التونسية (تونس) انطلقت منذ صباح السبت قوافل المواطنين من كل ولايات الجمهورية التونسية في اتجاه ساحة «القصبة» بالعاصمة للمشاركة في مليونية «بوحدتنا انجح ثورتنا» التي دعت إليها حركة «النهضة» دعما للشرعية ومؤازرة لجيشنا الوطني وترسيخا لمبدإ الوحدة الوطنية. وقد أدّت الوفود التي قدرت بعشرات الآلاف صلاة المغرب في الساحة وسط أجواء احتفالية متميّزة «لعلعت» فيها الشماريخ والمفرقعات التي حولت ليل «القصبة» الى نهار و رفرفت فيها الاعلام الوطنية وصدحت فيها الحناجر باغان ملتزمة طربية حماسية. وبعد اداء صلاة العشاء بالساحة وبمشاركة العديد من الاحزاب السياسية الفاعلة وخاصة منها ذات التوجه الاسلامي،و بمشاركة جمعيات المجتمع المدني وشخصيات وطنية بارزة...انطلقت فعاليات التظاهرة المليونية التي دعت لها ««النهضة»» والتي جمعت فيها انصارها من كل تراب الجمهورية بعرض فرجوي قدمه اشبال الكورال والكشافة قدموا من خلاله تحية لرجال الجيش الوطني الاشاوس الذين يرابطون على الحدود دفاعا عن الوطن وعن اهله . واستهل «فتحي العيادي» رئيس مجلس شورى «النهضة» سلسلة مداخلات «المهرجان الخطابي» بكلمة شدد فيها على ان «القصبة تجمع الحشود مرة اخرى كما جمعتها سابقا في القصبة 1 والقصبة 2 والقصبة 3 لكي تعلي راية تونس وترفعها وفاءا لدماء شهداء التحرير والنضال من أجل الحرية والثورة»-على حد تعبيره- ،مضيفا ان «النهضة» تجدد اليوم العهد لتحقيق أهداف الثورة «ولنقول كلمة واحدة ضد الإغتيال والانقلاب.. نحن لتونس ومع تونس حين يقف هذا الشعب في الساحات تكون كلمة تونس واحدة وهي كلمة لإنجاح الثورة.. سنظل يدا واحدة متمسكين بشرعية شعبنا أبدا ما بقينا لقد دعونا ولا نزال الى كلمة سواء والى رأي واحد ولا نزال متمسكين باحترام ارادة شعبنا ومن أجل ذلك نتمسك بالمجلس الوطني التأسيسي» . و تابع «العيادي»: «لقد دعونا الى التوافق لنصل ببلادنا الى مرحلة شعارها «بالإنتخاب لا بالإنقلاب « فلا خيار في تونس اليوم الا لما اختاره هذا الشعب الكادح . وكل المبادرات التي تصب بخلاف إرادة الشعب لا يمكن أن تنجح... سننجح بمشيئة الله في ساحات النضال حتى نستكمل أهداف الثورة وعنوان القصبة اليوم هو «ثوار ثوار سنكمل المشوار» سنجمع كل التونسيين وسنحرص على ذلك فتجميع التونسيين يحتاج الى إرادة قوية وهذه إرادتنا من أجل الوصول ان شاء الله الى الانتخابات . عامر العريض : «عدونا الوحيد هو الارهاب ومنطق الانقلاب» بدوره أكد «عامر العريض» رئيس المكتب السياسي ل«النهضة» على ان الهدف من تنظيم هذه المظاهرة والاعتصام هو لم الصفوف وتعبئتها من اجل الوحدة الوطنية والسلم المدنية ضد الاقصاء وخطاب الاقصاء المتشنج الذي نسمعه هنا وهناك وضد منطق الذي لا يريد ان يحترم ارادة الشعب. وأضاف «العريض»: «ليس لنا اي عداء مع اي مواطن لكن عدونا كتونسيين جميعا هو الارهاب ومنطق الانقلاب وهما وجهان لعملة واحدة وسننتصر عليهم جميعا» . عبد اللطيف المكي : دعاة حل «التأسيسي» يجرّوننا إلى المجهول وصف وزير الصحة «عبد اللطيف المكي» في كلمته التظاهرة التي نظمتها الحركة بالنوعية والمميزة « مضيفا انه سجلت حضور شخصيات من احزاب متعددة ومنظمات جاءت لتقول كلها بصوت واحد لا «للانقلاب على المؤسسات الدستورية ونعم لمواصلة المسار الديمقراطي الانتقالي..». وأضاف «المكي»:ليس لنا بديل عن المؤسسات الدستورية والذين يدعون الى حل المجلس الوطني التاسيسي يدفعون بالبلاد نحو المجهول , وفي صورة حل المجلس التأسيسي وهذا لن يكتب لهم إن شاء الله.. كيف يمكن تعويضه بلجنة يختارها 10 أحزاب فقط؟ ماذا عن بقية الأحزاب التي بإمكانها الانتفاض ثم ندخل في جدل واضاعة للوقت» دعاة الانقلاب لهم نوايا مبيتة سيعملون على تاجيل الانتخابات الى 3 او 4 سنوات بحجة أن الاسباب الامنية والاقتصادية لا تسمح... وقتها يرجع النظام القديم ويتركز وهذه المحطة مصيرية بالنسبة للثورة التونسية» . عبد الرؤوف العيادي: «على اتحاد الشغل ان يكنس أمام بيته» قال عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة «وفاء» انه قدم لمساندة الشرعية والمحافظة على «التأسيسي» كمؤسسة تضمن وجود الدولة في حدها الادنى، مطالبا في ذات الإطار بضرورة الكشف عن أرشيف البوليس السياسي وتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني. اما بخصوص موقفه من اتحاد الشغل والمهلة اللتي قدمها للحكومة، فقد قال العيادي «عاش من عرف قدره... على الاتحاد ان يكنس امام بيته هناك مؤامرات دولية كبيرة واجندات واقليمية ولا بد ان نكون منتبهين» . وليد البنّاني : لا بد لنا من إيقاف التعدي على هيبة الدولة وعلى القانون من جانبه اوضح «وليد البناني» نائب بالتأسيسي عن حركة ««النهضة»» ان هذه الوقفة رسالة واضحة للحكومة ان» اليد المرتعشة لا تصنع التاريخ وانه لا بد لنا من ايقاف التعدي على هيبة الدولة وعلى مؤسساتها وعلى التطاول على القانون وعلى الثورة»-حسب قوله-، مضيفا: «ان الشعب له ثقة في مؤسسات الدولة وليس مع دعاة الارهاب والفوضى والالتفاف على الشرعية . محرزية العبيدي: «آش لزّ حمة»؟ وجهت محرزية العبيدي كلمتها الى «حمة الهمامي» الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» قائلة: «آش لز حمة يطلب من الشعب التونسي ان يكون الفيصل؟ لقد اجابهم الشعب لا للاغتيال ولا للانقلاب نعم للوحدة الوطنية, زملائي من علق العضوية لقد قمنا بالقسم مع بعضنا... تذكروا القسم هل انتم أوفياء للقسم؟ قد يكون البعض فيكم مصدوما لكن أذكركم ان السياسي يجب ان يجلس على طاولة التفاوض في حال تعرضت بلادنا الى خطر كما يجب التوحد حول الجيش وان نخرج من الازمة بالحوار» . عبد الكريم الهاروني : و قال «عبد الكريم الهاروني»: «هذه مهرجانات الثورة والتصدي للانقلابيين... «النهضة» قريبة من الشعب وبنت الشعب وقدمت ثمنا كبيرا لحريتها وحرية الشعب ومن يريد الفصل بين «النهضة»و والشعب واهم ومن يريد عزلها عن الشعب واهم. هوامش أثار توافد انصار «النهضة» على ساحة القصبة حفيظة عدد من سكان المناطق المجاورة لها وخاصة منها تلك التي كانت تمثل نقاط عبور القوافل المساندة للشرعية، حيث عمد البعض من سكان هذه المناطق إلى التعرض لأنصار «النهضة» ومنعهم من المرور وطردهم ونعتهم بأقبح الصفات والنعوت من قبيل أنهم «خونة ومرتزقة ومرتشين باعوا القضية والوطن لقاء بعض المليمات من الحركة». استقبال خاص حظي به «عبد الرؤوف العيادي» رئيس الهيئة التأسيسية لحركة «وفاء» من قبل المتظاهرين قبيل اعتلائه للمنصة لإلقاء كلمة بالمناسبة، حيث علت الزغاريد وكثر التصفيق والتصفير ... ارتياح واسع من قبل المتظاهرين لطريقة تنظيم المظاهرة وخاصة لحفاوة الاستقبال التي حظي بها سكان الجهات. تحضيرات لوجستية ومالية كبيرة لهذه المظاهرة انعكست من خلال نوعية المأكولات «الفاخرة» التي ظلت ملقاة على الطاولات رغم الإقبال الجماهيري الكبير على الساحة. ازدحام كبير بالأسواق المجاورة لمكان الاعتصام حيث تحول عدد كبير من المتظاهرين القادمين من الجهات إلى التسوق واستكشاف المكان. تعدد اخبار واعلانات ضياع الاطفال عن امهاتهم وابائهم اثار حفيظة لجان التنظيم الذين طالبوا الامهات بالحرص على ابنائهن وملازمتهن. مواكبة: فؤاد مبارك ومنتصر الأسودي