم الأمر وعاد الدريدي الى مكانه الذي غادره في وقت سابق والسؤال الذي يطرح الان هل سينجح الوافد الجديد في انقاذ فريقه من النزول؟المؤكد أن المهمة صعبة للغاية ولكن ليست بالمستحيلة خاصة اذا نظرنا إلى المكانة التي يحظى بها الدريدي لدى لاعبيه الذين رفضوا مغادرته في وقت سابق لقدرته على تحفيز المجموعة ودفعها لبذل كل ما لديها من أجل تحقيق نتئائج ايجابية. الدريدي الذي لم تكن نتائجه مشجعة في مرحلة الذهاب لأسباب معروفة تتعلق بضعف الرصيد البشري وقتها نجح في اعطاء الفريق طابعا فرجويا افتقدناه مع الحيدوسي رغم التعزيزات الهامة التي قامت بها الهيئة المدير ويبقى قادرا على النجاح خاصة مع الدعم الذي سيجده من أبناء النادي ولكن ما قد يعقد وضعيته هو الخلاف بينه وبين مالك الحداد المشرف الأول على أكابر الفريق. لسعد الدريدي الذي أثبت كفاءته في السابق يحتاج فقط الى تحكم أكثر في أعصابه والتخلي عن التصريحات النارية حتى يجد لنفسه أرضية عمل مريحة وحتى يكون محميا من قبل كافة مكونات الفريق وخاصة منهم رجالات النادي الذين لا نعلم أين كانوا عندما كان الدريدي المشرف الاول على حظوظ الفريق.صحيح ان الهيئة الحالية أخطأت عندما أقالت الدريدي دون أن توفر له سبل النجاح ولكن ما يخشاه كثيرون أن يتكرر فشلها عندما خضعت لضغط رجالات النادي واعادت الدريدي وجل أعضائها رافضون له.