روما (وكالات) وجّه نبيل فهمي وزير الخارجية المصري ، تحذيرات شديدة اللهجة لإثيوبيا لاستمرارها في بناء سد «النهضة» – الذي ترى فيه القاهرة تهديدا لأمنها المائي -، وتوعد الوزير المصري أديس أبابا بردّ حاسم , وهذا هو أقوى موقف مصري تجاه إثيوبيا منذ تفجّر الأزمة. و كان وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط استبعد أن تقوم بلاده بتوجيه ضربة عسكرية لإثيوبيا على خلفية هذه الأزمة , لكن أصوات أخرى طالبت القيادة المصرية الانتقالية بعمل عسكري يوقف بناء السدّ الأثيوبي ويضع حدّا لما رأوا فيه تهديدا مباشرا لأمن مصر القومي. وأكد فهمي في حوار تلفزي أجري معه على هامش مؤتمر ليبيا الثاني في العاصمة الإيطالية روما , على حق الشعب المصري في الدفاع عن أمنه القومي، موضحا أنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، وأكد لهما أنه يتوجب على أديس أبابا احترام القانون الدولي، الذي يكفل حق الشعب المصري في الدفاع عن أمنه القومي في حالة تهديده من أي خطر. وأكد نبيل فهمي، أن مصر ماضية في طريق المفاوضات، التي - إن لم تصل إلى حل عادل يضمن أمن مصر في مصادر المياه - ، فعلى أديس أبابا أن تتحمل تبعات هذه الأزمة، والردّ سيكون حاسما، وفي الوقت الذي يحدّده شعب مصر، لكنه لم يحدّد طبيعة الردّ الحاسم. وأضاف الوزير المصري «لن نسمح باستمرار المفاوضات بلا جدوى على غرار القضية الفلسطينية، وليست لدينا رفاهية الاستخفاف بموضوع المياه». و يأتي التلويح المصري ب «الردّ الحاسم « بعيد أيام قليلة من زيارة قام بها وزير الزراعة الإسرائيلي، يائير شامير الى أديس أبابا، على رأس وفد يضم 60 من رجال الأعمال الإسرائيليين،والتقى شامير خلالها بعدد من كبار المسؤولين الاثيوبيين , بينما تشير بعض التقارير الى أن تلّ أبيب تقف بقوّة وراء هذا المشروع المثير للجدل بعد أن وطأت أقدامها أكثر من دولة افريقية خاصة منها المحيطة بمصر وأنها بدأت فعلا في اقامة مشاريع قد تشكل في المستقبل تهديدا جديّا لأمن مصر والسودان.