وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية لدعم التلاميذ وتعزيز الخدمات الرقمية..    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    ملف "التسفير": أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة والمراقبة الإدارية لخمسة أعوام    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلمى بكّار ل«التونسية» :«وين كنّا ... ووين صبحنا » !
نشر في التونسية يوم 08 - 03 - 2014


أحترم في مهدي جمعة صدقه وصراحته
تحرّك «النهضة» في قضية عماد دغيج أكّد علاقتها بالرابطات
«خوماضة» التلفزة دليل على رجّة وعي
أمنيتي في عيد المرأة تحقيق التناصف الفعلي في كل المناصب
هذه حكاية منحة ال 600 دينار مع النظام السابق
أختلف مع نساء «النهضة» في الأفكار لا على أساس اللّباس
كفاءة سينمائية مبدعة ,تمرد في الفكر وجرأة في الطرح ,حضور لافت ومداخلات شرسة تحت قبة «التأسيسي» ...تلك هي المخرجة السينمائية والسياسية سلمى بكار المولودة سنة 1945 . تخرجت من المعهد الفرنسي للسينما وعملت بالتلفزيون التونسي وفي عام 1990 أسست شركة للإنتاج الخاص فحازت على لقب أول منتجة تونسية ,من أشهر أعمالها أفلام «خشخاش» و«رقصة النار» و«فاطمة 75»... خاضت بكار غمار السياسة وفازت بمقعد في التأسيسي بعد ترشحها باسم حزب «القطب الديمقراطي الحداثي» عن قائمة بن عروس . وفي حوارها مع «التونسية» , لم تغب صفة المخرجة السينمائية عن سلمى بكار فكانت تصوغ إجابتها في أسلوب روائي وتضع لها سيناريو وإخراجا سواء تحدثت في السياسة أو الثقافة أو عن وضعية المرأة التونسية إلى جانب بقية قضايا الوطن . وفي مايلي نصّ الحوار .
كسياسية ومثقفة ومواطنة... كيف قرأت الخطاب الأخير لمهدي جمعة ؟
أحترم في هذا الرجل صدقه وصراحته ...فالإصداع بالحقيقة ولو كانت مرّة أفضل من سياسة الكذب واستبلاه الشعب .فعلى عكس الحكومات السابقة التي أغرقتنا بالوعود الوهمية والتطمينات الخادعة ,فإن مهدي جمعة لم يراوغ ولم يتلاعب بالمعطيات والأرقام ولم يخف خطورة الوضع الاقتصادي بالبلاد. ومنطقيا لا يمكن مطالبته بمعجزة والحال انه تسلم إرثا ثقيلا نخره سوس انعدام الخبرة والتعيينات المسقطة على رأس الإدارات والهياكل الحسّاسة . فكانت نتيجة تعنت حكومة «الترويكا» السير بالبلاد نحو الهاوية وتهديد قوت المواطن المسكين بسبب إغراق البلاد في المديونية المفرط فيها . ولكن لا خيار لنا سوى مزيد التضحية, فمازالت تنظرنا أيام صعبة للغاية...
أما ثقافيا فيبدو أن السياسي لا تعنيه الثقافة بتاتا. في حين إننا اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى للثقافة كسلاح لمقاومة التدهور الأمني والإرهاب ...فللأسف لمدة أكثر من عشرين عاما عمل النظام على تجفيف الينابيع ونشر القحط الثقافي والتصحر الفكري خشية من المثقف الذي يشكل خطورة على الاستبداد السياسي . ولابد الآن من إعادة الاعتبار لثقافة لأن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى جانب المعالجة الأمنية لمعالجة ثقافية وتربوية توفر العلاج الجذري والطويل المدى ...
حسب رأيك أي ملفات لها الأولية على طاولة مهدي جمعة ؟
أولا وقبل أي شيء لابد من مراجعة التعيينات فحكومة الترويكا «برّكت البلاد» بتعيينات مسقطة حضر فيها الولاء وغابت عنها الكفاءة بامتياز. فكانت العاقبة وخيمة ألا وهي الزج بالبلاد في زاوية حادة ومنعطف خطير...
و إن كانت المطالبة بمراجعة التعيينات يحرّكها خوف شرعي على شفافية الانتخابات المقبلة , فإن الأهم من ذلك هو مراعاة مصلحة البلاد في تسليم المسؤوليات إلى أهل الكفاءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه...
