أعلن مساء الجمعة بصفاقس الدكتور مراد الصكلي وزير الثقافة وخلال ندوة صحفية عن اعلان صفاقس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 لتكون بذلك ثاني مدينة تونسية تحظى بهذا الشرف بعد العاصمة سنة 1997. وثمّن الدكتور الصكلي مجهودات كل الاطراف وايضا اللجنة التي اشتغلت على الملف وترأسها وحيد الهنتاتي معتبرا ان هذا الحدث هام جدا لانه يعطي للمدن المنظمة اشعاعا كبيرا وقدرة على لفت الانظار واستقطاب المهتمين سواء منهم المثقفون او السياح او المستثمرون لا سيما ان الثقافة عنصر مهم في حياة الشعوب والمجتمعات وأنها تشكل محورا من محاور التنمية. وقال الوزير ان ملف مدينة صفاقس كان دسما ومقنعا ودافع عن نفسه وهو ملف «هايل برشة» بالنظر الى ما يتوفر بعاصمة الجنوب من مخزون ثقافي وتراثي ضارب في عمق التاريخ سواء كان تراثا ماديا أو غير مادي وبالنظر الى ما انجبته صفاقس من قامات كبيرة في الفكر والثقافة والفن والابداع وبالنظر الى ما لعبته من ادوار كبيرة على امتداد تاريخها الكبير وتواصلها مع محيطها ومع العالم الخارجي. واضاف الدكتور مراد الصكلي انه بعد اعلان صفاقس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 فان المطلوب هو السعي الى ابراز المخزون التراثي والثقافي بالجهة وتثمينه والتعريف به عالميا الى جانب ابراز خصوصيات التراث الوطني لبلادنا والشخصيات الوطنية والاعلام الكبيرة في شتى الفنون والمجالات منذ قديم الزمان والى الآن الى جانب العمل على استقطاب العلماء والمثقفين من شتى دول العالم ليتعرفوا على العناصر المشتركة في الثقافة العربية وخصوصيات كل قطر ولا سيما في ما يتعلق بالتراث اللاّمادي. واقترح وزير الثقافة تكوين 3 لجان تكون الاولى لجنة جهوية للتنظيم والثانية لجنة وطنية للاشراف والتنسيق بين مختلف الاطراف المتدخلة والوزارات ومع المنظمات الدولية ومنها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) أما اللجنة الثالثة فهي لجنة الدعم والمساندة والتي توجد بها شخصيات ثقافية وطنية وجهوية ووجوه اقتصادية وداعمون. من ناحيته قال والي صفاقس خلال الندوة الصحفية انه سيتم بذل كل الجهود لانجاح هذا الحدث الثقافي العربي الهام لا سيما أن صفاقس استحقت ان تكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 بالنظر الى مخزونها الحضاري والتاريخي الكبير. وخلال الندوة الصحفية تمت اثارة عديد المسائل التي تحتاج لجهد جماعي بهدف تجاوز الصعوبات الكثيرة وحالة التهميش التي تعيشها صفاقس جراء عقود من النسيان والتجاهل والتهميش ومنها ما يتعلق بالبنية التحتية والتشويه الذي طال عددا من المواقع الاثرية والتاريخية ومن بينها سور المدينة الضارب في عمق التاريخ والذي طاله التشويه وذلك بحرق الفضلات بجانبه وبالاوساخ المتراكمة وبالبناء الفوضوي. وهنا قال وزير الثاقفة انه من المهم القيام بكل ما يلزم من اجل الحفاظ على المواقع التاريخية والاثرية وتعهدها وتثمينها إن لزم الامر القيام باجراءات ردعية ضد المخالفين. وتجدر الاشارة الى أن الوزير قام على هامش حضوره بصفاقس بزيارات لفضاءات ثقافية من بينها فندق الحدادين والمسرح الصيفي وقطعة الارض التي من المنتظر ان تقام عليها مكتبة عمومية شعبية بسيدي منصور الى جانب دار الثقافة بساقية الزيت ومركز الفنون الدرامية والركحية. كما قام باختتام مهرجان استخبار ويُنتظر ان يؤدي اليوم زيارات لفضاءات ثقافية متنوعة من بينها جزر الكنائس بالغريبة ودار الثقافة بالمحرس والموقع الاثري يونقا بالمحرس والموقع الاثري بطينة.