غادر ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الكويت بعد ظهر الثلاثاء بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد السعودي غادر دولة الكويت متوجها إلى الرياض بعد أن رأس نيابة عن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفد المملكة في مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الخامسة والعشرين. وكان ولي العهد السعودي قد ألقى كلمة غير مجدولة على أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية تعهد خلالها بمواصلة “تجريم الإرهاب والتنظيمات المرتبطة به”، داعيا في الوقت نفسه إلى تغيير ميزان القوة في سوريا. وقال بن عبد العزيز في كلمته “تدين المملكة السعودية، كافة الأعمال الارهابية ايا كان مصدرها، والتنظيمات التي تقف وراءها”، دون أن يسمى تنظيمات محددة. وتابع: “يجب التصدي لكل المحاولات الهادفة لزعزعة استقرار دول المنطقة، وأخذ موقف جماعي موعد من ظاهرة الإرهاب، واتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لمكافحتها”. وحول الأزمة السورية، قال ولي العهد السعودي إن “المأزق السوري يتطلب تغيير ميزان القوة على الأرض”، معتبرا النظام السوري “نظام جائر يمارس القتل والتنكيل”. واتهم ولي عهد السعودية المجتمع الدولي ب”خداع″ المعارضة السورية. وقال أمام القادة العرب المشاركين في القمة إن التحديات في سوريا تواجهها “مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا”. وندد الامير سلمان بتحول سوريا الى “ماساة مفتوحة تمارس فيها كل انواع القتل والتدمير على أيدي النظام الجائر، تساهم في ذلك اطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة من كل حدب وصوب”. ورأى ان “الخروج من المازق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الارض وتقديم للمعارضة ما تستحقه من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري”. لكنه اكد “اننا نستغرب عدم منح مقعد سوريا في القمة للائتلاف الوطني بعد ان تم منحه هذا الحق” في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي. ودعا ولي عهد السعودية الى “تصحيح هذا الوضع″ عبر اتخاذ قرار من شانه توجيه “رسالة قوية إلى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الازمة السورية”. وقال إن الجهود المبذولة “حتى الآن على صعيد التخفيف من المعاناة الإنسانية للسوريين (…) يمكن أن تحقق شيئا من ذلك”. ويرى مراقبون أن المغادرة المبكرة لولي العهد السعودي للقمة العربية تأتي لقطع الطريق أمام أي محاولات لعقد مصالحة مع قطر بعد أزمة سحب السفراء. وصافح ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لدى وصوله إلى قصر بيان، قبيل انعقاد القمة. ويعد هذا أول لقاء يجمع بين ولي العهد السعودي، وأمير قطر منذ قيام السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائهم من قطر في 5 مارس/ آذار الماضي. وبدا واضحا محاولات أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح محاولة تنقية الأجواء بين الجانبين، حيث حرص على اصطحاب كل منهما إلى جانبه متوسطا إياهم، متوجهين من القاعة الأميرية لالتقاط صورة تذكارية قبيل انعقاد القمة العربية، وهو يمسك بأيديهما. وأظهرت لقطات مباشرة بثها تليفزيون الكويت الرسمي تبادل أحاديث ودية وابتسامات بين القادة الثلاثة. كما تم التقاط الصورة التذكارية للقادة العرب، بينما يقف أمير الكويت، متوسطا كل من أمير قطر وولي العهد السعودي.