ألا تجدين في حركة تعيين 18 واليا جديدا ,خطوة في هذا الاتجاه ؟
يمكن اعتبار هذا مؤشرا ايجابيا, إلا أنّني في الحقيقة أخاف من القرارات الجماعية وأحبّذ المراجعة حالة بحالة . وعوّض أن نسأل هل أن للوالي انتماء ؟علينا أن نسأل هل يملك كفاءة أم لا؟ وهل هو رجل ميدان أم مجرد مستريح على كرسي المنصب ؟و في اعتقادي فإنه بعد الثورة يصبح العثور على كفاءة محايدة معادلة صعبة فلا يمكن أن نجد «سباقة وجراية وما تاكلش الشعير».
بعد الفوز بكرسي في «التأسيسي» والجلوس إلى طاولة وضع الدستور, أي إضافة قدمتها سلمى بكار للوطن, للثقافة ,للمرأة ... ؟
إضافة رقم واحد بالنسبة لي, تتأتى من كوني امرأة ساهمت شأنها شأن الرجل في رسم ملامح مرحلة الانتقال الديمقراطي وهذا ينطبق على كل النساء تحت قبة التأسيسي بما ذلك نائبات عن حركة «النهضة» . ومن الأشياء التي اعتز بها هي دفاعي الشرس عن حقوق المرأة والصمود في التصدي للفصل 27 في صيغته القديمة ...
و كمثقفة فكثيرا ما صدحت عاليا من أجل إعلاء راية حرية التعبير وإقرار مختلف الحريات وجعلها بلا قيود ضمن أطر اضطلاعي بمهمة نائبة رئيسة لجنة الحقوق والحريات .كما ساهمت في تطوير صياغة عديد الفصول على غرار الفصل بين السلط والموازنة بين صلاحياتها ...ومازال النضال متواصلا من أجل الدفاع عن مصلحة الوطن وسلطة الثقافة وحقوق المرأة ...
طيلة مسيرتك السينمائية والتلفزيونية,أشهرت عدسة الكاميرا سلاحا للمقاومة من أجل الدفاع عن حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية ... فما هي أمنيتك كامرأة في اليوم العالمي للمرأة ؟
في عيد المرأة لا يسعني إلا أن أكون سعيدة وفخورة لأني لم أخن مبادئي وبقيت وفية لأفكاري في الدفاع عن حرية المرأة سينمائيا وتلفزيا وسياسيا...واليوم بعد الثورة , أفرجت الرقابة عن شريطي «فاطمة 75» وسأقوم بعرضه احتفالا بعيد المرأة بالمركب الثقافي والشبابي المنزه 6 كما سيتم تكريمي بمنزل بورقيبة. وبعدها سأسافر إلى باريس لعرض هذا الفيلم في مناسبتين . وأعتز أيضا بترشحي للانتخابات الفارطة ضمن قائمات حزب «القطب الديمقراطي الحداثي» لأنه الحزب الوحيد في تونس الذي أقر مبدأ التناصف في القائمات الانتخابية . لذلك فأمنيتي في عيد المرأة هي أن يتحقق مبدأ التناصف الفعلي في كل المناصب والمجالات...
هل ألهتك السياسة , فطلّقت الثقافة وهجرت السينما... وهل هي استقالة معلنة لسلمى بكار من عالمي الإخراج والإنتاج أم هي قطيعة مؤقتة ؟
سنرجع قريبا إلى السينما ,إلى الإبداع ... فأنا امرأة ثقافة بالأساس .وفي الحقيقة كنت أنوي الاستقالة من المجلس التأسيسي مباشرة إثر الانتهاء من صياغة الدستور .و لكن بعدها كان لابد من الانتظار حتى تنصيب الحكومة الجديدة .و اليوم أجد نفسي مجبرة على إكمال المشوار إلى حين الانتهاء من وضع القانون الانتخابي ... ولا بد من مواصلة النضال في التصدي لمشاريع القوانين غير الدستورية التي تحاول بعض الأحزاب تمريرها بعد أن فشلت في تمريرها في الدستور .
