اوضح مهدي جمعة رئيس الحكومة ان زيارته الى دول الخليج هي امتداد للزيارات التي قام بها الى الجزائر والمغرب، مضيفا ان زيارة الخليج تتنزل في اطار زيارته للعمق العربي والثقافي والتاريخي والاخوي بين تونس والاشقاء في الخليج. وقال مهدي جمعة في برنامج «لقاء خاص» بث على قناة «الجزيرة»، انه قدم للاخوة الخليجيين لمحة عن الوضع في تونس واطلعهم على ما بلغه الانتقال في تونس الى جانب فرص الاستمثار فيها. واكد رئيس الحكومة ان الوفد التونسي حظي بطيب الاستقبال وحسن الاستماع في ظل العلاقات العريقة والمتينة التي تجمع دول الخليج بتونس مشيرا الى ابتهاج القادة الخليجيين بتحسّن الاوضاع في تونس في شتى المجالات خاصة المجالين السياسي والامني. وعن الوضع الاقتصادي وما يعانيه قال «جمعة» : «مرت تونس بثورة ومن الطبيعي ان تدفع ثمنا يتمثل في اضطراب سياسي واجتماعي واقتصادي ورغم ذلك فان النتائج التي بلغتها تونس باهرة ادهشت العالم وثمن ذلك ليس غال..» وتابع: «السوق المالية لا يمكن أن تفي بالمطلوب..سنسخر موارد داخلية واخرى خارجية للتمويل..» واعتبر رئيس الحكومة ان خيار الاقتراض هو أمر صائب ومعمول به من قبل دول وشركات كبرى، مستدركا : «المشكل هو في طريقة توظيف ما تم اقتراضه، والافضل هو توظيف الاموال المقترضة في الاستثمار وهو ما ستنتهجه تونس..». وبخصوص امكانية تعبئة خزانة الدولة بالاموال المهربة والاشواط التي بلغتها القضايا المرفوعة لاستعادة الاموال ذكر جمعة أنه تمت استعادة مجموعة من الاموال في الداخل أما تلك التي في الخارج فرفعت قضايا لاستعادتها وقد تمت اعادة اجزاء ومازالت بقية القضايا الاخرى جارية. وقال مهدي جمعة في اجابته عن سؤال تعلق بالتركة التي خلفتها حكومة علي العريض، ان الهدف من هذه الفترة ليس العودة الى التجاذبات وانما هي فترة لايجاد الحلول المناسبة للارتقاء بالاقتصاد والاستثمار. وفي تعليقه على تجميد التوظيف في قطاع الوظيفة العمومية، بيّن «مهدي جمعة» ان ثقل الوظيفة العمومية كبير على ميزانية الدولة وان التوظيف خلال السنوات الثلاث الماضية تم تحت ضغوطات وأن ذلك رفع كتلة الاجور التي اصبحت كبيرة وشكلت ثقلا على الدولة وارهقتها، واضاف : «الوظيفة العمومية ليست هي القطاع الاكبر في الاقتصاد..ونحن نريد ان نشجع الاقتصاد والاستثمار والمبادرة الخاصة وكل ما هو انتاجي..». وجدّد رئيس الحكومة تعهده والحكومة، على ضمان الاستقلالية والحياد وتأمين انتخابات نزيهة وشفافة قائلا: «نسعى الى التحييد التام قبل الانتخابات وفي هذا الاطار طلبت من الوزراء دارسة الادارات جديا ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب..وقد قمنا مؤخرا بتحوير على مستوى الولايات ..الانتخابات مشرع لها ان تجرى أواخر السنة الحالية ونحن متعهدون بذلك، بدأنا في تهيئة الارضية المناسبة بالتعاون مع جميع الاطراف وانطلقنا في التنسيق مع الهيئة العليا للانتخابات ووضعنا على ذمتها كل التسهيلات المادية واللوجستية..هناك حرص كبير من الجميع على تنقية الاجواء لضمان اجراء انتخابات نزيهة المرور من الانتقالي الى القار». اما عن تحييد المساجد قُبيل الانتخابات فقد اجاب مهدي جمعة: «موقفنا واضح، المساجد هي دور عبادة وليست بؤرا لتكوين شباب متطرف او للدعوة السياسية..ننتهج خطة واضحة في تحييد المساجد..» وفي رده عن الاسئلة التي تعلقت بملف الارهاب لاحظ رئيس الحكومة انه لا مكان للارهاب في تونس وأن هناك ضربات قوية وجهت ضدّ الارهابيين مستشهدا بتفكيك الجهاز العسكري لتنظيم ارهابي في تونس وغير ذلك من العمليات الامنية والعسكرية الناجحة بفضل تعاون الامن والمواطنين، ولم يخف رئيس الحكومة أن الضربات التي طالت الجهاز الامني ناتجة عن نقص في تأهيل الامنيين واجهزتهم، مفيدا بان خطة وضعت مؤخرا لتكوين وتأهيل الامنيين والعسكريين في مواجهة الارهاب وتوجيه ضربات استباقية له مشيدا في ذات السياق بالتعاون الامني مع دول الجوار خاصة الجزائر التي تتمتع بخبرة واسعة في مواجهة الارهاب. وشدّد مهدي جمعة على ان تونس في حاجة لجميع ابنائها وذلك في معرض اجابته عن سؤال تعلق بعودة رموز «التجمع» المحلّ الى الساحة السياسية حيث صرح: «لا يمكن منعهم من حقوقهم..كل انسان يحترم القانون وكله ولاء للوطن وليست يداه ملطخة بالفساد مرحبا به فتونس في حاجة لكل ابنائها وذلك بعد تحقيق العدالة الانتقالية ..» وفي ختام حديثه، تطرق مهدي جمعة الى السياسة الخارجية لتونس مبينا أن سياستنا الخارجية لا تحتاج الى مراجعة كبيرة مشيرا الى ان المهم الآن هو تمتين العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وعدم التدخل في شؤونها.