احياء للذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال نظم حزب حركة «النهضة» صباح اليوم تظاهرة احتفالية بشارع الحبيب بورقيبة تركزت قبالة المسرح البلدي بالعاصمة بحضور عدد من قياديي الحركة ونشاطائها وأنصارها على غرار علي العريض رئيس الحكومة السابق وعبد الكريم الهاروني وزير النقل السابق. وقد سجلت ساعات الصباح الاولى توافد انصار الحركة عبر المداخل الرئيسية لشارع الحبيب بورقيبة الذين جاؤوا من اغلب مناطق الجمهورية والجهات الداخلية رافعين الرايات الوطنية والأعلام الحزبية. وقد تخللت التظاهرة الاغاني الوطنية والاناشيد الدينية والخطب السياسية وحمل خلالها انصار الحركة وقياديوها العديد من اللافتات العملاقة وصدحت حناجرهم بعديد الشعارات لعل من ابرزها «نعم لدعم الوحدة الوطنية» «لا بديل عن التشارك والتوافق» «اوفياء اوفياء لدماء الشهداء» «الثورة والوطن امانة في اعناقنا» «نحمي ثورتنا نبني وطننا نصنع نهضتنا» «الشعب يريد النهضة من جديد» و«الديمقراطية هي الحل والوفاق يجمعنا الكل...». أخطاء وجراح وفي كلمة القاها أمام مناصري حزبه قال علي العريض رئيس الحكومة السابق ان هناك جزءا كبيرا من تاريخ تونس مشوّه وملغم بالمغالطات في ما يتعلق بفترة الكفاح الوطني وحقبة الاستقلال معتبرا ان جل الحقبات النضالية والملامح التحريرية كتبت باسم شخص واحد وهو ما أجبر الشعب على تفجير ثورة الحرية والكرامة ليحرّر نفسه من كلّ الاغلال يصنع لنفسه موضعا بين احرار العالم. وبيّن العريض أن هذه الاخطاء في تاريخ الحركة الوطنية تركت جراحا كبيرة معتبرا أن الحركة بصدد ترميمها واخذ العبر منها والمصالحة مع الماضي منتهجة الخطى الثابتة نحو المستقبل مشيرا الى ان الثورة كسّرت القيود وحرّرت الالسن والعقول. «النهضة» نجحت واعتبر رئيس الحكومة السابق انّ حركة «النهضة» قد نجحت بعد مرور ثلاث سنوات من الثورة وذلك بتحقيقها لنتائج محترمة قائلا «إنّ القاصي والداني يشهد بأن بلدنا ينتهج المسار الصحيح في الاصلاح والتطور» معربا في السياق ذاته عن اعتزازه بهذه المكاسب المتمثلة في تكريس الديمقراطية والحريات. وأضاف العريض في خطابه الجماهيري الذي تفاعل معه الحضور بالهتاف والتصفيق أن همّ حركة «النهضة» الوحيد هو الارتقاء بتونس وايجاد الحلول الامنية والاجتماعية المناسبة مثمنا مكسب الدستور قائلا: «لقد اشهدنا العالم وانفسنا على استكماله وهو مشروع مجتمعي كامل ومرصع بالحرية وقيم العدالة كما قمنا باصلاحات في الجباية والاستثمار ومازالت الحكومة الجديدة تواصل المنهج نفسه بشكل أسرع». من جهته ثمّن عبد الكريم الهاروني في خطاب له دور حركة «النهضة» في الاستقرار وتحقيق عدة مكاسب ابرزها الدستور والاصلاحات الاجتماعية داعيا أنصارها الى مزيد بذل الجهود. ارادة لعودة الاستبداد أمّا فريدة العبيدي النائبة بالمجلس التأسيسي فقد أكدت ان حزبها أوكلت اليه مسؤولية كبيرة من قبل الشعب التونسي معتبرة أنه نجح في اداء هذه الامانة مضيفة ان هناك ارادة من اجل ترسيخ الديمقراطية وانه في المقابل ثمة ارادة لعودة الاستبداد ولابد من مجابهتها. كما وجهت العبيدي رسالة الى الحكومة الجديدة ذكرتها فيها بأن الشعب التونسي قام بثورة مجيدة وانه بات لزاما عليها مراعاة ظروف المواطنين وان تعمل من اجل توفير متطلبات العيش الكريم وترسيخ العدل والمساواة. تزوير الحقائق وفي مداخلات اخرى اكد عدد من انصار وابناء حركة «النهضة» على ضرورة اعادة كتابة تاريخ تونس باعتبار ان عدّة حقائق زوّرت فيه على حد تعبيرهم وتم فيها اقصاء الرموز الحقيقيين وابطال التحرير الذين سالت دماؤهم من اجل استقلال تونس غير ان التاريخ لم ينصفهم وانه كذلك وقع تهميش دور ابناء الجهات الذين صنعوا المجد الحقيقي واطردوا ميدانيا جنود الاحتلال الفرنسي. لوم واستنكار ووجه عديد المتابعين لهذه التظاهرة من نشطاء ومواطنين غير متحزبين لوما شديدا لحركة «النهضة» باعتبار انها لم تحتفل بذكرى الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي السنة الماضية عندما كانت في الحكم معتبرين ان الغاية تبرّر الوسيلة وان احتفالها هذه السنة ليس الا توظيفا سياسيا وحملة انتخابية مبكرة على حد تعبيرهم. و ندد هولاء بما اسموه توظيف المناسبات الوطنية وتغييب وتغيير موقف «النهضة» من المناسبات الوطنية رأوا في ذلك ازدواجية للخطاب. ناجح بن جدو