كثيرا ما توسم العلاقة بين السياسة والثقافة بالجدلية والصراع ... فكيف استطعت الجمع بين لقب المثقفة وكرسي السياسة ؟
كلاهما عدسة كاميرا لرؤية العالم والنفاذ إلى جوهر الأشياء ,فالثقافة والسياسة بعدان من أبعاد الحياة لذلك فالاثنتان متكاملتان في الوظيفة ...لا بدّ لكلّ منهما أن تستحضر الأخرى، لا كنقيض، بل لما بينهما من وشائج وعلاقات شائكة، حيث تتداخل مجالاتهما، وتتشابكان في الممارسة العملية، وإن اختلفتا في الرؤية والأسلوب وتمايزتا في الوسيلة والخطاب ...
لاشك وأنك عايشت تحت قبة «التأسيسي» حزمة من الطرائف والانفعالات والمُشادات ...فهل استفزت هذه المواقف نظرتك السينمائية وجعلتك تفكرين في إنجاز عمل ما عن المجلس التأسيسي ؟
عن المجلس التأسيسي ؟ لا أبدا,فكما يقول المثل الشعبي «خرجت منك يا كرش أمي ...» لكن تراودني «حلمة كبيرة بحياة جديدة وعمر طويل وبرشة فلوس « كي أنجز عددا لا نهاية له من الأفلام عن اعتصام الرحيل بباردو ,و أقصد تصوير وإبراز النواحي الإنسانية في هذا الاعتصام .فطيلة شهرين ونصف عايشت لقطات مختلفة ومتنوعة ومؤثرة من العلاقات ...وتعرّفت على عشرات ومئات من البشر فكان كل واحد منهم قصة وشريطا في حدّ ذاته .فلماذا نرحل بعيدا بحثا عن مصادر الإلهام في حين أن أكبر الملهمين هو الشارع ...هو الواقع !
ما حكاية الوثيقة التي جاء فيها أنّ الفنانة سلمى بكار تلّقت من وكالة الاتصال الخارجي 600 دينار تحت عنوان «القيام بمهمّة اتصالية» ؟
أوّلا بصفتي فنّانة يشرّفني تمثيل بلدي في الخارج وفي المحافل الدولية ولست نادمة على هذا الأمر. وفي هذا الإطار لا أنكر أنه في مناسبتين ,في عهد النظام السابق, تم تنظيم حفل استقبال بكل من سفارتي فرنسا ومصر على شرف الفنانين الموجودين هناك تحت إشراف وكالة الاتصال الخارجي. ولكن المرة الوحيدة التي وقع فيها الاتصال بي مباشرة من قبل هذه الوكالة , كانت سنة 2009 عندما طلبوا مني المشاركة في أحد المنتديات بفرنسا وسلموني تذكرة الطائرة و600 دينار كمنحة للتنقّل.و لكنهم في المقابل طالبوني بنسخة من الكلمة التي سألقيها على منبر المنتدى للاطلاع عليها أولا , فلما وجدوا فيها نوعا من الإحراج للنظام السابق تعللّوا بوجود إشكالية ما في تذكرة السفر وطالبوني بإرجاعها إليهم غير أني تفطنت لحقيقة تراجعهم وواجهتم بكل صراحة وبعثت إليهم مراسلة صببت فيها جام غضبي عليهم ... ومازلت أحتفظ بالنسخة الأصلية لتفاصيل هذه الحكاية .
وكيف أحرجت النظام السابق وأغضبته عليك ؟
لقد كتبت في مداخلتي وقتها أن كلّ ما يروّج عن صورة المرأة في تونس وعن تطوّر حقوقها وحرياتها ما هو إلاّ واجهة تسويقية مزيّفة تخفي خلفها الحقيقة المرّة عن واقعها .فساءهم هذا الكلام خصوصا أن كتاب «حاكمة قرطاج» عن ليلى بن علي كان وقتها حديث الصدور بفرنسا وكانوا يريدون تهدئة الرأي العام في فرنسا فلما لم يجدوا هذا في خطابي رفضوني. لو كان الحكام في بلادنا أذكياء لاستعملوا الرأي المخالف كحجة على بلد الحريات ودرءا لتهمة الديكتاتورية , لكنهم ما إن يصلوا إلى الحكم حتى يصبحوا طغاة .
