بدأت السياحة الصحراوية بالجنوب الغربي تتحسس طريقها نحو الانفراج بفضل ما تم اقراره من تظاهرات تنشيطية عالمية ستساهم بشكل لافت في ضخ دماء جديدة في شرايين القطاع السياحي الصحراوي الذي بدأ بسترجع عافيته مما ادخل الارتياح في صفوف المهنيين والمواطنين. وفي هذا الاطار استقبلت ولاية توزر ممثلين عن وكالات اسفار بالدول الأوروبية من أجل التعرّف على المنتوج السياحي الصحراوي بالاضافة الى استضافة اكثر من 100 اعلامي يمثلون 15 دولة اجنبية ووفد من اليابان و5 قنوات تلفزية جابوا مختلف المواقع السياحية وهاموا بالصحراء وبشط الجريد والواحات الجبلية على متن العربات السياحية المجرورة وتزحلقوا فوق كثبان الرمال بالكوفة الصغرى وانبهروا بهذا المنتوج السياحي الفريد من نوعه واعجبوا بالطابع المعماري للمدينة العتيقة بتوزر وما يسود المنطقة من استقرار أمني جعل هذه الوفود تؤكد على ضرورة استغلال هذا المنتوج من قبل المواطنين والعزم على الترويج له واعطاء الصورة الحقيقية لهذا الموروث السياحي الذي لا يتوفر الا بالجنوب التونسي حيث قام الوفد الاعلامي بتحقيقات ميدانية وريبورتاجات واخذ صور لشط الجريد وغيره من المواقع الاخرى كالشبيكة وتمغزة وميداس. وقد تزامنت اقامة هذه الوفود بقدوم احباء فيلم حرب النجوم الى توزر من فرنسا وانقلترا والمانيا حيث ساهموا في خلق حركية تنشيطية متميزة من خلال اقامة استعراض ضخم بوسط المدينة وهم يرتدون الازياء والاسلحة للشخصيات المجسمة لفيلم حرب النجوم ذي الشهرة العالمية الى جانب الشخوص الآلية المجسمة للكائنات الفضائية وقد انتظمت هذه المبادرة بالتعاون بين الديوان الوطني السياحي التونسي وجمعية احباء فيلم حرب النجوم وذلك تحضيرا للاحتفال باليوم العالمي حول الفليم الذي ستحتضنه توزر يوم 4 ماي القادم وهي احتفالات تندرج كذلك في نطاق الترويج للسياحة الصحراوية. وضمن نشاط احياء فيلم حرب النجوم استمتع الوفد الاعلامي بعرض خاص بموقع عنق الجمل حيث تم تصوير الفيلم ضمن سهرة تخللتها عروض للازياء وبعض الملابس الحقيقية والشخصيات وتفاعل الوفد مع مختلف الفقرات وصرّح البعض منهم بأنهم محظوظون بوجودهم بين احضان ديكور حرب النجوم وان زيارتهم هذه مكنتهم من استهلاك منتوج مغاير تماما عن غيره وفريد من نوعه. في الطرف الثاني من شط الجريد هذا وقد اكتملت زيارة هذا الوفد بتحول كافة افراده الى عمق الصحراء للتعرّف عن قرب على مفاتن المنتوج السياحي الصحراوي وقد تم اعداد برنامج ثري على شرف هؤلاء الضيوف تضمّن زيارة الى مدينة دوز وأقامت المصالح السياحية لفائدتهم تظاهرة تنشيطية فيها موسيقى وطبخ وقد تفاعل الجميع مع مختلف هذه الفقرات التي تأكد من خلالها اعضاء الوفد ان الجهة تنعم كما باقي جهات البلاد باستقرار الوضع الامني. الزيارة بعثت برسائل طمأنة الهدف منها اعادة استقطاب السواح الاجانب ولا بد من تكثيف مثل هذه العمليات الترويجية حتى يستقيم «ظل» السياحة الصحراوية بعد ان كان عودها أعوج.