قال عبد الكريم الهاروني عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة» بوجود قوى في داخل تونس وخارجها تعمل بالليل والنهار من اجل إفشال الثورة واعادة الاستبداد ، كان ذلك لدى إشرافه على تظاهرة نظمها المكتب المحلي ببوحجلة بالقيروان. وعبّر الهاروني عن استيائه مما حدث في المتلوي متسائلا «كيف بعد هذه الثورة يحدث ما حدث في المتلوي ويتقاتل أبناء تونس وشباب تونس بالسلاح في الشوارع ويمثل البعض بالجثث».وتساءل أيضا «من أين لنا هذا والمتلوي هي قلعة نضال ضد نظام بن علي. معتبرا تلك التصرفات غريبة عن ثورتنا». وشدد الهاروني على أن أعداء الثورة مستعدون لإدخال التونسيين في حرب أهلية مثل الذي حدث في المتلوي، من اجل ان تفشل الثورة حسب رأيه ومن اجل ان يعود الاستبداد والفساد إلى تونس. وحذر من ذلك بقوله ان الثورة أعادتنا شعبا واحدا بعد ان مزقنا النظام البائد الى أفراد. معتبرا كل من يريد تقسيم الشعب مجرما في حق تونس. مخططات الاستبداد وقال انه علينا أن نثبت للعالم الذي يحاول إفشال الثورة من الخارج أن الشعب التونسي ليس أهلا للديمقراطية والحرية. وهم يحاولون إرجاع الشعب إلى الاستبداد من خلال قوى تعمل بالليل والنهار في داخل تونس وخارجها من اجل ان تفشل ثورتنا. وقال انه من مسؤولية كل تونسي أن تنجح الثورة وان تنجح الديمقراطية موضحا انه في صورة فشل الثورة «سندفع غاليا ولن نلوم إلا أنفسنا معتبرا أن العالم متربص بحرية الشعوب. مبينا ان حركة النهضة حريصة ان تنهض تونس وأن تنجح الثورة أكثر من حرصها على مقعد في المجلس التأسيسي او في الحكومة. وأشار الهاروني الى ان هناك من يكذب على النهضة ويشوهها وبين ان هذه الأطراف لا برنامج لها سوى تعطيل برنامج النهضة وتوجه الى هؤلاء بالقول ان التاريخ فيه دروس كثيرة لهؤلاء وغيرهم وان التاريخ علمكم ان عبد الله القلال عقد في 22 ماي 1991 ندوة صحفية اتهم خلالها النهضة باطلا بالتخطيط للانقلاب على الحكم بالقوة من اجل فرض دولة إسلامية بالقوة وحاولوا إقناع العالم ان النهضة عنيفة ولا تؤمن بالديمقراطية. رسالة «التوحيد» وأضاف من قام بتلك الندوة هو اليوم في السجن وحركة النهضة اليوم معترف بها. وقال ان من أشرف على مؤامرة اتهام أعضاء حركة النهضة وسجنهم هو الآن في السجن وحركة النهضة تجتمع بأبناء شعبها من شمال البلاد الى جنوبها. وقال رسالتنا الى الشعب التونسي ليظل موحدا. لا تعطوا لأعداء الثورة فرصة للتفريق بين التونسيين حتى ننجح في إقامة دستور وإقامة مجلس تأسسي وحكومة شرعية تمثل الجميع. وقال أيضا «ان من كان يعد المحاضر لملء السجون بنخبة من أحسن ما أنجبت تونس من رجالها ونسائها وتنظيمه حملة إبادة على امتداد 20 سنة هو الآن في السجن بينما حركة النهضة معترف بها وقد صدر عفو تشريعي عام يثبت أن هؤلاء سياسيون وليسوا مجرمي حق عام ، مضيفا: «ان مجرمي الحق العام هم الآن الذين يعتقلون من بن علي وعائلته وانه سيأتي الدور على جميعهم بتهم حق عام.. مشيرا الى ان من احترف الكذب على النهضة وتوريطها واتهمها باطلا دفعوا الثمن وان الذين يسيرون على طريقهم ويواصلون سياسة الكذب واتهام النهضة سيلقون نفس المصير وسيبقون على هامش التاريخ...وقال ان المجتمع التونسي في حاجة الى النهضة ولذلك بقيت صامدة رغم ما حدث. لن نتنازل وبين انه من الأشياء التي ساعدت على تحقيق الثورة في تونس وجود النهضة. مبينا ان النهضة طلبت التأشيرة منذ 30 سنة للعمل بشكل قانوني وعلني وفي كنف احترام التعددية والقانون وعندما رفض مطلبها بقيت ثابتة على مبادئها ولم تبدلها رغم العنف والتهميش. وبقيت الحركة مناضلة ولم تبدل مثل حركات أخرى. وقال «كان بإمكاننا ان نرد بالعنف والانتقام من الجلادين والمجرمين «فردا فردا» الذين عذبوا الشعب ولم نفعل ذلك ليس عجزا وانما اختيارا منا حسب قوله. المرأة والشباب وقال الهاروني ان المرأة في كل موقع في المجتمع شاركت في النضال والثورة وواجهت العنف وصمدت في البيوت والشوارع وفي السجون وفي محاكمات سياسية من اجل عقيدتها وحريتها الشخصية وأعطت درسا في الوفاء وقامت وصمدت وشاركت في الثورة مبينا ان هذا المعدن من النساء يعطي دروسا لبعض النخب التي تسيء للنساء وتسوق نفسها كمدافعة عن المرأة من خلال محاولة الإيقاع بالنهضة في مبدأ المناصفة. وبين ان القيم الإسلامية علمتنا أن النساء شقائق الرجال وحسن معاملتهن والإحسان إليهن. وقال نحن ندافع عن المرأة ونناضل من اجل مكاسب إضافية للمرأة لأنه ما يزال هناك عديد المطالب. وقال إن للمرأة في حركة النهضة ما يمكن ان تقدمه في المجلس التأسيسي وفي أي موقع من مواقع النضال مثلما فعلت سابقا، كما دعا عضو الحركة المكلف بالشباب إلى عدم اليأس والى الاعتداد بالنفس. مشيرا إلى أن الشباب في العهد البائد كان ضحية سياسة إغراق في المشاكل والتهميش والتجهيل والترهيب. وقال انه علينا أن نتواصل مع شبابنا الذي اثبت انه قادر على إنجاح الثورة التي حققها ودعوته إلى ما هو أعظم من خلال «منظمة شباب النهضة وقال إن حركة النهضة كان يقودها الشباب وستعود إلى الشباب لتتواصل مع الشباب من اجل بناء حركة شبابية تجعله منظما وجهده بناء في حماية تونس من الاستبداد ومن الفساد.