لماذا احتججت على محرزية العبيدي على خلفية توّجهها صحبة وفد من التأسيسي لمقابلة وزير الداخلية في شأن عماد دغيج ؟
حدث ما حدث في البلاد من الأحداث والصدمات والهزات ولم نسمع لهؤلاء صوتا ثم نراهم اليوم يتحرّكون دفاعا عن «رئيس ميلشيا»...فلماذا لم يحركوا ساكنا باسم حقوق الإنسان التي يدّعونها أمام اعتداء 9 أفريل وحادثة الرش بسليانة وواقعة ملاحة رادس ...«ما حرقهم الحليب كان على دغيج» ؟
إن محرزية العبيدي بهذا السلوك أكدت علاقة «النهضة» بروابط حماية الثورة والتي كانت منذ البداية جلية وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ,و لكن النهضة بتصريحها بموقفها من إيقاف دغيج «زادت غرّقت روحها»...
ما حكايتك مع نائبات «النهضة» , هل صحيح أنك شرسة في التعامل معهن ومشاكسة في ردك عليهن ...حتى إنك هددت إحداهن بجرّها من شعرها ؟
أولا ,لابد من توضيح حقيقة ما جرى ...فالحادثة ,التي يعود تاريخها إلى زمن اعتصام باردو , حمّلت فوق طاقتها من سوء الفهم والتأويل. فأنا أكنّ عطفا كبيرا للنائبة سنية بن تومية وحدث في اعتصام الرحيل أن تصادفنا فسلمنا على بعضنا بحرارة وتبادلنا القبل .و قالت لي : «هيا ادخلوا معانا للتأسيسي» فأجبتها :«اخرجوا انتم معانا» ... فأتت نائبة وجذبتها من يدها قائلة لها :«ايجا ما تقعدش معاهم». فتبادر لذهني ما كانت تقوله جدتي فقلت لها بكل تلقائية :« برا ادخل وحدك توا يجي الشعب ويخرّجك من شوشة شعرك», فلما نظرت إلى رأسها ووجدتها تضع غطاء حضرت رؤيتي السينمائية فاستبدلت الشعر ب«الفولارة » وفاء للواقع .ولقد تسامحنا يوم 26 جانفي وتعانقنا وكأن شيئا لم يكن .
وأنا فعلا اختلف مع نساء «النهضة» لكن ليس على أساس اللباس بل الأفكار والدليل على ذلك وجودي في القائمة التي ترشحت على رأسها امرأة تضع غطاء على رأسها ومع ذلك فهي من أشدنا تحررا في أفكارها ...
على خلفية اتهامك من قبل عائلة الشهيد «محمد علي اللقطي» بالمتاجرة بدم الشهيد في البرنامج التلفزي «لاباس», قلت إن هناك «صفقة» بين العائلة وأطراف معينة ... ماذا تقصدين ؟
صدقا لقد آلمني كثيرا ذلك التصريح ... فأنا بطبعي إنسانة عاطفية أهبّ لمواساة عائلات الشهداء الموجوعة والمفجوعة في شمال تونس وجنوبها بلا حسابات ولا خلفيات...و في مثل هذه المناسبات أتجنب أضواء الإعلام وأتخفى عن كاميراوات القنوات التلفزية لأن الموقف يتطلب إنسانية ولا يحتاج لاستعراض العضلات وما زيارتي لعائلة الشهيد محمد علي اللقطي صحبة النائبة عن ولاية جندوبة وفاء مرزوقي وزوجة منجي الرحوي (نيابة عن زوجها الذي كان مسافرا إلى الخارج) سوى مواساة لها في مصابها الجلل خصوصا أني خمنت مسبقا أن لا أحد من الوزراء سيفكر في طرق باب شهيد من المدنيين ولا ينتمي إلي سلك الأمن.و هناك وجدنا نسوة الجهة في حالة غليان شديدة بسبب التهميش والتجاهل لمنطقتهم ...و قالت العائلة من بين ما قالته إنها صوّتت لحركة «النهضة» في الانتخابات الفائتة وندمت, فكان أن أجبتهم بأنّ الانتخابات القادمة قريبة وعليهم أن ينتخبوا من يستحقّ دون أن أذكر حزبي أو أيّ حزب آخر ,فهذا ليس في مصلحتي لا أخلاقيا ولا حتى سياسيا .
و لكني تفطنت إلى وجود تدخل في أقوال العائلة عندما تم الزج بزوجة منجي الرحوي في هذا الإدعاء رغم أنها لم تتحدث بتاتا في الموضوع, في الوقت الذي لم يذكر فيه اسم النائبة وفاء مرزوقي رغم أنّها هي التي شاركتني في الحديث وسبب ذلك أنها من حزب«التكتل» ! وهنا بدت خيوط اللعبة مكشوفة ولا يحتاج منا المتآمرون إلى أن نشير إليهم ,فهم يعرفون جيدا من يكونون !
طلبت حقّ الردّ من نوفل الورتاني, فهل مكّنك من ذلك ؟
فعلا هاتفت الورتاني في الأمر ولم يرفض ...لكني «ماشديتش الصحيح» لأني لا أستطيع إلقاء اللوم على عائلة مجروحة ومتألمة ...
عملت بأروقة التلفزة الوطنية في الإخراج والإنتاج ...فكيف تقرأين مقاطعة زملائك من أبناء الدار للموسم الدرامي الرمضاني المقبل ؟
أساند زملائي من المخرجين والمنتجين بالتلفزة الوطنية لأني تكونت فيها ثم عدت إليها أواخر التسعينات واشتغلت بها في سلكي الإنتاج والإخراج وبالتالي كنت شاهدة على بعض الممارسات المشبوهة والفاسدة ...
لكني أؤمن بأن الإصلاح لابد أن يكون ذاتيا من قبل أهل الذكر أنفسهم وألاّ يكون مسقطا من قبل أطراف خارجية وأعتقد أن «الخوماضة» التي تعيشها التلفزة الوطنية اليوم هي دليل على حدوث رجّة الوعي التي ستؤدي في النهاية إلى إيجاد التوازن والسير على الدّرب الصحيح ...
ورد اسمك في قائمة الاغتيال, فوضعت تحت حراسة الداخلية ...كيف تتعايشين مع هذا الوضع ؟
اتصلت بي وزارة الداخلية في أواخر شهر أوت المنقضي لتعلمني بأنهم وجدوا اسمي في قائمة الاغتيالات مع خريطة بيانات لمنزلي وللحيّ الذي اقطنه .فضحكت كثيرا بادئ الأمر وتساءلت :«ماذا عساه أن يكسب الإرهاب من اغتيال امرأة «مكهّبة» على السبعين؟» وحقيقة لم أجد أسبابا منطقية لهذا الاستهداف,فربما ساءتهم مداخلاتي في التأسيسي وربما نقموا علي بسبب دوري التنسيقي في اعتصام الرحيل بباردو وربما أدرجوا اسمي هكذا اعتباطا لأني أشكل في أذهانهم البدائية رمز المرأة المتحررة ... و كنت سأرفض حراسة الداخلية لولا إلحاح عائلتي الذي بعث فيّ شعورا بعدم الأمان. وصدقا لم أستسغ هذه الوضعية الجديدة وأنا المرأة الميدانية التي قضت عمرها متنقلة من مكان إلى آخر بحثا عن مواضيع لأفلامها...و لكني سعيدة بلطف مرافقي (كانت تناديه ولدي) فسلوكه المهذب وأخلاقه العالية خلقت بيننا علاقة حميمة...و أكدت لي أن شبابنا من الأمنيين يملكون عقيدة أخلاقية إلى جانب تكوينهم الأمني.
في غرة مارس الحالي تم تنظيم تظاهرة «شكرا لأسبوع الرحيل», فأي دواع ومقاصد من هذا الاحتفال؟
أردنا أن نحتفل باسترجاع حقنا في السعادة فنظمنا هذا الاحتفال.وبكل تجرّد اعتصام الرحيل بباردو الذي كتب بدم الشهيد محمد البراهمي ساهم في الوصول بتونس إلى برّ النجاة انطلاقا من الحوار الوطني مرورا بالدستور الذي جاء في وجهه المشرق والتقدمي وصولا إلى تغيير حكومة الفشل بحكومة الكفاءات ... فاليوم أصبح لنا أمل في الآتي و«وين كنّا وين صبحنا» !
فالاحتفال جاء لنقول شكرا للمجتمع المدني الذي ساندنا في اعتصامنا ,شكرا للمواطنين ,يحيا الوطن... وقد طبخنا بالمناسبة طبقا عملاقا من «الكسكسي بالفاكية» تذوقه حوالي 1000 شخص .ولأننا « متربين» فلم نقل على طريقتهم «موتوا بغيضكم» ,بل قلنا «بالشفاء وصحا لينا» !
أطلقت زغرودة أولى تحت قبّة التأسيسي ثم أطلقت زغرودة ثانية يوم إطلاق سراح «ولد الكانز» فمتى تكون الزغرودة الثالثة ؟
(ضاحكة) عندما أغادر المجلس التأسيسي...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.